2013/05/29
مجلة لها
نصيبه من النجومية جاء ممزوجاً بمسؤولية كبيرة تجاه مجتمع إسلامي وعربي لم تتقبل كل فئاته النقلة النوعيّة في صناعة الدراما العربية التي حققها مسلسل «عمر»...
ولكثرة الجدل الذي دار حول العمل وحول الشخص الذي سيؤدي دور الفاروق رضي الله عنه قبيل العرض، وما رافق ذلك من أصوات نادت بمنع عرضه لأسباب دينية، بات مسلسل «عمر» بطل الشهر الكريم دون منازع، ونال صنّاعه والممثلون فيه ما نالوا من الأضواء مدحاً وذماً...
هو سامر إسماعيل، الممثل السوري الشاب الذي قدم شخصية الفاروق في مسلسل «عمر» رضي الله عنه، ونجح بكل المعايير الفنية في تقديم الشخصيّة بأمانة وموضوعيّة...
خريج المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، في أول أدواره التلفزيونيّة تمكن من إجتياز مسافة زمنية لعل أبناء جيله يعملون أعواماً طويلة لإجتيازها...
سامر إسماعيل زار مكاتب «لها» في بيروت خلال زيارته الأخيرة للعاصمة اللبنانية، فكان لنا معه هذا الحوار الخاص والذي تناول جوانب حياته الخاصة والمهنية.
- من هو سامر إسماعيل؟
أنا شاب سوري من حمص، مواليد ٨ تموز/يوليو ١٩٨٥ في الرياض، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، وقدمت دور سيدنا "عمر" رضي الله عنه في أضخم إنتاج درامي عربي على الإطلاق.
- أخبرنا قليلا عن نفسك، لنبدأ من مرحلة الطفولة ما قبل الإلتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية...
قبل الإلتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، أو بالأصح قبل أن أكتشف ميولي المسرحية، كنت شاباً عادياً جداً في أسرة متوسطة الحجم والدخل، عملت في مجالات عدة خلال العطل الصيفية حتى يخال لي أنني لم أترك مهنة إلا عملت فيها... وطبعاً لم أجد نفسي في أي من هذه المهن.
كنت شاباً رياضياً، وشاركت في سباقات الدراجات الهوائية لمدة سنتين لأن هذه الرياضة كانت تستهويني جداً.
- هل كانت إحدى المهن التي عملت بها على صلة بالفن، ومتى إكتشفت ميلك الى المسرح؟
كلا لم تكن علاقتي بالفن جيدة، وكنت أتجنب المهن التي تحمل جانباً فنياً ولعل ذلك عائد الى كون والدي جمال فناناً تشكيلياً.
في مرحلة متقدمة من الطفولة أو بداية الشباب وجدت في نفسي نزوعاً كبيراً نحو المسرح وأردت أن أكون جزءاً من أي عمل فني جماعي، وفي الحقيقة لا أعرف حتى الآن سبب شعوري ذلك، لعله كان مقدراً لي أن أرتبط بالمسرح منذ البداية.
- ما الذي جذبك بالتحديد الى المسرح؟
أعتقد أن فكرة العمل الجماعي الذي ينتج عنه شيء جميل كانت الدافع الأساسي لحبي للمسرح ورغبتي في أن أكون جزء منه مع أن الفائدة المادية لم تكن محفزاً أو بالأصح لم تكن موجودة أصلاً، والفائدة التي حصدتها من مشاركتي في المسرح لم تكن سوى الطاقة الإيجابية الجميلة التي تنتج عن العمل الجماعي الذي يخدم هدفاً نبيلاً.
-هل إرتدت المسرح قبل إكتشاف ميولك المسرحية؟
لا، علاقتي بالمسرح كانت عبر شاشة التلفزيون إذ كنت أتابع المسرحيات التي يعرضها التلفزيون السوري. وأول تفاعل مع المسرح كان عبر مسرح المدرسة، حيث شاهدت مسرحية مدرسية بسيطة بإمكاناتها عظيمة من حيث الأداء، كانت مسرحية "هاملت" وكانت بمثابة إحتكاكي الأول مع شكسبير.
