2013/05/29
أحمد شلهوم – دار الخليج
الفنان السوري سعد الغفري، أحد وجوه الدراما السورية ومواهبها التي تشق طريقها بهدوء يشوبه البطء الشديد بسبب الصعوبات التي تعترضه في مسيرته الفنية، خاصة حين يقول في حوار أجرته معه “الخليج”إن “مهنة التمثل لا تحفظ الخبز والملح«، وفي هذا الكلام الكثير من المعاني والدلالات والإسقاطات التي قد تتفرع منه .
لم يبتعد عن الموسم الرمضاني 2012 بسبب الأزمة السورية وإنما بسبب نسيانه من قبل الوسط الفني كونه انشغل في عرض مسرحي خارج سوريا لمدة سبعة أشهر، وبسب المشكلات التي تعانيها الدراما السورية يرى أنها بدأت في الانحدار، ومعه كان الحوار:
* هل للأزمة التي تمر بها سوريا سبب في ابتعادك عن الأعمال الدرامية هذا العام؟
- بالأحرى هناك مجموعة أسباب، منها أنني عملت في العام الماضي في مسرحية “ألف ليلة وليلة”مع مخرج إنجليزي يدعى “تيم سبل”والنص من إعداد الكاتبة اللبنانية حنان الشيخ، وطاقم العمل كان مؤلفاً من فنانين عرب، حيث انتقى المخرج الإنجليزي مجموعة من الممثلين العرب لهذه المسرحية وكنت واحداً منهم، عملنا البروفات في المغرب لمدة ثلاثة أشهر، ثم قدمنا العرض في كندا، ثم المملكة البريطانية واسكتلندا، وأخذ العمل في هذه المسرحية أكثر من سبعة أشهر، فغبت بسببها عن الموسم الرمضاني ،2011 حيث عدت إلى سوريا في الشهر العاشر، وعانيت بسبب ذلك نسيان الوسط الفني لي .
* هذه الخسارة هل تعد تضحية في سبيل المسرح؟
- لم تكن تضحية بالمعنى الكامل، فالمتعة والتسلية في العمل المسرحي الواحد تضاهي 15 عملاً في التلفزيون حتى على المستوى المادي، وما خسرته في هذا الابتعاد يخسره أي ممثل حتى لو كان مشهوراً، وللأسف فإن المشاهدين لا يستطيعون المطالبة بممثل أحبوه إذا غاب لأنه لا صوت لهم، وشركات الإنتاج لا يعنيها هذا الغياب، فمهنة التمثيل لا تحفظ الخبر والملح .
* وكيف رأيت المردود المالي للمسرح في الخارج؟
- أكبر من مردود الممثل في التلفزيون .
بالأحرى وجهوني فالأمر ليس بيدي، أنا أبحث عن عمل وكان الدوبلاج فرصة العمل التي وجدتها، فأنا لست يائساً ومحبطاً في كلامي هذا بل على العكس الأمر لا يعنيني، فأنا أحب التمثيل وهو مهنتي، لكن في هذا الوقت لا أجيد عملاً سوى التمثيل، والوسط الفني يحوي أشخاصاً من كل الأهواء (الجيد والسيئ)، لكن رؤوس الأموال والمتحكمين من منتجين مخرجين ومساعديهم هم من يتحكمون بأرزاق الناس، وبعضهم لديه مشاكل نفسية يفرضونها على الوسط، ومثل هؤلاء الأشخاص لست مستعداً للتعامل معهم .
* هل بدأت الدراما السورية في الانحدار كما يلمح البعض؟
- نعم، وبدأت في ذلك منذ الموسم الماضي، وأول سبب لذلك هو النص، فمن رفع مستوى الدراما السورية هو النص، والكاتب يرتفع مستواه سنة ويتراجع سنة أخرى، والنص هو الذي يهبط بمستوى الدراما، ولكي نرتفع بمستوى الدراما السورية يجب إقامة ورشات عمل للكتابة، كما أنه إذا لم يكن هناك منتج واعٍ ومثقف ويعرف كيف يختار النصوص وكوادر العمل من المخرج إلى الممثلين فإن الدراما ستتهاوى .
وهناك مشكلات أخرى في الدراما السورية أنه لا يوجد منتج قادر على خلق العمل فضلاً عن مشكلات تتعلق بالعمل الفني منها أن الدراما أصبحت تجارة أكثر منها فناً .
* برأيك هل هناك علاقات خاصة تتحكم باختيار الفنانين لأدوار في الدراما؟
- نعم، ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة أنواع، هي الواسطة من أي شخص ذي ثقل في الدولة أو الواسطة من خلال معرفة المخرج أو المنتج، والثاني هو الجهد الشخصي الذي يتلخص بفرض الفنان لشخصيته على الآخرين وتقربه من المخرجين والمنتجين بشتى الوسائل، والثالث هو الحظ .
* وهل هذا يعني أنه لا وجود للصداقات في الوسط الفني؟
- بالتأكيد هناك صداقات، لكنها قد تفيد وقد تضر حسب عمقها، والصداقات الحقيقية موجودة إلا أنها قليلة في الحياة فما بالك في الوسط الفني .
* ما سبب اتجاهك أنت وزوجتك الفنانة علا الخطيب إلى الكتابة؟
- المشكلات التي تعانيها الدراما السورية التي ذكرتها آنفاً لها حيز كبير، كما أننا أنا و”علا”لم نكتب مسلسلات كاملة، بل عدة حلقات من كل مسلسل، ورغم أننا عرضنا هذه النصوص على عدد من المخرجين والمنتجين الذين أثنوا عليها وأبدوا إعجابهم بها لم يتبنها أحد، والسؤال هو أنه “ماذا يريد المخرج أو المنتج من نص أعجبه غير حبه للنص وجودته؟”على ما يبدو أنهم يبحثون عن اسم لامع يضع توقيعه على النص .
* حدثنا عن هذه النصوص التي كتبتها أنت وزوجتك؟
- كتبنا ثلاثة أعمال، الأول اجتماعي يتحدث عن مشكلات الشباب في المجتمع، وكتبنا منه ثلاث حلقات وتوقفنا نتيجة بعض الظروف، ثم كتبنا خمس حلقات من مسلسل وضعنا له اسم مبدئي “عندما يأتي«، يتحدث عن مجموعة من المشكلات الاجتماعية ويتضمن خطاً كوميدياً، ثم خطرت على بال زوجتي “علا”فكرة تتحدث عن “غوار الطوشة”وقمنا سوية بكتابة عدة حلقات تبدأ بصياغة حبكة درامية من خلال إعادة “غوار”إلى سوريا وخلقه من جديد، وكانت حبكة ممتعة لاقت إعجاب الفنان دريد لحام ووصلنا فيه إلى الحلقة الخامسة قبل أن نتوقف لأسباب لا مجال لذكرها .
* ما رأيك في الأعمال الشبابية التي ظهرت في الفترة الماضية؟
- كفكرة هي أعمال ناجحة بالنسبة إلى المنتج والممثل والمجتمع، لكونها أعمالاً خفيفة ذات جماهيرية خاصة في أوساط الشباب والمراهقين، وأنا أشجعها .