2014/03/27
لينا سكيف – دار الخليج
جريئة إلى أبعد ما يمكن أن نتصور، وهي أول فنانة عربية تقوم بالتخلي عن شعرها وحلاقته من أجل دورها في أحد المسلسلات، فنقلتها تلك الجرأة إلى مكانها الصحيح في الساحة الفنية .
صاحبة موهبة خاصة وإحساس فني عال، وترى أن اقتراحات الممثل الفنية ضرورية لنجاح العمل، ولا تؤمن بنظرية نجوم الصف الأول، وتقول إن استمرارنا في إنتاج أعمال درامية رغم الأزمة أمر جيد .
ابنة حمص وربيبة دمشق بأصالتها فلم ترحل عنها، فكيف ترحل وتفاصيل حياتها وذكرياتها في كل شارع وزاوية منها . . الفنانة سوزان سكاف التقتها "الخليج" وحاورتها في أدوارها الأخيرة والجديدة وأفكارها ووجهات نظرها .
اتخاذ قرار حلاقة شعرك في مسلسل "حائرات" هل كان صعباً؟
- نعم، وقال كثير من الفنانين إني وافقت على الدور لأثبت وجودي، وهذا الأمر ليس كذباً فالفرصة تأتي مرة واحدة في الحياة، وكانت هذه فرصتي، واستطعت أن استغلها بشكل صحيح، كما أن الرسالة والشيء الذي يجب أن أقوله من خلال الدور، وصل .
أفضل وأسوأ شعور انتابك عندها؟
- أفضل شعور الفضول لمعرفة كيف سيكون شكلي بعدما قصصت شعري على (الزيرو)، خاصة أنني أول فنانة عربية قامت بهذه الخطوة، أما أصعب شعور فهو لحظة الحلاقة لأنه ليس من السهل على الفتاة الشرقية أن تتخلى عن شعرها .
هل تقمصتِ دورك في "حائرات" لدرجة العودة إلى منزلك والشخصية ما زالت معك؟
- فعلاً، أصابتني حالة اكتئاب، لأن شخصية "إنعام" تحتاج إلى تركيز ومجهود جسدي ونفسي كبير، إضافة إلى أن أيام التصوير متتالية مما ساعد على تقمصي لدرجة كبيرة وكثيراً ما رافقتني الشخصية إلى المنزل .
بعد الدور المبدع الذي لعبته في "حائرات" والمغامرة الجريئة في قصة الشعر إلى أين يمكن أن تأخذك الجرأة؟
- لأبعد ما يمكن أن تتصوري، خاصة إذا تعلق الدور بمشكلة إنسانية ملحة، وفي مسلسل "حائرات" كانت المرة الأولى التي يسلط فيها الضوء على مريض السرطان بهذا العمق سواء في النص المكتوب أو الإسقاطات التي يعيشها خلال الأزمة، أو متابعة حالته النفسية والجسدية، وأرى أن حق المشاهد في الحصول على مشاهد طبيعية كشعر المريض الذي تساقط استدعى حلاقة شعري، لذلك لم نصنع صلعة صناعية ليتم وضعها على رأسي، وأنا جريئة في حال تطلبت الضرورة الدرامية ذلك .
بعد حلاقة شعرك ظهرت برسم جميل على رأسك؟
- الرسم كان فكرتي لأخفف من شكل الرأس المحلوق، وفي الوقت نفسه أنا أحب الأشياء الغريبة والجريئة، فتصفحت الإنترنت وبحثت عن رسومات للرأس واكتشفت أن هذا الشيء اسمه "تاج الحنة"، وفعلاً مريضات السرطان بعد العلاج الكيميائي ولكي يحسنّ من نفسياتهن ويخففن من نظرات الناس إليهن يقمن بهذه الرسومات على الرأس .
حدثينا عن تجربتك مع المخرج جود سعيد في فيلم "بانتظار الخريف"؟
- كانت تجربتي الأولى في السينما، وهي صعبة، وممتعة، وغنية في الوقت نفسه، كما أنني لم أتوقع أن تصوير الفيلم السينمائي شاق لهذه الدرجة .
هل من الممكن أن يظلم الفنان نفسه باتخاذ قرارات فنية خاطئة؟
- إذا وافق على عمل ليس مقتنعاً به، وأظن الدوافع مادية، لأنه في النهاية عمل مثل أي عمل آخر في الحياة، واتخذت قرارات خاطئة حيث عملت في مسلسلات لم أكن مقتنعة بها .
ما الدور الذي أديته وكان قريباً من شخصيتك؟
- "إنعام" في مسلسل حائرات . . لامس شخصيتي لدرجة كبيرة .
نظرية نجوم الصف الأول كم تؤمنين بها، وهل هنالك تهويل فيها؟
- معمول بها، وليس فقط في بلدنا بل في كل الأوساط الفنية، وهنالك تهويل كبير لها .
هل أنت راضية عن أجرك كفنانة؟
- لست راضية، لأن الحياة للأسف تزداد غلاء، وأجورنا تقل، والمنتجون يصرون على دفع الأجور التي كانوا يتعاملون بها منذ أربع أو خمس سنوات، وبدورنا كفنانين يجب ألا نوافق على هذا الأمر، لكن في النهاية الموضوع حرية شخصية، ولكل فنان ظروفه .
ما رأيك بالأعمال المشتركة؟
- لست ضدها، ولكني ضد أن تقوم فنانة عربية بدور تستطيع أي فنانة سورية أن تقوم به، لمجرد أن تلك العربية جميلة أو مشهورة .
إلى أي نوع من الأعمال تميلين، الدرامية أم الكوميدية أم الفنتازية؟
- أجد نفسي في الأعمال الدرامية أكثر .
هل هناك شخصية تاريخية أو سياسية أو فنية أو أدبية تحلمين بأدائها؟
- الكاتبة والناقدة نوال السعدني، وهي مهمة وحياتها غنية بالمواقف والأحداث .
هل من واجب الفنان المشاركة في حملات إنسانية؟
- نعم، لكني للأسف لم أشارك في أي حملة، وأعترف أنني مقصرة في هذا الموضوع، بسبب انشغالي، إضافة إلى أن الظروف لم تساعدني، لكنني قريباً سأشارك بإذن الله .