2012/07/04
تشرين دراما
حلقت النجمة سلاف فواخرجي في عالم الآثار ، وعرفت أن للتاريخ قواعد وأصولاً قرأتها في أرشيف ايبلا الكبير بالآرامية قبل العربية، ما زاد في
انتمائها إلى الأرض والتاريخ والوطن... لكن الحلم لا يعترف بكل ذلك فهو يطير من محطة إلى محطة، فإذا كانت قد أفرغت كل طاقتها الطفولية مع
الفنان القدير «طلحت حمدي» باللعب في «الدنيا مضحك مبكي» لتحلق من جديد بعيدا عن عالم التمثيل أكثر من عشر سنوات لكنها لم تغرد
خارج السرب إذ إنها عادت لتفتح جناحيها بين يدي مخرجي السينما السورية بدءاً من «الترحال» لريمون بطرس، لتنتقل بعدها إلى التلفزيون
وتكون صاحبة الخطوات الثابتة والواثقة في الدراما السورية وسيدة الحضور المختلف الذي تتوج بدور تاريخي كرسها نجمة سورية في سماء الدراما
العربية كان من خلال لعبها دور الفنانة الراحلة آمال الأطرش في «اسمهان» من إخراج التونسي شوقي الماجري عبر الجهد الكبير الذي بذلته ما
حقق حضورا فنيا وجماهيريا للعمل، ولها شخصيا إذ يعود لها فضل نجاح العمل كما أكدت ذلك الصحافة الفنية السورية والعربية
حالة البهاء الإنساني التي تظهر عند النجمة فواخرجي يعود إلى إنسانة تملك الدفء والحياة الأسرية الهادئة والمسالمة إذ يظلل الحب والعطاء
بلا حدود حياتها الأسرية، فهي التي تحب الرسم ورسمت وتقدم لحمزة ابنها الوانا وأطباق كرتون لكي يمارس هوايته التي يحب، وكتبت محاولات،
إلا أنها سرقت منها فشعرت بالقهر الإنساني لفقدانها لحظات إنسانية مسجلة ورقيا قد لا تعاد كما عاشتها، وتعد الكتابة أرقى أنواع التعبير عن
الذات كما تعد أنها تملك قبولا في وجهها ولا ترى انها حلوة بالمعنى العام إلا أن الله كرمها بأن منحها شكلا يقربها من قلوب الناس.
إن حالة التواضع الإنساني يجعل من النجم متواضعا ومتصالحا مع ذاته وهذا هو حال نجمتنا سلاف فواخرجي فهي متصالحة مع ذاتها ومحيطها
ومجتمعها، وتملك طموحا عقلانيا يجعل خطواتها مدروسة بشكل علمي وعقلاني لكي تسير بخطا ثابتة وواثقة على أرض تعرفها جيدا كما اللغة
الآرامية والعربية اللتان تتقنهما بشكل جيد، فهي تنسحب عندما تشعر بأن هناك ما يحاك لها في الخفاء مفضلة السلامة النفسية والإنسانية
على معارك واهية. ولكنها تدرك بحس إنساني مرهف اللحظة التي يجب أن تتصدى فيها لكل ما يهدد كيانها الإنساني من ذات وأسرة إلى مدينة
ووطن. وما بين حضورها التمثيلي وحضورها الإنساني كان سحر سلاف فواخرجي ينطق مرتين.