2013/05/29
أحمد شلهوم – دار الخليج
بعد غياب عدة سنوات عن الوسط الفني، يعود الفنان السوري الشاب أحمد علي من جديد هذا العام بثلاثة أعمال فنية ينتمي كل منها إلى نوع معين من التمثيل، فيتنقل بين “غولدن شتيرن”في المسرح و”الشيخ فؤاد”في السينما و”التاجر شاهين”في الدراما، ليثبت مرة أخرى أن دور البطولة الذي أسند إليه في العمل التلفزيوني “مرسوم عائلي«، لم يكن بمجازفة من قبل مخرج العمل بقدر ما كان إسناد الدور للشخص المناسب .
والفنان أحمد يعترف بأنه “خجول”بطبعه، ورغم محاولاته كسر هذا الحاجز التي باءت بالنجاح إلا أن شيئاً من الخجل يطبع شخصيته، وغيابه عن الوسط الفني لمدة عامين لم يكن لهذا السبب كما قد يتراءى للبعض، لكن الخدمة العسكرية الإلزامية هي من كانت وراء ذلك، ورغم أن ذاكرة الوسط الفني ضعيفة كما يقول الكثيرون ومنهم الفنان أحمد إلا أنه يرى أن العلاقات التي ينشئها الفنان في الوسط هي التي تقوّي هذه الذاكرة، إلا أنه يتحدث عن حاجته إلى “مرسوم عائلي”ثان ليثبت نفسه مجدداً في الوسط الفني، وذلك في إشارة إلى مسلسل “مرسوم عائلي”حين دفع به المخرج ماهر صليبي بدور بطولة بعد تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية .
يقول الفنان أحمد علي إن دور الشباب والوجوه الجديدة في الدراما السورية لم يتراجع لمصلحة “النجم البياع”إلا أنه يرى أن هناك استغلالاً لهؤلاء فيما يتعلق بالأجر المادي . “الخليج”التقت الفنان الشاب أحمد علي، وكان معه الحوار التالي:
* ما الأعمال التي تشارك فيها بموسم 2012؟
- شاركت في العرض المسرحي “هاملت”للكاتب الإنجليزي الشهير ويليام شكسبير، وكان النص من إعداد الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة السوري السابق وإخراج عروة العربي، كما شاركت في الفيلم السينمائي “الحاسة الثانية”الذي كتب نصه أحمد عطار وأخرجه المخرج الشاب أحمد درويش، إضافة إلى مشاركتي في مسلسل “رابعة العدوية”الذي عرض في الموسم الرمضاني 2012 .
* وما أدوارك في هذه الأعمال؟
- في مسرحية “هاملت«، جسدت شخصية “غولدن شتيرن«، وهو صديق “هاملت«، لكنه في النهاية يرجح مصالحه الشخصية على حساب الصداقة الأمر الذي يؤدي إلى مقتله خلال سفره مع “هاملت”إلى إنجلترا .
وفي فيلم “الحاسة الثانية«، أؤدي شخصية “الشيخ فؤاد«، وهو صديق الشخصية البطلة في الفيلم “سامر«، الذي يعاني حالة مرضية نادرة، فهو يسمع أصواتاً تتكرر في مسامعه، ولا تذهب هذه الأصوات إلا حين سماعها على الطبيعة، ويأتي “سامر”إلى صديق طفولته “فؤاد”الذي أصبح شيخاً، حين يتردد في مسامع “سامر”صوت الأخير عندما كان يناديه بشكل معين عند الطفولة، يرفض “فؤاد”ذلك باعتباره أصبح شيخاً ومن المعيب عليه أن يفعلها، إلا أن إصرار “سامر”واستعطافه لصديقه يدفعان ب”فؤاد”لمناداته بالطريقة المطلوبة، وعندما يتم الأمر يتعرض لمواقف محرجة من قبل الجيران ويتم طرده من الحارة .
أما في مسلسل “رابعة العدوية«، فأجسد شخصية “شاهين«، وهو تاجر دمشقي وصديق لصهر “رابعة«، ويبدأ دوري في أحداث العمل في الحلقات الأخيرة عندما تكون “رابعة العدوية”في قصر “ابن زياد«، حيث تعمل لديه جارية ويعذبها، فيأتي “شاهين”وصهرها “عبدالله”ليخلصانها من الأسر، وخلال هذه الأحداث يتعرف “شاهين”إلى “وطفة”خادمة “رابعة«، ويقع في حبها ويتزوجها بالنهاية، ويعيش معها في البصرة بجوار “عبدالله”حيث يفتح محلاً تجارياً بالشراكة معه .
* بعد تخرجك في المعهد العالي للفنون المسرحية بفترة، التحقت بالخدمة الإلزامية العسكرية، ما الأعمال التي شاركت بها في ذلك الوقت؟
- نعم، بعد تخرجي بفترة، التحقت بالخدمة الإلزامية، التي انتهت في العام الفائت ،2011 وبعد التخرج مباشرة عملت مع المخرج الليث حجو في مسلسل “فنجان الدم«، ولم يكن طموحي من المشاركة هو الظهور بقدر ما كان العمل مع مخرج مثل الليث حجو، إضافة للتعرف إلى الأجواء في موقع التصوير والعمل “اللوكيشن”.
وبعد هذه التجربة، أتتني فرصة متميزة يرغب بها الكثيرون من الخريجين الجدد، وهي من خلال دور بطولة في المسلسل التلفزيوني الكوميدي “مرسوم عائلي”للمخرج ماهر صليبي، واعتبرته وقتذاك ورشة عمل تلفزيونية حيث استمر تصوير مشاهدي في العمل نحو شهرين، وكان دور بطولة من خلال أحد أبناء العائلة التي تدور أحداث العمل من خلالها .
