2012/07/04
حوار: مايسة أحمد - أخبار النجوم
ارتبط اسمه لسنوات طويلة بقناة »المستقبل« ببرنامجه الشهير »خليك بالبيت« الذي اقتحم من خلاله البيوت العربية باستضافته لألمع نجوم الوطن العربي.
الإعلامي زاهي وهبي فاجأ الجميع بتقديم استقالته واضعاً كلمة النهاية لمشواره مع »المستقبل« ليبحث عن مستقبل جديد ليس بالضرورة أن يحمل اسم المحطة وإنما اختار أن يخوض مغامرات مختلفة مع قنوات وليدة.. مبرراً ذلك بأنه في حاجة للمخاطرة واقتحام المجهول ليخرج من عرش »خليك بالبيت« لنجاح أكبر في مكان آخر.
ليس فقط مجال الإعلام هو ما يستهوي زاهي وهبي وإنما لديه مؤلفات شعرية عن الحب والطبيعة ولم ينس المرأة التي بالطبع شغلت نصيب الأسد في دواوينه الشعرية.
في هذا الحوار يفتح قلبه وعقله ويتحدث عن البرامج والمرأة والسياسة وغيرها من الأسرار التي يبوح بها لأول مرة.
< لنبدأ مع ديوان الشعر الجديد الذي قمت بإصداره.. دائماً تتناول قصائدك الحب أو حالات إنسانية أو المرأة أو الطبيعة رغم أنه يحيط بنا العديد من القضايا السياسية مثلاً التي قد تستفز أي مشاعر للتعبير عنها ولكن قصائدك فيها أقل إنتاجاً.. فما السر؟
- < الحقيقة أركز علي الحب لأنه في نظري يشمل ليس فقط تلك المشاعر التي تجمع بين الرجل والمرأة.. فالحب له معني إنساني واسع.. حب الإنسان للآخر وحب الأرض والبلاد والحياة كلها.. ولي جانب من قصائدي بها سياسة كالتي كتبتها لفلسطين ومصر وعدة بلدان عربية من وحي الأحداث الحالية أو عندما مرت كل منهم بمنعطفات كثيرة مثل العراق ومرحلة الغزو وكذلك لبنان، وما تعرضت له من حروب ولكن قدر الإمكان أحاول أن ابتعد عن المباشرة الشعرية.. فالقصيدة ليست خطاباً سياسياً أو بياناً صحفياً.. فالتلميح بالفن أفضل من التصريح ربما لذلك أحياناً يطغي شعر الحب أو صورته علي صور أخري كثيرة.
< قصيدتك »أضاهيكي أنوثة« ألم تكن جرأة منك.. خاصة أن الرجل الشرقي بطبعه يرفض أن يقارن مع المرأة لأن الأنا لديه عالية دائماً وهنا تحديداً مجال المقارنة هو الأنوثة؟
< هذا صحيح.. وأنا أعتبر »أضاهيكي أنوثة« مشاكسة لهذه »الأنا« بالذات.. فقد تعودنا دائماً أن الشاعر العاشق عند العرب هو الفارس المغوار الذي لا يقهر المراة هي الضعيفة المنتظرة.. لكن من وجهة نظري أعتقد أن الحب يحتمل كل الأوجه.. فالعاشق قد يتحول في لحظة من فارس إلي إنسان ضعيف هشاً مكسور الخاطر.. فحالات الضعف الإنساني ليس عيباً أو وقفاً علي جنس بشري دون الآخر فهي ليست للنساء فقط دون الرجال لذلك تعمدت هذا العنوان الصادم »أضاهيكي أنوثة« وتعمدت أيضاً أن أبوح بحالة من الانكسار المجازي حيال الأنوثة والمرأة لتحطيم شيء من صورة الذكورة القاسية المتعالية.. وأنا لم أشعر بالحرج من ذلك ولعلمك هذه القصيدة صدرت ضمن مختارات شعرية < صدرت في مصر بعنوان »تجري من تحتها الأنهار«.
