2012/07/04
فجر يعقوب- دار الحياة أحيانا لا تعود الإشارة إلى كاتب درامي بعينه مسألة مهمة، ليس تقليلاً من شأن هذا الكاتب، ولكن لأن الظاهرة التي يستدعيها حضوره في الوسط التلفزيوني تتطلب معاينة خاصة، هو الذي اتفق الجميع من حوله على «سرعة» تنصله من أعماله التلفزيونية (التي يكتبها في أوقات مختلفة، ويجري العمل على تنفيذها بالسرعات القياسية حين تهب عليها رياح الإنتاج) في حال فشلها جماهيرياً. واللافت في الحكاية أنها باتت أخيراً تتكرر كثيراً الى درجة قيام الكاتب بالتهديد بتوقفه عن التعاون مع هذا المخرج أو ذاك، لعدم كفاية الموهبة التي تتصدى لأعماله، أو حتى لقلة الوقت المخصص للتصوير. إذ يلجأ المخرج التلفزيوني في الحالة الأولى – كما يقول – إلى إضافة مشاهد، أو التقليل من أهمية حضور ممثل أو ممثلة أو حتى حشر معارفه في المسلسل الى درجة لّيّ عنقه وتخريب أكثر المنعطفات درامية فيه... وذلك كتعبير عن جهل مطبق بأدواته الإخراجية، وبوصفه منتجاً منفذاً همه الأول التقتير بغية توفير ما يمكنه في سياق العملية الإنتاجية غير المكلفة في مثل هذه الحالة. وأما في الحالة الثانية، فإن المخرج الجسور يلجأ بحسب توصيف الكاتب المهان، إلى شطب مئات المشاهد من مسلسله من دون الرجوع إليه بقصد الاستشارة أو الاستنارة. ويكتفي مثلاً بتصوير مشاهد قبيلة على حساب مشاهد قبيلة أخرى، وكأنه ينحاز في اللاوعي للقبيلة التي تظهر في المسلسل بأحسن حال لجهة الأزياء والخيام والخيول المطهمة والسيوف البراقة والمعارك التي يخوضها أفرادها في مواجهة القبيلة العاثرة الحظ إذ لم يسعفها هذا الحظ الإنتاجي بأن تجد وقتاً لتنصب خيامها في العراء، فيجد أفرادها أنفسهم بين الأشجار من دون مأوى أو أدوات قتال مقنعة يمكنها أن تساعد على إيجاد الحلول الدرامية والإخراجية. يقيناً أن توصيف الحالتين اللتين عمل فيهما الكاتب لحساب مخرجين مختلفين في التوجهات والإمكانات، يعود في واقع الأمر إلى مناسبات مختلفة عادة تجيء بعد الانتهاء من عرض العمل الذي ألفه هذا الكاتب وجرى تقويمه من الصحافة الفنية والمشاهدين. وهذا يعني أن الكاتب الدرامي الذي نقصده ليس اسماً معيناً فقط، بل هو ظاهرة تتكرر مع سقوط وفشل عمل من الأعمال، إذ سرعان ما يهب للدفاع عن قلمه الذي «لا يكتب المسودات الدرامية على عجل»، ويتهم المخرج بسوء النية. الأكيد أن المخرج قد يفشل في الحالة التلفزيونية في الوصول إلى أفكار الكاتب بالكامل، وقد يضطر إلى تبديل أو تغيير هذا المشهد أو ذاك تحت ضغط ظرف ما، وهنا لا يبدو الكاتب مطالباً بإعادة المال الذي استحقه في أوقات سابقة في حال عدم تعرفه الى مسلسله بالكامل، ولكن أحياناً تبدو ممارسة الكتابة التلفزيونية نفسها بحاجة إلى بعض التقاعد وبعض الاستراحة، فإذا كانت هناك شجون وشؤون مختلفة الأكيد انه يمكن التعبير عنها بطرق كثيرة أخرى.