2013/05/29
أحمد شلهوم – دار الخليج
تشمل السينوغرافيا جوانب العمل الفني البصرية من ديكور وأزياء وإضاءة ومؤثرات بصرية، هذا في الجانب الاحترافي العملي وبالمعنى الحرفي لها، وهذا ما يعمل عليه السينوغراف السوري الشاب زكريا الطيان من خلال ما يقدمه، وكان له تميزه وبصمته الخاصة في هذا المجال حين عمل في احتفالية اليوبيل الذهبي للتلفزيون العربي السوري التي قدمت على مسرح دار الأوبرا في دمشق، وكذلك في الجزء الثامن من السلسلة الكوميدية الشهيرة “بقعة ضوء”، إضافة إلى عمله في أول فيلم “ميوزيكال” سوري بامتياز للمخرج محمد عبد العزيز بعنوان “ليلى والذئاب” .
ينطلق السينوغراف زكريا في عمله من ذاكرة بصرية ومخزون ثقافي وتساعده موهبته بالرسم كعنصر إضافي لخلق وإبداع صورة بصرية مميزة في الأعمال التي يشارك بها، إلا أن العقبات التي يتعرض لها لا تزال تحد من عمل السينوغراف، وأولها الفصل في العمل بين مهندس الديكور ومشرف الإكسسوارات ومشرف الإضاءة الذي يعمل كل منهم وفق رؤيته ولذلك، حسب رأيه، قلماً نجد عملاً فنياً متكاملاً من الناحية البصرية .
السينوغراف زكريا الطيان حل ضيفاً على “الخليج” في الحوار التالي:
* كيف دخلت هذا المجال؟ ولماذا اخترته؟
- أنا خريج الدفعة الثانية من هذا الاختصاص الذي تتطلب دراسته أن يكون المتقدم ملماً بالرسم، وأنا لديّ هذه الموهبة منذ الصغر، تعرفت مصادفة إلى هذا الاختصاص الذي تم افتتاح قسم خاص به في المعهد العالي للفنون المسرحية، عند تقدمي للدراسة في كلية الفنون الجميلة، فتقدمت لمسابقة القبول في السينوغرافيا في المعهد العالي، وخضعت لثلاثة اختبارات للقبول ونجحت فيها، ثم درست في المعهد أربع سنوات، وكان لجديتي بالتعاطي مع ما درسته وتعلمته خلال سنين الدراسة أثر كبير في إتاحة فرص العمل لي بعد التخرج .
* ومتى كان دخولك عالم الدراما التلفزيونية والسينما؟
- الفنان عبد المنعم عمايري هو مفتاح دخولي إلى الدراما التلفزيونية، فبعد عملي معه رشحني لأصمم ديكورات وأزياء وإكسسوارات الجزء الثامن من مسلسل “بقعة ضوء”، الذي كان أول عمل درامي لي، بعدها شاركت مع الفنان أيمن زيدان في احتفالية اليوبيل الذهبي للتلفزيون العربي السوري في دار الأوبرا حين صممت ديكور الاحتفالية وديكور عرض راقص لفرقة “سيما”، وهنا فتحت لي أبواب كثيرة باتجاه الدراما والسينما، فطلبني المخرج محمد عبدالعزيز للعمل معه في فيلمه “دمشق مع حبي” وعلى أساس هذا العمل تبنى المخرج محمد عملي وطلبني في أعماله التالية .
* لماذا حتى الآن لم يأخذ عمل السينوغراف مداه بشكل جدي في الدراما السورية؟
- هذا الاختصاص في سوريا يعد جديداً نوعاً ما، ولم يأخذ مداه الاحترافي بعد، لأنه لم يتم التطرق إليه بالشكل الصحيح من قبل الوسط الفني، ففي أي عمل فني ما زال هناك فصل بين الديكور والإضاءة والأزياء، وهذه المجالات ضمن عمل السينوغراف الذي أعتبره المخرج البصري لأي عمل فني، فعمل مهندس الديكور قد يتضارب “لونياً” مع عمل مصمم الأزياء، بينما السينوغراف ملم بهذه المجالات يضع سمة لونية متناسقة للعمل متناغمة مع الإضاءة .
* وما الصعوبات التي تعانيها في العمل؟
- مجال العمل في سوريا يخضع لعدة أمور، منها إنه أصبح هناك أكثر من 100 شخص تخرجوا في قسم السينوغرافيا، ومعظمهم ليس له مكان داخل الوسط الفني لسبب عدم الإيمان بمقدرات هؤلاء من جهة، وعدم الإيمان بقياة شخص واحد لكل التفاصيل الموجودة داخل موقع التصوير من ديكور وإضاءة وأزياء . . .إلخ من جهة أخرى، فلذلك قلّما نرى عملاً فنياً يكامل بين هذه العناصر، كما أن هناك مخرجين، وبالرغم من إدارتهم للعملية الإخراجية وضبطهم لموقع التصوير، إلا أنهم غير ملمين بتفاصيل سينوغرافيا العمل من ديكور وأزياء وإضاءة وخلق تناسق بينها .
عندما يعرض عليك نص فني (سينما، مسرح، تلفزيون)، كيف تترجم هذا النص من الناحية السينوغرافية احترافياً؟
في البداية أقرأ النص وفكرته الأساسية، وآخذ فكرة خاصة بي عن النص وأرى ملامح الديكور الموضوعة من خلاله، وعادة ما تكون ملامح بسيطة، وهنا أقوم بتطوير هذه الملامح بما يتلاءم مع فكرة النص وفكرة المشهد الذي يصور من خلال الديكور والإكسسوارات وتناسقها مع الألوان والمكان الذي يتم فيه التصوير، لكن هذه الطريقة تصطدم بمعوقات ذكرتها آنفاً وأهمها الإنتاج، وللأسف أقول إن أعمالنا الدرامية السورية تخضع للشرط الاستهلاكي على حساب الشرط الفني .
* من هم المنافسون لك ضمن اختصاصك؟
- قد يرى البعض الإجابة أنانية، لكن أقول إنه حتى هذه اللحظة أتمنى أن أجد منافساً لي من خريجي قسم السينوغرافيا في المعهد العالي للفنون المسرحية، وأتمنى لكل هؤلاء الخريجين أن يجدوا مكانهم الصحي والصحيح في الوسط الفني، لأن الحديث عن منافس يعني أن يكون من ذات اختصاصي، ولا يصح الحديث عن منافسة بين السينوغراف ومهندس الديكور .