2013/05/29
سعيد ياسين – الحياة
دخلت مجموعة من المسلسلات المصرية التي كان مقرراً استئناف تصويرها عقب عيد الفطر لتعرض قبل رمضان المقبل، نفقاً مظلماً لأسباب إنتاجية وتسويقية.
ويدلل هذا على درجة عالية من التخبط الإنتاجي سواء الحكومي أو الخاص، ويؤكد جشع المنتجين الذين يسعون إلى ضمان تسويق أعمالهم مسبقاً في الفضائيات، والحصول على أقصى عائد مادي ممكن من عمليات البيع. اما الخاسر الأكبر من التوقف فممثلو الأدوار الثانوية والمساعدة الذين يتقاضون جنيهات قليلة في مقابل ملايين النجوم، وأيضاً الفنيون من عمال تصوير وديكور وإضاءة واكسسوار وغيرها، والذين تبقى أجورهم رهناً لتوفر السيولة التي تقدمها جهات الانتاج صاغرة للنجوم، رغم أنها بالملايين، طمعاً في نيل رضا الكبار، وليضرب «الصغار» رؤوسهم في الحائط، ويجلسون بالساعات والأيام للحصول على مستحقاتهم التي وعدوا بها مراراً من دون جدوى.
ويأتي في مقدم هذه الأعمال مسلسل «ويأتي النهار» لعزت العلايلي وفردوس عبدالحميد وعزت أبو عــــوف وتأليف مجدي صابر وإخراج محمد فاضل، اذ طلب المنتج توفير عدد من الامكانات المادية والبشــــرية ومئات الكومبارس لتصوير تظاهرات عمال بعــض الشركات والتي كانت دافعاً لثورة «25 يناير»، وهو ما رفضته الشركة المنتجة (صوت القاهـــرة) التي طالبت، توفيراً للنفقات، بالحصول على هذه المشاهد من الأرشيف، الأمر الذي اعتبره المخرج تدخلاً في صميم عمله. ونتيجة إصراره على طلباته أمام عجز شديد في السيولة تمر به الشركة، توقف التصوير وسط حالة احتقان شديدة من المشاركين في العمل الذين لم يحصلوا على مستحقاتهم.
وتوقف أيضاً تصوير «مولد وصاحبه غايب» لهيفاء وهبي وفيفي عبده وباسم سمرة وتأليف مصطفى محرم وإخراج شيرين عادل. وجاء ذلك بسبب تقارير اللجنة الفنية التي كونتها نقابة المهن السينمائية للفصل في الشكوى التي رفعها المؤلف طارق البدوي، والتي يتهم فيها فريق العمل بالسطو على مسلسله وتغيير عنوانه، خصوصاً أنه كان تعاقد وهيفاء وهبي مع إحدى جهات الانتاج قبل عامين على مسلسل عنوانه «نوسة»، وبعد تأجيله تعاقدت على المسلسل الجديد مع محرم. وجاءت تقارير اللجنة التي تكونت من الناقد علي أبو شادي والمؤلف كرم النجار والمخرج محمد كامل القليوبي لتصب في مصلحة البدوي، وهو ما وضع أسرة المسلسل في مأزق تسعى إلى الخروج منه في شكل ودي بعيداً من ساحات المحاكم.
أما مسلسل «في غمضة عين» الذي يعد أول تجربة تلفزيونية للمطربة أنغام (إخراج سميح النقاش)، فتوقف بسبب خلافات شديدة وصلت إلى الذروة أخيراً بين أنغام وداليا البحيري. وعلى رغم مسعى أسرة العمل إلى تضييق فجوة الخلافات بينهما، خصوصاً أن غالبية المشاهد المتبقية تجمع الاثنين، باءت المحاولات بالفشل، ما اضطر منتج المسلسل إلى وقفه، رغم أنه حصل على موافقة مبدئية على عرضه حصرياً قبل شهر رمضان المقبل على قناة «ام بي سي مصرية».
الأمر ذاته يتكرر مع مسلسل «ميراث الريح» لمحمود حميدة وسمية الخشاب وإخراج يوسف شرف الدين، رغم أن أسرة المسلسل تؤكد أن لا خلافات على اسمي بطلي العمل في التيترات، وأن التوقف يأتي بسبب عدم وجود سيولة كافية.
اما مسلسل «أم الصابرين» لرانيا محمود ياسين وطارق الدسوقي ونهال عنبر وأحمد هارون، فتوقف تصويره كلياً، بسبب عدم حصول غالبية المشاركين فيه على مستحقاتهم رغم وعود المنتج الكثيرة، وهو ما اضطرهم إلى تقديم شكاوى رفعوها معاً إلى نقابة المهن التمثيلية، كما تعاهدوا في ما بينهم على عدم تصوير بقية مشاهدهم إلا بعد الحصول على مستحقاتهم، وتصوير أدوارهم من خلال النسخة الأصلية للمسلسل الــتي أضيفت إليها مشاهد كثيرة.
وتسببت الأزمة المالية في اكتفاء حسين فهمي بتصوير جزء مكون من 15 حلقة بدلاً من جزءين كان مقرراً تصويرهما لمسلسل يحمل عنوان «حافة الغضب» من بطولة حسني صالح وإخراجه.
ولا يزال قطاع الانتاج يبحث عن سيولة لاستكمال تصوير بقية مشاهد مسلسلي «أهل الهوى» من بطولة فاروق الفيشاوي وإيمان البحر درويش وتأليف محفوظ عبدالرحمن وإخراج عمر عبدالعزيز، و«طيري يا طيارة» لبوسي ومصطفى فهمي.
ويعد مسلسل «حفيد عز» لأشرف عبد الباقي من المسلسلات التي فقد الأمل في استكمالها بسبب المشاكل بين جهات إنتاجه. كما تعاني مسلسلات أخرى المصير ذاته، أبرزها: «على كف عفريت» لخالد صالح وكندة علوش، و «لعبة السنين» لكمال أبو رية ودنيا عبدالعزيز (حلت في الجزء الثاني بدلاً من نرمين الفقي التي استبعدتها جهة الانتاج بعد امتناعها عن التصوير لاصرارها على تقاضي مستحقاتها أولاً)، و«مدرسة الأحلام».