2013/05/29
غيث حمّور – الحياة
مسيرته في أكثر من ستين عملاً درامياً، كرّسته واحداً من عمالقة الدراما السورية منذ تأسيسها. يعتبر في الوسط الفني من رواد الفن، وشيخ شباب الفنانين السوريين. هو النجم سليم صبري الذي خصّ «الحياة» بحديث حول واقع الدراما السورية، ومستقبلها، والمشاكل التي تعترضها، وسبل الوصول بها إلى العالمية.
في البداية، رفض صبري فكرة ان «الدراما السورية في خطر»، وقال «من يكون في خطر هو الضعيف، والدراما السورية ليست ضعيفة، على العكس هي قوية. أما في ما يتعلق بقلة الإنتاج فهذا يعود الى الظرف العام في سورية. ومع ذلك شاهدنا في الموسم الماضي ما يزيد عن 20 عملاً، وهو رقم مقبول، مقارنة مع الآخرين الذين لم يستطيعوا أن يقدموا هذا الكم في عزّ نشاطهم، من دون أي معوقات تواجههم».
أما في حديثه عن الفنانين السوريين، فأثنى صبري على القدرات الموجودة واعتبرها نادرة واستثنائية في بعض الحالات. ووجّه رسالة الى الوجوه الجديدة: «يجب على الشباب أن يأخذوا المسائل بجدية أكثر لا بشكلية متسرعة. وهناك فارق بين الاثنتين: الشكلية تعني إجابة عن سؤال كيف سأقدم الدور، والجدية تعني كيف أستنبط الدور، وكيف أقول من خلاله مقولات أكبر مما تقوله الشخصية على الورق، أي أن أضيف على النص، وأكون البعد الثالث في العمل، إلى جانب النص والصورة».
وتابع الفنان المخضرم: «أعتقد أن معظم الوافدين الجدد يفهمون هذه المعادلة، ويسيرون في هذا الطريق الواعي، ويسعون إلى بناء أنفسهم فنياً ومهنياً، والمساهمة في بناء العمارة الكبيرة، عمارة «الدراما السورية» التي طرقت كل الأبواب محلياً وعربياً وقريباً عالمياً».
أبواب العالمية
وإذ نسأله عما يدفعه الى القول بأن الدراما السورية ستطرق الأبواب العالمية، يجيب: «جدية الدراما السورية مكّنتها من طرق الأبواب المحلية والعربية، وأعتقد أنها ستخترق الأبواب العالمية بجدّيتها وعمقها. فأهل الدراما السوريون لا ينقصهم شيء، ولديهم قدرات استثنائية، وأكبر دليل على ذلك الثناء الذي أبداه الغربيون عند مشاركتنا في أعمالهم، لذلك لا يمنع أعمالنا من العرض في فرنسا وروسيا وأميركا سوى الإنتاج، وأعتقد أننا بمزيد من التركيز والعناية بمستوى الإنتاج يمكننا اختراق كل الأبواب من دون استثناء».
وهل تعتقد أن الجرأة واختراق الثالوث المقدس يمكنهما ان يكونا من عوامل نجاح الدراما السورية؟ «لا شك في ذلك، ولكن يجب أن نفرّق بين نوعين من اختراق المقدسات، الأول اختراق فكري، بمعنى أن يكون الإنسان حراً في أن يقول ما يريده بحرية، وهذا اختراق إيجابي. أما الاختراق الآخر فهو على صعيد الشكل «على طريقة الكبارية»، فهذا مرفوض ولا يساعد في التطور، وأرى أن الدراما السورية في معظم أعمالها تنتهج الاختراق الأول («الفكري») وهذا ما جعلها رائدة على المستوى العربي. فالفنان السوري مثقف ويعرف طريقه، وإلى أين يسير. وعلى رغم أن عنصر التسلية حاضر في الكثير من الأعمال، فإن الرسالة والهدف حاضران أيضاً. والجمهور المستهدف بكل شرائحه وطبقاته يفهم الرسالة الموجهة في شكل غير مباشر، بعكس ما يحدث في الدرامات الأخرى التي تنتهج الطريقة المباشرة والتي تتسبب في انفضاض الجمهور عنها».
الخطر الحقيقي
وفي شأن الأخطار التي تهدد الدراما السورية، خصّ صبري قضية استباحة الفن بصفة الخطر الأكبر، واعتبر ان هذا الخطر يهدد صيرورة الدراما السورية، وأضاف: «لست ضد الوجوه الجديدة، ولكن الخبرة والممارسة والتراكم أمور مهمة وجوهرية في العمل الفني، ودخول البعض ممن ليس لديهم الخبرة الكافية، والممارسة والتراكم المطلوبين خطر حقيقي عليها، لأن توجيههم يكون قاصراً، ورؤيتهم محدودة، وغير مجدية». وتابع: «في هذه القضية لدينا شواهد كثيرة، ربما أبرزها المخرج الكبير هيثم حقي الذي انتظر سنتين بعد عودته من الخارج لينجز أول أعماله. فهو على رغم دراسته الطويلة والشهادة في الإخراج، أمعن في دراسة البيئة والوسط، وراكم خبرات قبل الانطلاق بأولى تجاربه التي لاقت صدى كبيراً. وعلى الجانب الآخر، هناك الكثير من الذين اختصروا المسافات - واعفوني من ذكر الأسماء -، قدمواً أعمالاً تافهة وسطحية، على رغم وجود نص جيد في بعض الحالات، وأثبتوا أنه «من الآخر ما بتوصل»، وعليك بالممارسة والعمل والتطور تدريجاً.