2012/07/04
إيناس عبدالله وإياد إبراهيم – الشروق
اجتمع أهل الفن والإبداع على عنصر واحد ضامن لحريتهم ودال على استمرارهم بل وقادر على حمايتهم من أى محاولة لتقييد أفكارهم، هذا العنصر هو المواطن المصرى الذى نما وتربى على حضارة قائمة على العلم والآداب ويمثل الفن جزءا أصيلا من حضارته.
قالت الفنانة سميرة أحمد: دوما ما يتم الاحتفاء بأعمالى بأنها تحمل قيمة ورسالة وتشهد كواليسها حالة من الالتزام والاحترام بين جميع أفراد العمل، هكذا كنت وهكذا سأستمر، واضعة ثقتى فى شعب مصر القادر على طرد الطالح والتمسك بالصالح، وهو الشعب نفسه الذى حمل الراحل نجيب محفوظ فوق أكتافه رغم خروح أصوات تتهمه بأنه يروج للدعارة، إلا أن هذه الأصوات وجدت من تتصدى لها وتقف لها بالمرصاد ولعلى أقول لأصحاب هذا الكلام غير المقبول فلتشاهدوا أعمال محفوظ قبل الحكم عليه فمنذ أيام شاهدت فيلم بين القصريين لمخرج الروائع حسن الإمام فى المشهد الذى وقف فيه القسيس يخطب لثورة 1919 على منبر الجامع وهكذا كان يفعل الشيخ بالكنيسة والمسيحى والمسلم يد واحدة فهل هناك أروع من هذا.
وعليه أنا مستمرة على النهج وسأكمل مشوارى رغم حالتى النفسية الصعبة التى أمر بها بعد وفاة شقيقتى خيرية أحمد والجو العام غير المشجع وجعلنى أفكر للحظة بالاعتزال ولكنى سأستمر ولن يثنينى أحد على تغيير أفكارى أو طريقى.
لن نعود للوراء.. هكذا قال السيناريست يسرى الجندى موضحا «توجد دلالات أن هناك قوى خارجية لن تقف مكتوفة الأيدى لما قد يحدث بمصر وهذا لا يعنى أبدا استقوائى بالخارج فأنا ابن من أبناء ثورة يوليو وأرفض أى تدخل أجنبى، وعليه فأنا مطمئن وأواصل مشوارى بنفس النهج الذى أعمل به بطرح أفكارى وآرائى وتقديم إبداع جيد وهو ما نحتاج إليه بعد سنوات من المصادرة التى أصابت الفن بالهشاشة بعد أن تم تهميش جبهة المثقفين والمبدعين وترك الساحة للأعمال المسفه والسطحية، بهذا التحرك سنتمكن من تقديم إبداع حقيقى قادر على جذب الناس حولنا، وبعيدا عن الاستسلام لمخاوف واهية من شائعات ظللنا نرددها حتى بات يصدقها كثيرون وهو أن هناك من لديهم مخطط لتدمير الشخصية المصرية فهذا الكلام غير لائق وغير جائز بالمرة.
وأؤكد أن الفنانين لن يقفوا ساكنين ضد أى محاولة لتكميم أفواههم أو إرهابهم والمشهد الذى أحاط بالفنان عادل إمام فى المحاكمة الغريبة التى يخضع لها خير دليل.
ومن ناحيتها قالت الفنانة وفاء عامر: منذ 10 أعوام وأنا أضع لنفسى خطوطا حمراء فى أعمالى لا أتجاوزها أبدا حفاظا على مشاعر ابنى عمر الذى أخشى أن أضايقه أو أسىء لمشاعره، فقررت أن تكون لى حدود بدليل أنه فى مسلسلى تحية كاريوكا كنت حريصة على ضرورة الاحتشام وعدم ارتداء بدلات رقص وهذا جاء وفقا لقناعاتى الشخصية وأبدا لم أفرض هذه القناعات على غيرى إيمانا منى أن كل إنسان له الحق فى أن يطبق أفكاره كما يريد، فلم أدين زميلة على أى مشهد ساخن أدته خاصة أن هناك ضرورة درامية حتمية تتطلب وجود هذه المشاهد وكل الاحترام والتقدير لزميلاتى غادة عبدالرازق وسمية الخشاب ومنى زكى الذى أثارنى بشدة فيلمها «احكى يا شهرزاد».
