2013/05/29
روزالين الجندي – البعث
مخرج بدأ حياته المهنية في التمثيل في أعمال هجرة القلوب إلى القلوب وثلاثية الثأر بدور عبد الرزاق الشايب ومسلسل العروس، ولتتوالى مشاركاته كدور القنصل الإنكليزي في طيور الشوك، وأنا القدس، الغالبون وغيرها من المشاركات الفنية التي يصر عليها في استراحاته الإخراجية ما بين عمل وآخر وهذا العام وما إن انتهى من عمله الدرامي «حائرات» للكاتب أسامة كوكش حتى انضم لأسرة «حدث في دمشق» مع المخرج باسل الخطيب ليؤدي دور الدكتور علي المقيم في أمريكا والذي يأتي دمشق لحضورعيد ميلاد صديق والده، ورفيقه في حرب 1948 وليستعيد مع عائلته الذكريات القديمة مع الأهل والأصحاب..
> عن هذا الدور وعمله حائرات يقول المخرج سمير حسين: "هذه تجربتي الرابعة مع المخرج باسل الخطيب كممثل في دور لايتعدى العشرين مشهداً لكنه مهم، وأنا بشكل عام أحب الظهور في أعمال باسل الخطيب كلما سنحت لي الفرصة خارج أوقات التصوير شرط ألا يكون الدور ممتداً لكي لا يعيقني عن ممارسة عملي كمخرج، وأيضاً كي لا أسبب إرباكاً لباسل في حال بدأت بإخراج عمل معين ولم أنهِ دوري بعد».
وأيضاً هذا الأمر ينطبق على مشاركته هذا العام كضيف شرف في إحدى حلقات وطن حاف مع المخرج محمد فردوس أتاسي والتي حملت عنوان «ثبات على الرصيف» وهي عبارة عن فيلم ناقد يتناول قصة مجموعة من الخريجين الجامعيين، الذين يعبرون عن احتجاجهم لعدم حصولهم على عمل بترك شهاداتهم على وسائد داخل الوزارات، فيما أقوم أنا بدور الضابط الذي يلاحق هؤلاء الجامعيين.
وعن عمله الدرامي «حائرات» الذي دخل مراحل مونتاجه النهائية يقول حسين: «عندما قرأت نص حائرات المستملك من قبل مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني رأيت بعده عن الواقع الحالي الذي تمر به البلاد لأنه مكتوب في الـ 2009 من هنا اتفقت والكاتب وشركة الإنتاج على إجراء التعديلات اللازمة بحيث يواكب الواقع الذي نعيشه الآن،من خلال حكاية مجموعة من النساء المختلفات، من حيث المستوى الاجتماعي، والبيئة التي تنتمي لها هذه الشخصيات يربطهن مصير واحد هو الأزمة التي تعصف بسورية والتي ليس لها مثيل من قبل..»
وحول مدى الحرية التي تمتع بها في معالجة النص في ظل الرقابات والمحظورات المختلفة قال: "لم أعانِ من مشكلة لأنني أصريت ومنذ البداية على الابتعاد عن الشق السياسي في معالجة الموضوعات المطروحة، لأنه من المبكر التصدي بطريقة موضوعية وحيادية لما يحدث في سورية، من هنا كان خيارنا الذهاب في الاتجاه الانساني وأهمية هذا البلد بالدرجة الأولى بكل عناصره، وحرص هذه الشخصيات على بقاء هذا البلد، بحالة من الاستقرار و الأمان، بغض النظر عن الصراع الذي يدور على الأرض".
وعن الشكل الإخراجي الذي اتبعه في هذا العمل والجديد فيه قال حسين: "العمل أخذ طابع (الديكومنتري) فهناك فواصل لما يحدث بالبلد، فواصل للحدائق، للاجئين السوريين داخل البلد، هناك شكل ثانٍ للمشهد، حيث المشهد المكثف غير المستمر ضمن شكل فني خاص حيث يقفز من الصالون للمطبخ، ومن ثم للخارج على عكس المعمول به في العادة".
وبما أن الموسيقى التصويرية باتت إحدى أهم عوامل نجاح العمل الفني، وغالباً ما يميل المخرجون لتكوين شراكات مع بعض المؤلفين لأكثر من عمل، فما هو واقع الحال بالنسبة لحائرات يقول حسين: "بالنسبة للموسيقى التصويرية هذا هو التعاون الرابع بيني وبين المؤلف الموسيقي إيهاب مرادني، فقد سبق هذا التعاون، ليل ورجال، قاع المدينة وغيرها من الأعمال، وأما غناء الشارة فقد أدته الفنانة نانسي زعبلاوي، لشارة البداية وأما شارة النهاية فلشادي أسود.
وما يميز إيهاب عن غيره أنه يذهب باتجاه حساسية الناس، باتجاه نبض الشارع، بالإضافة إلى إخلاصه لموسيقاه والتفرغ لها تماماً دون الاعتماد على مساعدين، كما هو عند الكثير من الموسيقيين الذين يعملون في أكثر من عمل في الوقت ذاته».
وعن تجربته مع مؤسسة الانتاج الإذاعي والتلفزيوني يقول حسين: "هذه أول تجربة لي مع القطاع العام الممثل بمؤسسة الإنتاج، وأعتبرها إيجابية فقد قدمت المؤسسة كل ما يستلزمه العمل ولم تبخل بأي شيء، وللأمانة لم أجد فرقاً في التعامل بين القطاع العام والخاص، رغم ضخامة عمل حائرات فهو يضم نخبة كبيرة من الفنانين السوريين سواء من الوجوه الشابة من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية أو الفنانين المخضرمين كفاديا خطاب،وعبد الرحمن أبو القاسم،نادين، جيانا عيد، رشيد عساف وآخرين.
وفي حين كرست أعمال البيئة الشامية مفاهيم وقيماً اعتبرها البعض أحد أسباب الأزمة رأى حسين أنه يحاول هو وزملاؤه من خلال أعمالهم الدرامية أن يشكلوا ثقافة مضادة لمثل هذه الأعمال وما تطرحه من قيم بالية، لكن المشكلة أن كل فنان ممن لديه هذا الهم والهاجس مازال يعمل بمفرده، يضيف حسين: "منذ عام 2005 نبهنا لخطورة الأعمال المصنفة كبيئة شامية وأنها في غالبيتها تكرس كل ما هو متخلف وفئوي وعصبوي، وللأسف ونحن في أحلك أيامنا ما تزال معظم إنتاجات الوسط الدرامي السوري هي أعمال البيئة، نحن بحاجة لمؤسسات معنية بتنظيم هذه الأمور، وبتأسيس موجة وظاهرة فنية محترمة لها أسسها وتقاليدها، وعندما نستطيع أن نكرس مثل هذا المفهوم المؤسساتي الحضاري الذي له علاقة بكل مفردات الفــن، حينهــــا مــــن الممكن التغيير إلا أن هذا التغيير بحاجة لزمن".