2013/05/29
سامر محمد إسماعيل – السفير
قامت الممثلة السورية سلافة معمار بزيارة خاصة، إلى موقع مسلسل «سيت كاز». العمل الذي يؤدي بطولته أيمن رضا، تدور أحداثه في محطة وقود، يديرها معروف، وتتوالى فصولها بشكل كوميدي.. وفي تجربة من نوع تلفزيون داخل تلفزيون، تظهر معمار في العمل، بشخصيتها «الحقيقية» أمام كاميرا المخرج زهير قنوع. نراها كممثلة تصوّر مشهداً في مسلسل تلفزيوني، يجسد نهاية قصة حب بين رجل وامرأة.. لا شيء هنا يدعو إلى الاستغراب. فالممثلون السوريون على ما يبدو ملّوا من تكرار لازمات درامية عن الفقر والعشوائيات. وفي «سيت كاز» تؤدي معمار دور ممثلة، تصاب بما يشبه انهياراً عصبياً من «غلاظة» الجمهور الذي يتحلّق حولها بنهم لاستطلاع مزاجها وملابسها وحركاتها وكلّ خطوة من خطواتها..
ظهرت معمار في «سيت كاز» كأنّها نجمة من نجمات هوليوود، وقعت أخيراً في قبضة «باباراتزي» بلادها، ومعجبين مهووسين بفنها، مأخوذين بوجود نجمتهم الخارقة بينهم، في إحدى محطات الوقود، على طريق عامة. نجد أنفسنا أمام نمذجة لجمهور متطفل وجائع لرؤية «نجومه»، يعيدون تصوير مشاهدهم «الاستثنائية» أمام الكاميرا، فيما يفقد المخرج صوابه من حركة الناس وتخريبهم لمناخ «اللوكايشن» المفترض به أن يكون هادئاً.. وفي المشهد التمثيلي، تتصل معمار هاتفياً أثناء الاستراحة بعد كل مشهد بزوجها المخرج سيف الدين سبيعي لتطمئن على حال ابنتهما دهب. تُفاجأ عندما يناديها معروف (أيمن رضا بطل العمل) بلقب «فافا» قائلةً له: «ولكن كيف عرفت أن سيف يدلّعني فافا»؟
يتصاعد توتّر النجمة السورية، ويزداد حنقها من فضول معجبيها وعطشهم لرؤيتها وهي «تمثّل» لهم وعليهم في جو من البرد القارس.. هنا يتدخل مدير إنتاج المسلسل الافتراضي، ليقوم برشوة معروف، مقابل التزامه الصمت أثناء التصوير، وذلك بعد أن خرّب بطل «سيت كاز» مشاهد المسلسل الافتراضي، وأفقد معمار تركيزها. بدا مسلسل «سيت كاز» مبنياً على ارتجال جماعي، لا يقوم على سيناريو مكتوب أصلاً، بل على اجتهادات ممثلي المسلسل أنفسهم، وعلى مخيّلة أيمن رضا، صاحب فكرة هذا العمل، بعد «انشقاقه» عن سامر المصري في مسلسل «أبو جانتي». لكن بدا أنّ المشاهد السوري وقع ضحيّة هذا العمل، وخسر مرتين. فمن جهة، هو ينتظر مسلسلاً كوميدياً يبعده ولو قليلاً عما يجري في بلاده من أحداث دامية منذ عام ونصف، فلا يجد إلا هذيانات بطل «الكاز» وتبعثره بين خيمة للغجر تديرها امرأة برفقة عازف بزق، ومحطة تعجّ بأناس تقطّعت بهم السبل. أما الخسارة الثانية فتتمّ عبر تنميط جمهور الدراما على أنه جماعات من «الغوغاء» و«عديمي الذوق» الذين ينغّصون صفو الفنانين في مواقع التصوير نظراً لانعدام ثقافتهم البصرية وحشريتهم المفرطة، وعدم إلمامهم بـ «حساسية» النجوم.