* هل ترى أن البطولة الشبابية في الدراما السورية تراجعت لمصلحة “النجم البياع«؟
- لا أعتقد ذلك، خاصة أننا بتنا نرى خلال المواسم الأخيرة أعمالاً تعتمد على بطولة الممثلين الشباب والوجوه الجديدة، كما أن هناك أدوار بطولة في بعض الأعمال أسندت لممثلين شباب، وقد يرى البعض أن ذلك مجازفة وأنا أوافقهم الرأي، ومن خلال تجربتي في مسلسل “مرسوم عائلي”الذي كان أول تجربة إخراجية للمخرج “ماهر صليبي«، والعمل الأول لي كدور بطولة، فقد كانت النتائج جيدة والحمد لله .
برأيك على أي أساس ينتقي المخرج الممثلين الشباب للأدوار معه؟
بالنسبة إلى مسلسل “مرسوم عائلي”كانت أوصاف الشخصية في النص تشبهني، فقد كان في النص أن الأب لديه ولدان توأم أحدهما طويل ووسيم ولاعب كرة سلة والثاني قصير، وهذا ما كان يخلق مشاكل بين الأخوين .
* برأيك البطولة الشبابية في الدراما السورية خلال المواسم السابقة هل يمكن التعويل عليها لإجراء نقلة نوعية فيها؟
- طبعاً، وهذا ما بدأنا نراه، فحين تضخ دماء شابة جديدة في الأعمال الدرامية فإن ذلك يزيدها غنى ويعطي فرصة للشباب ويعطي أيضاً طاقة للعمل .
* الموسم الماضي ،2011 اعتبره الكثيرون أنه الموسم الذهبي للوجوه الجديدة، هل أثر ذلك في نظرة الوسط الفني لهذه الوجوه؟
- هذا الأمر برأيي يعود للمثل بالدرجة الأولى، هل هو أثبت قدرته وتميزه حين أسند له دور بطولة أم لا؟ وهذا الأمر بذاته يعطي استمرارية لهذه القضية، وقد يخاف بعض المخرجين من المجازفة بالوجوه الجديدة بإسناد أدوار بطولة إلى الوجوه الجديدة والشباب لأنهم لم يروهم في أعمال سابقة، وقد تدارك المعهد العالي للفنون المسرحية هذه النقطة خلال السنوات الأخيرة، فصار يعمل على تسويق الخريجين من طلابه من خلال دعوة المخرجين لحضور العروض المسرحية في المعهد وحضور عروض التخرج، ولذلك بتنا نرى وجوهاً جديدة وشابة في بطولة الأعمال الدرامية، وهذه الأدوار هي فرصة ذهبية للخريج، فإما أن يثبت ذاته ويستمر تألق الوجوه الجديدة أو أن يفشل بها ويؤثر بالتالي في نفسه وفي الآخرين .
* بعد كل هذا الحديث عن الوجوه الشابة في الدراما السورية، كيف تنظر إلى أجورهم؟
- ضعيفة جداً، وفيها نوع من الاستغلال بسبب أنهم خريجون جدد أو ممثلون جدد .
يعتبر الكثيرون أن ذاكرة الوسط الفني ضعيفة جداً، وأنت غبت عنه خلال فترة الخدمة الإلزامية، لكنك تعود بثلاثة * أعمال متنوعة (مسرح سينما تلفزيون)، ما تعليقك؟
- نعم، ذاكرة الوسط الفني ضعيفة، لكنها بالنهاية تعتمد على العلاقات والمعارف وخاصة في مرحلة البدايات، إلى أن يصل الممثل إلى مرحلة الشهرة، فيكون بذلك معروفاً ولا ينساه أحد، فالعلاقات تلعب دوراً كبيراً في اختيار الممثل لعمل معين، فمسرحية “هاملت”التي أعتبرها عرض التخرج الثاني لي، فقد قدمتني بطريقة جيدة جداً للوسط الفني بعد غيابي عنه .
* وما طبيعة هذه العلاقات التي أشرت إليها؟
- هناك علاقات صداقة، وعلاقات تعتمد على الرفقة، ففي أي وسط موجود أو حتى في المجتمع هناك هذه العلاقات، ولكن كون الوسط الفني تسلط عليه الأضواء أكثر لذلك نرى أن التركيز على العلاقات فيه اكبر، وطبيعة العلاقات تعمد على موضوع العلاقات العامة .
* هل نلت فرصتك الحقيقية في الدراما؟
- إن دوري في مسلسل “مرسوم عائلي”كان فرصة حقيقية بالنسبة لي، وبعد انقطاعي عن العمل لسنتين أعتقد أنني بحاجة إلى “مرسوم عائلي”ثانٍ أجدد من خلاله إثبات قدراتي .
* كيف دخلت المعهد العالي للفنون المسرحية؟
- دخلته مصادفة، فأنا خجول بطبعي، وخلال فترة الدراسة الثانوية جاءنا إلى المدرسة في مدينة مصياف بريف حماة بعض الأشخاص الذين يريدون كادراً للعمل معهم في مسرحية ستعرض في المركز الثقافي في المدينة آنذاك، ومن دون تفكير شاركت معهم وثابرت على الحضور إلى المركز في المواعيد المحددة للبروفات والتدريبات، وأعجبتني فكرة التمثيل، وبعد الانتهاء من العرض، شاركت مع هؤلاء الأشخاص في أعمال مسرحية أخرى .
وبعد حصولي على شهادة الدراسة الثانوية تقدمت للمعهد العالي للفنون المسرحية للمرة الأولى فلم يتم قبولي، فأعدت التقديم في السنة التالية، وتم قبولي، وكان ذلك بالتوازي مع متابعة عملي في الفرقة المسرحية في مدينة مصياف .