2012/07/04
من اعترافات النجوم سرقت لأدفع حساب الشلة! عمر الشريف أنا من الأشخاص الذين يكرهون حمل نقود كثيرة معهم، فأنا أفضل دائماً أن أخرج وليس بجيبي إلا القليل والقليل جداً من النقود – وقد كان ذلك سبباً في وقوعي في مآزق كثيرة كنت أنجو منها في آخر لحظة. وقد وقعت أخيراً في مأزق محرج ذكرني بمأزق آخر وقعت فيه عندما كنت طالباً في كلية فيكتوريا – كنت عضواً في نادي المعادي الرياضي، وكانت لنا (شلة) لا يقل عدد أفرادها عن العشرين من الجنسين، تجتمع كلما أتيحت لها الفرصة للترفيه عن أعضائها من عناء الدراسة، وفي إحدى هذه الاجتماعات كان عدد الأفراد من الجنس الناعم يفوق عدد الأفراد من الجنس الخشن – وأردت أن أعمل (جدعاً) أمامهم وأظهر بمظهر (الفنجري) الذي لا تهمه المادة بقدر ما يهمه قضاء سهرة ممتعة، فملت على صديقي أحمد رمزي – وكان من أفراد شلة نادي المعادي – وقلت له: إيه رأيك في (سهرة) تهوس؟ (فقال أحمد: مفيش مانع– بس السبع ما يخلاش؟) فقلت له: (مالكش دعوة) جيب السبع ما يخلاش؟) والتفت إلى بقية الشلة وكانت – كما قلت – لا تقل عن العشرين شخصاً وقلت: - إيه رأيكم – أنا عازمكم كلكم الليلة.؟ فقالوا جميعاً وفي نفس واحد! (فين؟) - في روف سميراميس نتعشى ونرقص هناك! وفي نفس واحد أيضاً قالوا: (مفيش مانع) (يللا بينا؟) - وفي روف سميراميس احتللنا ركناً قصياً، وانفجر الجميع في شرب الويسكي وكانت النتيجة أن أحضر لنا الجرسون أكثر من خمس زجاجات ويسكي وزجاجتين من الشمبانيا وعشاء كامل لكل منا.. ونظرت إلى ساعتي فوجدتها قد اقتربت من الواحدة صباحاً.. وأيقنت أنه لا بد من أن نعود إلى بيوتنا فقد لعبت الخمر برؤوس أكثرنا وخصوصاً برؤوس الجنس الناعم.. - (وضربت إيدي) في جيوبي وأخرجت ما بها من نقود وعددتها ولكنها لم تكن تكفي لشراء علبة سجاير.. وضربت لخمة – فعدت أميل على أذن أحمد وقلت له (هل معك نقود؟) فقال: (ولا مليم!! لماذا؟) قلت: (لا ولا حاجة)؟ وانتهزت فرصة وادعيت أنني سأتكلم في التلفون، وخرجت من سميراميس أعدو نحو منزلي، وكنت أسكن في قصر الدوبارة – ولما وصلت إلى المنزل كانت الساعة الضخمة التي تتوسط المنزل تعلن النصف بعد الواحدة.. لم يكن من المعقول أن أوقظ والدي لأطلب منه نقوداً في مثل هذا الوقت وفي مثل هذه الحالة التي أنا بها – وهنا خطرت لي فكرة، أسرعت بدون تردد في تنفيذها.. فقد تذكرت أن شقيقتي تضع بعض نقودها في (حصالة) تحتفظ بها في دولابها.. فتسللت دون أن تشعر بي إلى حجرتها ومنها إلى الدولاب وأخرجت (الحصالة) ووضعتها في جيبي وتسللت مرة أخرى خارجاً من حجرة النوم و منها إلى خارج المنزل – كل هذا دون أن يشعر بي أحد. وفي الطريق إلى سميراميس أخرجت ما في الحصالة.. ووجدت الشلة تبحث عني في حين جلس أحمد واضعاً رجلاً فوق رجل.. وناديت الجرسون وطلبت منه الحساب وكان قد بلغ ثمانية وعشرين جنيهاً وبضعة قروش – وأخرجت ما في جيبي وكان مجموعات من الشلنات والقروش والتعريفات ودفعت الحساب بين نظرات الدهشة وعلامات الاستفسار من الجميع.. وانتهت السهرة – وعدت إلى المنزل.. وفي الصباح اكتشفت أختي السرقة واستطاعت أن تتسلل إلى حجرتي وعرفت أنني السارق مما وجدته من القروش والشلنات الباقية – فأخبرت والدتي التي أنهت الموقف بسلام عندما أعطت أختي نقودها كاملة ولكنها – أي والدتي – حرمتني من المصروف شهرين متتاليين. ولم أعد مرة أخرى إلى (الفنجرة) ومن يومها وأنا أكره حمل النقود في جيبي حتى لا أعود إلى (الفنجرة) الكاذبة..! الكواكب آذار 1956.