- كيف كانت بدايتك في المسرح؟
بدأت العمل في فرقة مسرحية في حمص، وآنذاك لم يكن لدينا في حمص حركة مسرحية حقيقية، بل كانت مجرد فرق هواة تقدم أعمالاً تقارب الإحتراف... ما أريد قوله أنه رغم عدم توافر الظروف الأكاديمية والدعم المادي والمعنوي لهذه الفرق المسرحية فإنها كانت شبه محترفة.
محاولتي الأولى في المسرح كانت في المدرسة، غير أن الحظ لم يحالفني للعمل هناك، ولكن أحد أفراد فرقة «إشبيلية» شاهدني خلال إحدى البروفات وتواصل معي ودعاني للإنضمام إلى الفرقة.
فرقة «إشبيلية» كانت إحدى أهم الفرق المسرحية في حمص، وتضمُّ أفراداً محترفين مثل مخرج الفرقة الأستاذ حسن أبو قرعة الذي كان الأستاذ الأول بالنسبة إلي، والدكتور سمير عثمان الذي شغل في ما بعد منصباً مهماً في المسرح الروسي في موسكو قبل أن يصبح دكتوراً في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق. أعتبر أنني كنت محظوظاً كوني بدأت حياتي في فرقة هواة بهذا الإحتراف.
- ما هي المسرحية الأولى التي قدمتها مع فرقة «إشبيلية»؟
«تور آند دووت، مؤتمر غاسلي الأدمغة»، كانت تجربتي الأولى مع الفرقة، ولكن حصل بعد ذلك أن الفرقة واجهت بعض المشاكل مما أدى إلي حلّها، فقررت أنا ومجموعة من الشباب الجدد في الفرقة الإستمرار وساندنا آنذاك المخرج حسن أبو قرعة وقرر أن يعمل معنا على مشروع ارتجالي اعتمدنا فيه على روح الشباب والحماسة.
عملنا على المسرح الإرتجالي قرابة شهرين أو ثلاثة فأخذنا قاعة في المركز الثقافي في حمص كانت مهجورة، وقمنا بترميمها وتنظيفها على نفقتنا الخاصة، وبدأنا العمل على العديد من الأفكار العشوائية ونشأ بيننا وبين المكان إرتباط عاطفي لأنه كان يمثل حلماً بالنسبة إلينا جميعاً.
بقينا في المسرح الإرتجالي لبعض الوقت حتى جاء الدكتور سمير عثمان وعمل على تنظيمنا وحدد لنا وجهتنا، فخرجنا بتجربة مسرحية لا تزال تذكر حتى يومنا هذا، هي مسرحية "يوم مدرسي" حيث كنا نعمل على فكرة بناء الشخصية، وتزامن عرض مسرحيتنا هذه في مسرح فقير مع عرض كبير في المسرح القومي في حمص، وفي حين كان يرتاد العرض في المسرح القومي بضعة أشخاص كان مسرحنا المتواضع يعجُّ بالناس لمدة ١٥ يوماً.
- هل كان هناك أي دعم مادي لتتمكنوا من تقديم مسرحيتكم هذه أو غيرها؟
طبعاً لم يكن هناك أي دعم مادي، فقد نفذنا المسرحية على نفقتنا الخاصة بدءاً من أصغر التفاصيل إلى أكبرها، وعندما أقول على نفقتنا أعني بذلك مالنا الشخصي الذي كنا نجنيه من العمل في العطلة الصيفية أو من المصروف البسيط الذي نحصل عليه من أهلنا.
وطبعاً لم يكن هناك أي دخل مادي من المسرحية، كون الدعوة عامة ومجانية، ولكن الربح المعنوي والطاقة الإيجابية كانا ربحنا الأساسي. ولقد إشتهرنا في المحافظة بعد تقديمنا هذه المسرحية مما أعطانا دفعة إيجابية ودعماً معنوياً كبيراً وأدى إلى تطور الفرقة وإنضمام العديد من هواة المسرح إليها.
