2013/05/29
أيهم اليوسف – دار الخليج
قدّم الكثير من الشخصيات الدرامية والكوميدية والتاريخية، وأبدع في كل جانب دخله في التلفزيون المسرح والسينما، وبعد نجاح مسلسله “أبوجانتي ملك التاكسي” قرر الفنان السوري سامر المصري تصوير الجزء الثاني في دبي وكان فرصة للالتقاء به وفتح باب الحوار معه حول العديد من القضايا، منها تشديده في خياراته للحفاظ على نجوميته، وأنه مولع بالشخصيات البسيطة حالياً، ولديه الكثير الذي سيقدمه لجمهوره، والتخطيط لأعمال فنية في دبي باعتبارها أرضاً غنية وأصبحت مفتوحة للتصوير .
نبدأ مع “أبوجانتي” أيهما أقرب إليك، شخصيته في الجزء الأول في سوريا، أم في الجزء الثاني في الإمارات؟
هو نفسه ابن البلد والشخصية العربية المعاصرة وسائق “تاكسي” استثنائي، وأعتبره مثل “الموشور” العاكس للشخصيات التي تعمل معه، ويكشف ما بداخلهم ويدخل إلى دقائق الأمور في حياتهم بشكل عفوي ومحترم يؤدي وظيفة أخلاقية نظراً لاستقامته وشهامته مستعيناً بثقافته الشعبية، عبر التراكمات التي يحملها . وهو عملي الوحيد ولدي جمهوري الذي ينتظرني ولا يطلب مني أكثر من ذلك، وأجد أن النجومية أن تحافظ على ما تقدمه لا أن تتواجد أينما كان .
ما الذي اكتسبه “أبوجانتي” في دبي؟
حمّلني جهداً كبيراً باعتبار دبي نموذجاً للتعايش من ناحية التعامل مع شرائح جديدة من كل العالم، بدءاً من رجل اليوغا، إلى الصيني، والعاشق الهندي، ورجل الأعمال اللبناني، وعازف البزق الكردي، لذا تعلمت كل هذه اللغات، أسوة بالباعة في “سوق الحميدية” في دمشق .
كيف وجدت العمل الدرامي في الإمارات وعلى أرض دبي؟
الفن ليس له وطن محدد، ودبي مدينة أحببتها والتصوير فيها، وهي فرصة لتوليف أعمال عربية غير مصطنعة، وعبر إقامتي الطويلة اكتشفت أنه بلد مملوء بالحياة، وفيها طابع شعبي كبير وشخصيات نمطية وكل طبقات المجتمع وشرائحها، وهي بحاجة لمن يسلط عليها الضوء، ويتوافر فيها المكان الفاخر والبسيط والأسواق المملوءة بالناس التي استثمرتها في مسلسل أبوجانتي، الذي واجهتنا فيه بعض الصعوبات وتم تذليلها في النهاية، وستزول بعد القرارات الحكيمة لمصلحتنا ومصلحة البلد، ونحن بحاجة إلى دعم لعرض أعمالنا في القنوات التلفزيونية لتكتمل العملية ويعم الخير على الكل .
وماذا عن أعمالك المقبلة في الإمارات؟
لدي الكثير، منها “سيرة شعبية إماراتية” التي أحبها كثيراً، ومن الممكن أن يكون عملي الجديد .
هل سنشاهد الجزء الثالث من “عش الدبور”؟
كلا، رفضت تمديده لجزء ثالث، لأنني ممثل وأملّ من الشخصية التي أؤديها، كذلك بالنسبة إلى “الشام العدية” .
يؤدي الممثل شخصيات عديدة يتذكره الجمهور بها، أي الشخصيات التي أديتها أقرب إليك؟
كل شخصياتي من صنعي، ولست من الممثلين الذين يجسدون ما هو على الورق فقط، وهو ا يربك بعض الممثلين، وإنني حالياً مولع بالشخصيات البسيطة، مثل أبوجانتي، ورغم أنها تتعبني لكنها تغريني، لأن كل مرحلة تستوجب شخصية معينة تتيح الفرصة لقول شيء ما، وبالنسبة لهذه المرحلة أحب شخصية أبوجانتي، لأنها تصدمنا بالواقع الذي نهرب منه حتى في الدراما، كالهروب إلى التاريخ، لذا يجب أن ننظر إلى الواقع بعينين جامدتين، سواء بقالب كوميدي أو تراجيدي، لنسلط الضوء على تناقضاتنا وهمومنا ومشاكلنا، وأتمنى أن يكون السقف مفتوحاً في العالم العربي، ولكن لكل بلد رقابته وهامشه، ونحاول أن نستفيد من أكبر هامش متاح لنا، ويتوفر لدينا هامش مقبول للتعبير عما نريد .