وأضافت: لن أتملق النظام القادم وسأواصل مشوارى كما هو فأنا التى اختار المنتج وليس العكس فكم من الأعمال تم عرضها علىّ ورفضتها لأننى لا أريد العمل مع منتجيها وعليه فلست قلقة على الإطلاق وحاليا اقرأ اكثر من سيناريو للكاتب وليد يوسف ومصطفى محرم لاختار واحدا منهم تبعا لضميرى وإيمانا بأن الناس ستساندنى فى اختياراتى لأننى أضعهم فى المقدمة قبل الاستقرار على أى عمل.
الفنانة لوسى قالت: أنا ممثلة وراقصة وأى نظام جديد سيأتى لابد أن يحترم فنى وسأواصل مهنتى كما تقتضى متمسكة بحريتى وبمسئوليتى تجاه فنى فعندى عدد كبير من شهادات التقدير حصلت عليها من جميع أنحاء العالم احتفاء بفنى وبالخارج يعاملنى الجميع على أنى سفيرة للفن المصرى والرقص الشرقى.
وأضافت: العيب كل العيب فى الفنانين الذين سيبدأون فى تغيير مسارهم ليتماشى مع النظام الجديد فمثل هؤلاء يعتبرون وصمة فى جبين الفن فأبدا لم أكن من النظام ولن أكون ولن أخوض أى تجربة فنية إلا وفقا لقناعاتى تاركة الحكم للجمهور وحده هو القادر على مساندتى أو رفض أعمالى.
وقال المخرج سامح عبدالعزيز: حينما قدمت أعمالى فى السينما والتليفزيون كنت أراعى فنى وضميرى وما تقوله مشاعرى ولم أتخل عن إيمانى وإسلامى ومرجعيتى الدينية فلن يزايد أحد علىّ فى هذا فأنا أوصل مشوارى وأقدم الموضوعات التى تعكس أفكارى ومستعد للدفاع عنها إلى الأبد فما يحتاجه فنى سأقدمه ولن أقدم ما يخدم فكر نظام أو سياسته لم يحدث هذا قبل الثورة وبالتأكيد لن يحدث بعدها.
«لو سلبت منى هذه الحرية فسأعيش فى حزن طول عمرى على المصير الذى وصلت له مصر» هكذا علقت إلهام شاهين.
ورفضت شاهين وسط حالة الغضب التى عاشتها مع مؤشرات المرحلة الانتقالية أن تعلق على كيفية نظرتها لمستقبلها الفنى وقالت: كيف أفكر فى مستقبلى وأنا أفكر فى مستقبل مصر كلها كيف أفكر فى الفن ونحن أمام أناس أول ما فكروا فيه هو منع اللغة الانجليزية والختان وتصغير عمر الزواج للفتاة وغيرها من القوانين العجيبة.
أما الملحن حلمى بكر فعلق قائلا: نحن فى مرحلة تجريب ويجب علينا أن ننتظر ونرى، للأسف أرى أننا دائما نجيد إقامة السرادقات والنواح ولا نجيد التفكير فيما نفعل أبدا، ولدينا فنانون يجيدون البكاء ولا يجيدوا التصرف ولابد أن نسعى جميعا لهدف واحد ونتحد معا.
وعن كيف سيتفاعل فى الأيام القادمة قال: «كل غربال وله شدة» وأعتقد أن الغربال الجديد سيكون له شدة مختلفة وقوية ويجب علينا أن نتحد على هدف ونبحث عن كيفية الوصول للفرح وليس فقط إقامة السرادقات.