- وهل إستمرت الفرقة بعد ذلك؟
واصلنا المنهج التجريبي التدريسي، أو ما يسمى المسرح التجريبي، فكنا نتعلم فن التمثيل مع فرقة أفرادها لا يدرسون المسرح بل هم هواة، وكل منهم لديه حياته المهنية الخاصة ويربطهم ببعضهم حب المسرح. بعد أن أنهيت دراستي الثانوية لم أكن أنظر إلى نفسي إلا كممثل.
- حينها قررتَ دخول المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق؟
نعم، ولكن دخول المعهد لم يكن بالأمر السهل، وقد خضت تجربة طويلة قبل دخولي المعهد. تقدمت لإختبار الدخول ثلاثة أعوام متتالية ونجحت في إجتيازه في المرة الثالثة والأخيرة بالنسبة إلى أي متقدم.
الشعب السوري يزيد عن ٢٣ مليون نسمة، وهناك معهد واحد فقط للفنون المسرحية هو المعهد العالي للفنون المسرحية في العاصمة دمشق، يقبل في كل دفعة حوالي ١٥ أو عشرين شخصاً فقط، ويمكن أن يُقبل في عام ما ١٢ أو ١٣ شخصاً، وبالتالي فرص الدخول إلى المعهد محدودة جدا وخاضعة للعديد من العوامل.
عندما أنهيت دراستي الثانوية تقدمت للمعهد ولكن لم يتم قبولي لربما لعدم جهوزيتي آنذاك رغم تحضيري الكثير.
ولكن ذلك لم يوقفني عن المسرح فعملت لمدة عام آخر في المسرح وطورت أدواتي الفنية بمساعدة العديد من الزملاء... وفي العام الثاني وبعد تحضير كبير أيضاً تقدمت للمعهد مرة ثانية ولم يتم قبولي أيضاً، فتقدمت في العام الثالث أيضاً ولم أكن جاهزاً من حيث التحضير للإمتحان ولكنني وقفت أمام اللجنة المكونة من ١٥ دكتوراً وأديت الأدوار المطلوبة مني بشكل نال إستحسانهم، فتم قبولي في دفعة ذلك العام التي كانت دفعة متميزة بإعتراف العديد من الأساتذة في المعهد.
عملية القبول أو عدمه في المعهد تتحكم فيها العديد من العوامل النفسية والخاصة التي لها علاقة بالطالب المتقدم وكل فرد من أفراد اللجنة، والدراسة في المعهد ليست بالأمر السهل بل هي دراسة مضنية قد تستمر في بعض الأيام إلى ساعات الصباح الأولى.
- والدك فنان تشيكيلي إحترف الفن واتخذه وسيلة للحياة وتأمين معيشة عائلته المؤلفة من خمسة أشخاص، إلى أي مدى آثر فيك جمال إسماعيل؟
في الحقيقة، فكرة أن والدي رسام أو فنان تشكيلي جعلتني في فترة معينة أكره الرسم وأفكر بيني وبين نفسي ما هي وظيفة أبي ولماذا يعمل من داخل المنزل ولا يذهب للعمل ككل الناس كون مرسمه كان في المنزل.
نشأت مع رائحة الألوان خلال مرحلة الطفولة والمراهقة، كرهت الرسم وإبتعدت عن الفنون كلها لأنني لم أقتنع بأنها وسيلة للعيش خاصة مع واقع الفن وبالتحديد فن الرسم في عالمنا العربي.
راودتني الكثير من الأفكار عن الفن، وكنت أبتعد عنه لأنني أعاني من واقع معين فرض الفن علينا وسيلة للعيش في غياب المؤسسات التي تنظم الفن وتعمل على تطويره ورفعه إلى مستوى يصبح مصدراً للرزق أو مهنة، وأقصد هنا إدخال المفهوم التجاري على الفن ليصبح باب رزق ومصدر دخل للعاملين في مختلف المهن الفنية.
فرغم حبي للمسرح ك نت أقاوم فكرة إحتراف الفن وإتخاذه مصدراً للعيش بسبب عدم الإستقرار في الدخل، لذا رحت أحاول أن أمتهن أي عمل آخر وأبقي علاقتي بالمسرح علاقة الهاوي، ولكن يبدو أن المسرح فاز بالرهان في النهاية، فلم أتمكن من أخذ القرار ودرس أي إختصاص آخر، وبقيت مصراً على دخول المعهد العالي للفنون المسرحية.