نلاحظ في السنوات الأخير إقبال الممثلين السوريين للتمثيل في مسلسلات مصرية، هل فكرت بذلك؟
أحترم الدراما والمبدعين المصريين، لأنهم الرواد والطليعة، وجاءتني فرص كثيرة لم أوافق عليها، آخرها عمل مع الفنانة يسرا، لأنني لا أجد نفسي في الدراما واللهجة المصرية رغم أنني أحبها كثيراً، ولو وافقت سأواجه صعوبات بالغة إضافة على النص من عندي، باعتباري لم أعش في مصر ولا يوجد لدي تراكم من موروثها الشعبي، وإن فسح للتمثيل بلهجتي فلا مانع من ذلك، وبعكسه سأكون عادياً مثل غيري . وهناك تجارب مهمة وأخرى فاشلة، والذين نجحوا في أول تجربة كانت بقية تجاربهم عادية .
هل هذا يعني أنك تواجه صعوبات في خيارات في البحث عن الدور المميز؟
يجب ألا يتعامل الفنان مع السهل، خصوصاً في المرحلة التي وصلت إليها، لأنني لو فعلت سأثبت فشلي بعد سنتين، لذلك أقوم بإنتاج أعمالي لأتحكم في خياراتي، وكنت أصرف ما أحصل عليه من التلفزيون على المسرح، والآن أصرف على مشروعي، وإن كنت أبحث عن الربح لم أكن أعمل في التمثيل . وليس بالضرورة أن يكون كل ممثل منتجاً، لأنهم مثل البصمة التي لا تشبه الواحدة الأخرى .
برأيك، ما سبب تراجع السوريين عن تقديم المسلسلات التاريخية؟
انحسرت لأنها كانت تفصّل على مقاسات معينة، وباعتباري من أكثر الممثلين الذين عملوا فيها فإنه لدي الكثير من الملاحظات عليها، منها أنها لا تزال تقدم كوثيقة جامدة، وهو ما يخفف التفاعل الجماهيري معها، خصوصاً بالنسبة للشباب، ولا نعرف أن ننتقي من التاريخ، لأن الكثير من اللقطات تزيدنا رجعية، إضافة إلى غياب الفنية العالية أسوة بالغرب في اقتباس “الحتوتة” المهمة وصياغتها بإطار درامي .
هل ستكتفي بالقدر البسيط الذي قدمته من الأفلام “فوق الرمل تحت الشمس” “الطويبي” “الرسالة الأخيرة” أم هناك أفلام جديدة لك؟
أعطني سينما وخذ نصفها، وهل هناك سينما عربية غير المصرية، وللأسف السينما السورية منغلقة وضيقة ولا يوجد لها سوق وفضاءات، ولا تؤسس لحركة سينمائية، وفي أفضل الحالات يوجد لدينا عمل أو عملان، ولكن ما هي، وأين ستعرض، ومن سيشاهدها، وللإجابة عنها لا بدّ أن نسأل أصحاب القرار . وأجد أن دبي فرصة ذهبية لتأسيس سينما عربية، لتوافر النسيج الاجتماعي والكم الهائل من صالات العرض وتطور البلد حضارته مهيئة لخلق نموذج جديد فني سينمائي جديد تدور فيها أحداثه وينتج ويعرض فيها ويصدر للعالم أسوة بنموذج التعايش الإنساني فيها، وهي إحدى النقاط التي سأعمل عليها، وأبوجانتي نوع من هذه التجارب .
قدمت أكثر من أغنية، منها “فيق يا أبو زهدي” “دلعونا” “أغنية شارة مسلسل أبوجانتي - عايش أنا سلطان زماني” هل لك أغانٍ جديدة؟
لدي ملكة الغناء وأستخدمها بما يخدمني كممثل وليس كمطرب، وحالياً عملت أغنية جديدة “الحيط” لشارة نهاية مسلسل أبوجانتي، وهي من كلماتي وغنائي وألحان فادي مارديني، وفي الشارة الأساسية دخلت أكثر من مقطع باللهجة الخليجية .
في رحلة البحث عن أعمال تلفزيونية وسينمائية، أين أنت والممثلون من المسرح؟
المسرح هو من شكّلني بعد تأسيسي فرقة “مسرح الرصيف” وتقديم 4 مسرحيات وسفري ومشاركتي في عدة مهرجانات ومناسبات عالمية وحصولي على الكثير من الجوائز، وإنني كاتب ومخرج مسرحي، وانقطعت عنه لأنه في سوريا لا يطعم خبزاً، فكيف إن كنت مسؤولاً عن عائلة، وهو هزيل ولا يوجد له جمهور ويقدم لفئة قليلة من الناس مقارنة بالتلفزيون، ورغم ذلك يبقى المسرح أبو الفنون وله رونقه الخاص وأهميته ورهبته ومتعته الخاصة، ومن المتوقع أن تكون لي تجربة مسرحية مقبلة .