2012/07/04
يزن الأشقر - الأخبار
من ينظر إلى رصيد سيدني لوميت (1924 ــ 2011) الذي توفي السبت عن 87 عاماً، يلحظ الكثير من الأعمال السينمائية التي تركت أثراً كبيراً، سواء على المشاهد، أو على صناع الأفلام. 50 فيلماً هي رصيد المخرج النيويوركي الذي بدأ حياته ممثلاً ومخرجاً مسرحياً في مانهاتن. كان النجاح حليفه منذ شريطه الشهير «12 رجلاً غاضباً» عام 1957، وصولاً إلى آخر أعماله «قبل أن يعرف الشيطان أنك ميت» (2007) الذي حظي أيضاً بنجاح نقدي. المخرج الذي نال أكثر من 33 جائزة، وترشح لأوسكار أفضل مخرج أربع مرات، ولم ينل سوى أوسكار تشريفي، ترك وراءه أفلاماً عرفت بنظرتها المقربة من الممثلين.
في «12 رجلاً غاضباً» (1957) ـــــ أحد كلاسيكيات السينما الأميركية الذي لعب بطولته هنري فوندا بوصفه أحد أعضاء لجنة المحلفين الـ12 ـــــ يبني لوميت حبكته على تحاور المحلّفين، ليقرروا ما إذا كانوا سيمنحون حكم البراءة للمتهم أو الإدانة. يوضع المشاهد تحت التوتر وهو يرى تفاعل أعضاء الهيئة ـــــ كل حسب شخصيته واهتماماته وصراعاته الداخلية ـــــ في عملية تقرير الحكم. تلك الإثارة الحاضرة طول مدة عرض الشريط تتزايد، رغم أنّ أحداث الفيلم تقع في غرفة واحدة. وبذلك، يستفيد لوميت من خبرته في المسرح التي انعكست على معظم أفلامه أيضاً في اعتمادها على الممثلين في الدرجة أولى.
أفلامه المهمة الأخرى مثل That Kind of Woman والهضبة (1965)، و«المجموعة» (1966) تبحث في الدوائر نفسها، وصولاً إلى عمله الكلاسيكي الأشهر «سيربيكو» (1973) الذي أدّى فيه آل باتشينو دور شرطي يبحث متخفياً عن الفساد بين زملائه.
الشخصية عند لوميت عماد الفيلم. وفي اعتماده عليها، نرى صورة سينمائية تحاول البحث في ضمير الإنسان، وتصرفاته عند وضعه في دائرة ضيّقة أمام مأزق الخيارات المتعددة. ذلك البحث في الضمير، هو ما يهم لوميت، الذي يعدّ السينما فناً يتجاوز حدود التسلية، وهو ما استطاع الحفاظ عليه طوال مسيرته السينمائية. تبتعد أفلامه عن هوليوود التي كان يراها مزيفة، مفضلاً واقعية شوارع نيويورك وزخمها، عبر مواضيع ذات ثيمات اجتماعية تغوص في واقع العدالة بين العلاقات الشخصية والعائلية أو في قاعة المحكمة، وفردية الإنسان في مواجهة مجتمعه
.