- لو أنك لم تختر الفن مهنة ماذا كنت إخترت؟
رائد فضاء روسي.... (ضاحكاً) منذ طفولتي كان حلمي أن أصبح رائد فضاء روسياً، كون رواد الفضاء الروس آنذاك كانوا مادة إعلامية مهمة وكنا نسمع الكثير عن المنجزات التي حققوها، وبالتالي كأي طفل كان لي أحلامي وكان رواد الفضاء الروس أبطالها... بشكل عام لم يكن لدي حلم معين، فأنا شخص عشوائي وأحلامي تتغير بتغير الظروف المحيطة بي.
- كيف تصف لنا حياتك الأسرية وعلاقتك بأهلك؟
كون الوالد فناناً ساهم في خلق مساحة من الحرية في المنزل، إنعكست على تربتنا، فلم يحاول أن يقيدنا بأي قيود ثقافية أو إجتماعية أو إيديولوجية، بل دفعنا منذ الصغر لإكتشاف الحياة بأنفسنا، ولكن طبعاً ضمن تعليمات لها علاقة بالتربية الأخلاقية الصحيحة والتربية الدينية ووجود خطوط لا يجوز تجاوزها.
منحنا هذا الجو حرية إختيار حياتنا وبناء شخصياتنا بشكل فطري خاص ولكن ضمن حدود الأخلاق والدين والمجتمع.
هذا الأمر أوجد لدينا حالة إجتماعية فريدة من نوعها بيننا أنا وأخوتي، نحن ثلاثة شباب وفتاة واحدة، وكل واحد منا يتمتع بشخصية فريدة وخاصة، فلدي أخ رياضي بإمتياز، متابعة وممارسة، وأخي الآخر لديه إهتمامات خاصة بالتكنولوجيا، ولكل منا ذوقه الخاص في الموسيقى... ولكننا نتفق على أمر واحد، فكلنا، وأعني أمي وأبي أيضاً، نرفع صوت المسجّل كثيراً عند الاستماع إلى الموسيقى.... بشكل عام نحن عائلة عاطفية جداً نرتبط ببعضنا البعض كثيراً.
- كيف تصف علاقتك بالموسيقى؟ وما هو اللون المفضل لديك؟
أحب كل أنواع الموسيقى بشكل عام، وأفضل موسيقى الشعوب بشكل خاص. لكل حضارة طريقتها الخاصة للتعبير عن أفكارها وثقافتها، والموسيقى هي أحد هذه الأساليب.
طبعاً يعنيني الاستماع إلى الموسيقى الحديثة التي لها علاقة بالنظام العالمي الجديد الذي أدى إلى تعميم الموسيقى وعولمتها كموسيقى الإلكترو وغيرها، ولكنني أستمتع بموسيقى الشعوب كما ذكرت.
أحب التعامل مع الموسيقى وأعتبرها وسيلة للتعبير عن الذات، أعزف على آلة الغيتار ولكن بشكل شخصي لي أنا وليس للآخرين. فكرة التعبير عن الذات بجملة موسيقية تستهويني وأعتبرها من أرقى الأساليب الإنسانية للتعبير عن الذات.
العالم كله يسير منذ بدايته على إيقاع موسيقي يشكل منظومة حياتنا وتطورنا.
- مسلسل «عمر» كان تجربتك التلفزيونية الأولى، من رشحك للعب شخصية سيدنا عمر رضي الله عنه؟
لم يرشحني أحد للعمل، فقد ذهبت كغيري من خريجي المعهد إلى تجربة الأداء، وهناك طُلب منا أن نقدم دوراً صغيراً. عرفنا أن تجربة الأداء هذه لشخصية مهمة، وفي اليوم التالي تم الإتصال بي لإجراء المزيد من تجارب الأداء ومنها الماكياج الذي إستمر لعدة ساعات... إكتشفت بعدها أنني سأقدم شخصية الفاروق عمر رضي الله عنه.