مؤخراً قمت بإصدار مجموعة من القصائد وطرحتها علي CD.. لكن ألا تري أن نسبة إقبال الشباب علي شراء CD يحتوي علي قصائد شعرية لن تكون في نطاق واسع وأنه كان البديل الأسرع للوصول إلي الجمهور عن طريق الإنترنت ثم تقوم بطرحها علي CD؟
< لديّ بعض القصائد الموجودة علي الإنترنت بفضل بعض الأصدقاء والمعجبين.. ولكن فكرة الـCD كنت أرغب من خلالها أن تكون القصائد بتسجيل صوتي جيد وبخلفية موسيقية قام بتأليفها وتلحينها علي البيانو الفنان رامي خليفة- ابن الفنان الكبير مارسيل خليفة- اللذان تجمعني بهما علاقة صداقة قوية.. فالـCD كان للتسهيل علي الشباب إذا رغبوا في سماع القصائد بالسيارة أو إذا أرادوا تحميل أي من قصائدي بدلاً من أن يأخذوا مقتطفات من الأمسيات الشعرية ويكون الصوت فيها غير نقي.. وأنا مع ضرورة أن يبادر الشعراء للخروج من دائرة التذمر بأنه لا يوجد من يقرأ أو يقبل علي شراء الكتب الشعرية وأنه لا يوجد احتضان للشعر.. إنما أنا أفضل أن نبادر نحن ونتجه للآخر ونذهب للمتلقي بكل الوسائل المتاحة.
< بعض المطربين تغنوا بعدد من قصائدك فلماذا لا تسعي لتحويلها لأغنيات لتكون أسهل وأسرع في الانتشار بين الجمهور؟
< هناك كثيرون ممن يكتبون الكلمات السهلة والأغنيات- التي ممكن أن نقول عنها التجارية- فلماذا أقوم بمزاحمة من هو ليس بحاجة إلي مزاحمة.. فأنا أريد أن يختار الجمهور بنفسه ما يريد سماعه.. فلا داعي أن نذهب جميعنا كفنانين في اتجاه واحد بل نترك من يريد أن يستمع إلينا بالسعي والبحث حتي يجدنا وأنا علي ثقة بأنه سيجد ما يرضيه.
< من الشعر إلي البرامج.. بصراحة شديدة لماذا قدمت استقالتك من قناة المستقبل بعد مشوارك الطويل معها؟
< لرغبتي في التغيير ولتراجع الإعلام اللبناني عموماً حيث انحصرت نسبة مشاهدته بشكل كبير خاصة منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري وحتي الآن حيث غرق الإعلام اللبناني في مستنقع الانقسامات الداخلية، وبكل صراحة أنا لم أغادر »المستقبل« لسبب سياسي لأنني كنت أقدم ما أشاء من خلال »خليك بالبيت« وكنت أعبر عن آرائي بشكل حر وأنا شخص مستقل حزبياً ولم أكن كذلك في »المستقبل« ولن أكون حزبياً في عملي الجديد.. هذا كل ما في الأمر رغم محاولات البعض لأن يعطون للمسألة أبعاداً مختلفة.
< ولكن قيل انه كانت هناك مشاكل داخلية بينك وبين إدارة القناة وهي التي دفعتك لتقديم الاستقالة؟
< أبداً.. فإذا كانت هناك مشاكل هل كانت القناة تودعني بحفلة تكريمية ببرنامجي »خليك بالبيت«؟! وحاورتني في آخر حلقاته زميلتي الإعلامية ريما كركي.. وحتي أنه بعد استقالتي بشهر كنت ضيفاً علي برنامج »بدون زعل« مع نفس الزميلة.. بالإضافة إلي أنه بعد مغادرتي للقناة قام مديرها أيضاً بالرحيل عنها.. فلست الوحيد الذي قدم استقالته، فهناك العشرات الذين يغادرون اليوم تلو الآخر لأن أزمة القناة أصبحت معروفة للجميع وليست خافية علي أحد.