2012/07/04
نضال بشارة - السفير
تعتبر الفنانة الخليجية سعاد عبد الله من أهم الممثلات الخليجيات اللواتي جسدن دور الأم التي تتحمل مـسؤولية أسرتها رغم كل القهر الذي يتسبب به الزوج، ما يجعلنا نتعاطف معها كمشاهدين لأن الشخصية التي تجسدها بكل ما تتحمله من عنف موجّه ضدها من الزوج، تشبه معظم الأمهات في الأقطار العربية، وإن كان ما تتحمله الأم في المجتمع الخليجي ربما أكثر حدة.
وتتميز رحلة العطاء الفني للفنانة عبد الله، بقدرتها على تجسيد الأبعاد النفسية والاجتماعية للشخصيات التي تجسدها. لكنها بدأت مؤخراً تدخل في دائرة التنميط في تجسيدها للأم المستكينة. فبعد دورها اللافت في مسلسل «أم البنات» لكاتبته هبة مشاري حمادة، والمخرج السوري عارف الطويل، في العام 2009. أعادت عبد الله تجسيد الشخصية ذاتها في مسلسل «نور في سما صافية» الذي انتهت «أم بي سي دراما» مؤخراً من عرضه، كتابة وهج وإخراج البيلي أحمد.
وعبر المقارنة بين دوريها في العملين، ترجح الكفة لصالح شخصيتها في المسلسل الأول، لأنها استطاعت من خلاله بعد فترة خضوع طويلة أن تخرج من ثوب المرأة المسلوبة، لتتمرد بقوة، مصطحبة بناتها لتؤسس أسرة جديدة وتدع كل بنت تختار عملاً يناسبها ويحقق طموحاتها، كدليل على أن المرأة يمكن لها أن تكسر قيد الزوج القاهر وتتابع حياتها بشكل طبيعي.
إلاّ أن روح التمرد هذه تغيب في المسلسل الثاني، فظلت تتحمل الأم كل الإهانات من الزوج لأجل حماية أطفالها. وهو زوج لا يعمل ولم تردعه الأخلاق عن سرقة مصاغ والدته وزوجته...
وبذلك لم تقدّم الفنانة عبد الله جديداً لا على صعيد المقومات الفكرية والدرامية لشخصية الأم، ولا على صعيد التجسيد الفني لها. فباتت تحتاج إلى شخصية مناقضة لما تجسده، إن وجد من يكتبها لها درامياً، لتحافظ على تألقها الفني.