- عندما وقع الاختيار عليك لأداء الشخصية، هل ترددت في قبول الدور؟ وما الدوافع التي جذبتك الى تمثيل شخصية سيدنا عمر؟
أبداً، كانت فكرة تقديم دور سيدنا عمر رضي الله عنه أمراً لم أحلم به في بداية مشواري الفني... فكيف إذا كان العمل يمثل أكبر إنتاج درامي في تاريخ الدراما العربية وبقيادة أشخاص وجهات لها تاريخها في هذا المجال؟ فالعمل مع المخرج حاتم علي بحد ذاته يعتبر قفزة نوعية لي، وواقع أن النص للدكتور وليد سيف والإنتاج لمجموعة MBC وتلفزيون قطر يشكل عاملاً محفزاً لأي فنان.
ولكن لا أخفيكم سراً أن حجم الشخصية وثقلها في تاريخنا الإسلامي والعربي كانا وما زالا بمثابة حمل ثقيل على كاهلي، ولكنني قررت تقديم الشخصية دون تردد.
- من كان وراء اقناعك بقبول الدور؟
لم أكن في حاجة إلى من يقنعني، فالعديد من المشاعر كانت تتأجج في داخلي وكنت أرى في العمل فرصة كبيرة لأقدم ما لديَّ للناس.
أخبرت أهلي عندما تم إبلاغي بإختياري لأداء دور الفاروق رضي الله عنه، في البداية كانت والدتي تحاول ثنيي عن لعب الدور لما في ذلك من مسؤولية كبيرة عليَّ، ولكن إندفاعي ورغبتي في تقديم الشخصية كانا كفيلين بإقناعها بالعدول عن رأيها ومباركة ما أقوم به.
- قبولك بتجسيد شخصية سيدنا عمر كان مادياً أم معنوياً؟
كان معنوياً طبعاً، فليس هناك أي أجر مالي يضاهي تقديم هذه الشخصية. وأنا بطبيعتي أعشق الفن وتخرجت من المعهد كممثل محترف يعتاش من التمثيل، ولكن في هذه الحالة بالتحديد لم أفكر في المادة ولم أناقش جهة الإنتاج في الأجر بل كان كل تفكيري مع الشخصية وكيفية تقديمها بشكل لا يسيء إليها لا من قريب ولا من بعيد.
- هل تعتبر أن خبرتك الفنيّة تؤهلك لأداء شخصية الفاروق رضي الله عنه؟
كما ذكرت سابقاً، أنا ممثل محترف وخبرتي الفنيّة وأدواتي تؤهلني لأداء أي شخصية، ناهيك بكون شخصية سيدنا عمر رسمت بشكل دقيق بقلم الكاتب الدكتور وليد سيف والمخرج حاتم علي وبإشراف لجنة تدقيق دينية نظرت في كل الوقائع التاريخية للعمل والشخصية.
طبعاً يجب أن لا ننسى أنني أؤدي دور سيدنا عمر، ولكن شتان بيني وبينه أو بين أي إنسان وبينه. ومن الناحية الفنية توافرت فيَّ العديد من الشروط التي وضعها الكاتب والمخرج ولجنة التدقيق الدينية، وتم إختياري للدور بناء على ذلك.
- ما هي التحضيرات التي قمت بها قبل البدء بالتصوير؟
التحضيرات كثيرة جداً منها المتعلق بالإطلاع أكثر على شخصية الفاروق عمر رضي الله عنه، وآخر متعلق بطريقة تقديم الشخصية والتحضيرات الفنية من البروفات وغيرها. على سبيل المثال من المتعارف عليه أن سيدنا عمر كان أعسر (يعتمد على يده اليسرى)، وبما أنني أتعامل مع كل شيء بيدي اليمنى ربطتها لمدة شهر كامل برجلي اليمنى ورحت أتعامل مع كل أشكال الحياة باليد اليسرى.
ولقد ساعدني العديد من الزملاء بالإضافة إلى المخرج خلال التحضيرات وخلال التصوير أيضاً، وأخص بالذكر الفنان الأستاذ غسان مسعود الذي كان له فضل كبير في تأديتي الدور إن من خلال بروفات الطاولة أو البروفات الفعلية بملابس الشخصية وخلال التصوير أيضاً.
