2012/07/04
ماهر منصور - السفير
لم يغادر الفنان سيف الدين سبيعي التمثيل ليعود إليه، وهو يقف اليوم أمام كاميرا المخرج الشاب تامر إسحق في مسلسله الجديد «الأميمي» ليؤدي شخصية «أبو سردة»، وفق عادة دأب عليها سبيعي بألا يغيب عن العمل أمام الكاميرا، وإن كان مكانه خلفها هو الأهم كمخرج.
ولعل شهرة سبيعي مخرجاً طغت على شهرته ممثلاً، ولكن المعروف أن بداياته كانت في التمثيل من خلال مسلسل «دمشق يا بسمة الحزن» للمخرج لطفي لطفي. وقد كرس الفنان الشاب آنذاك اسمه ممثلاً، إلى أن انتقل للعمل مساعد مخرج، ومن ثم كمخرج في مسلسل «فسحة سماوية» للكاتبة مي الرحبي. وبعد أقل من عامين كان الرجل يخرج أهم عمل قدم لدراما البيئة الشامية وهو «الحصـرم الشامي». ورغم أن العمل عرض على قناة «أوربت» على نحو حصري ومشفر، وقد تسرّب منه القليل عبر أشرطة الفيديو والأقراص المدمجة، إلا أن سبيعي استطاع أن يحقق من خلاله القفزة الإخراجية الأهم التي كرسته منافسا أساسياً وقوياً للمخرج بسام الملا في دراما البيئة الشامية.
بعدها، أخرج سبيعي مسلسلين اجتماعيين على التوالي هما «عن الخوف والعزلة»، و«تعب المشوار»، ما رسخ أقدامه أكثر في هذا المجال. وجاء إخراجه العام الفائت مسلسل «طالع الفضة» ليؤكد الصورة الإخراجية التي قدمه بها «الحصرم الشامي»، إذ حقق «طالع الفضة» نجاحاً جماهيرياً ونقديا.
في هذا الوقت لم يغب سبيعي عن التمثيل، وإن اكتفى بأدوار صغيرة لا تمنعه من ممارسة عمله الإخراجي. فكان من بين المخرجين الذين ظهروا في أعمالهم بأدوار تمثيلية، وآخرها ظهوره في مسلسليه «أهل الراية 2»، و«تعب المشوار»، و«طالع الفضة» (مشهد واحد).
أما آخر دور ظهر فيه في عمل ليس من إخراجه، فكان دوره في فيلم «طعم الليمون» للمخرج نضال سيجري، حيث حل ضيف شرف على الفيلم بدور مخرج تلفزيوني. ومن الأعمال الأخرى التي شارك فيها (ليست من إخراجه): «عصي الدمع»، و«صراع على الرمال»، مع حاتم علي، و«الخيط الأبيض» مع هيثم حقي، فضلاً عن مشاركته في أكثر من جزء من سلسلة «مرايا» للفنان ياسر العظمة.
واللافت في مشاركة سيف الدين سبيعي في مسلسل «الأميمي» هذا الموسم، هو وقوفه أمام مخرج شاب سبق وعمل مخرجاً مساعداً لسبيعي في «الحصرم الشامي»، الأمر الذي يستحق التقدير. ويجسد سبيعي فيه شخصية «أبو سردة»، وهو رجل عاطل من العمل، كان متزوجاً من مصرية، وتركته عندما ذهبت حملة إبراهيم باشا عن بلاد الشام»، بحسب تصريح صحافي لموقع «بوسطة» الإلكتروني.
وكان سبيعي قد اعتذر عن إخراج أكثر من عمل سوري للموسم الرمضاني المقبل. ومن المنتظر أن يقوم بإخراج مسلسل لبناني هو «ولاد كبار».
يذكر أن «الأميمي» من تأليف سليمان عبد العزيز، ويتناول أحداثاً موثقة وقعت العام 1850، حيث سيرصد التغيرات السياسية التي حدثت في هذه الفترة، ولكنه سيسوقها كخلفية لأحداث وقصص اجتماعية، ستدخل بطبيعة الحال في تفاصيل الحياة اليومــية الدمشقــية من عـــادات وتقاليد، وكيفية تعاملــهم مع الأحداث السياسية في تلك الفترة، ولا سيما خروج إبراهيم باشا من دمشق.