- هل قرأت سيرة الفاروق رضي الله عنه؟
طبعاً قرأت العديد من المراجع ضمن الوقت المتاح لي قبل البدء بالتصوير، كما أن نص الدكتور وليد سيف إعتمد العديد من المراجع وخضع لتدقيق لجنة دينية، وذلك خلال فترة طويلة.
وبالتالي فإن قراءة الشخصية ومكامنها كما جاءت في النص كافية لتقديمها بأمانة.
- بعد أن عرض العمل، ما أثره على حياتك المهنيّة؟
حمّلني العمل مسؤولية كبيرة على الصعيدين المهني والخاص، مما سيجعلني حذراً في إختيار الأدوار المقبلة.
كما ذكرت سابقاً ليس هناك أي شروط أو قيود تمنعني من العمل في المستقبل كما أشيع، ولكنني شخصياً أترك مسافة بين شخصية سيدنا عمر رضي الله عنه وأي شخصية أخرى سأقدمها، والتي سأختارها بدقة وأمانة لأتجنب الإساءة إلى المشاهدين والشخصية الكبيرة التي أديتها.
وفي النهاية أنا أدرك أهمية شخصية الفاروق رضي الله عنه في تاريخنا الإسلامي وقمت بتأديتها شخصياً، فإذا كان الدور قد ترك أثراً كبيراً في نفوس من تابعوا العمل خلال الشهر الكريم فكيف هو أثره في نفسي أنا وقد عشت مع الشخصية عاماً كاملاً وتعاملت مع مكنوناتها الداخلية.
سأكمل مسيرتي الفنية، فأنا ممثل محترف أعتاش من التمثيل، ولكن سأضع في اعتباري العديد من العوامل قبل اختياري أي دور.
- وعلى صعيد حياتك الخاصة؟
لا يمكنني أن أعتبرها قيوداً، فأنا بطبيعتي لست شخصاً جامحاً، بل أعيش ضمن حدود أخلاقية ودينية واجتماعية نشأت عليها ورسمتها لنفسي، وإحترامي لشخصية الفاروق رضي الله عنه لا يفرض عليّ نمطماً معيناً في الحياة، بل هو أشبه بخيار شخصي إتخذته منذ بداية حياتي وأستمر به الآن.
- قرأنا على مواقع التواصل الإجتماعي العديد من الآراء السياسية والدينية الصادرة عنك، ولكنك أنكرت ذلك وصرحت في لقاءات تلفزيونية أنه ليس لديك أي حساب على تويتر ولديك حساب شخصي للأصدقاء والعائلة فقط على فيسبوك.
صحيح فقد أنشأ عدد من الأشخاص صفحات خاصة لي على فيسبوك ولربما لم يريدوا سوءاً من ذلك، ولكن أن ينتحل شخص ما شخصيتي ويعلق ويصرح بإسمي فإن ذلك موضوع آخر وكان لا بد من التوضيح، كذلك الأمر بالنسبة إلى تويتر.
ولكنني وتزامناً مع صدور عددكم هذا سأطلق صفحة رسمية على فيسبوك وهي:Samer J Ismaeel Official Page وحساباً خاصاً على تويتر هو: Samer J Ismaeel.
- هل أنت مع العمل في مصر أم ضده؟
أنا مع العمل في أي مكان وبأي لغة أو لهجة كانت، شرط أن يتوافر في العمل والدور القيمة الفنية والرسالة الهادفة والترفيه.
وبالنسبة إلى مصر على وجه التحديد أنا مستعد للقبول بأي دور تتوافر فيه الشروط نفسها. لقد سبقني إلى مصر العديد من كبار النجوم في سورية والعالم العربي، وقدمت لهم مصر الكثير كما قدموا هم لها. أنا مع تجربة العمل في مصر عاصمة الفن في عالمنا العربي.
- ماذا عن تقديم البرامج؟
لا أرى نفسي مقدم برامج الآن، وأفضل أن أفسح المجال لأصحاب الإختصاص، ولكنني أرغب في تقديم مهرجان سينمائي في دولة عربية كوني من عشاق السينما ولطالما أحببت أن أقف على خشبة المسرح مقدماً مثل هذه المهرجانات.