2012/07/04
علاء محمد – دار الخليج
بعد أن قطعت شوطاً كبيراً وحققت نجاحاً في مجال التمثيل، بحثت الفنانة السورية ريم عبدالعزيز عن التفرد، وباتت الأولى في تاريخ الفن في سوريا التي تعمل في مجال الإخراج الغنائي، وتمكنت خلال 10 سنوات من إنجاز عشرات الأغنيات، أشاد بها عمالقة الفن السوري . فهي الممثلة، التي تألقت في الدراما، وسجلت اسمها رقماً يراود مخيلة أي مخرج، والأنثى التي أبحرت في محيط آخر بعيد عن سفينتها الأساسية، التقيناها لاستيضاح أهم محطات حياتها، فكانت إجاباتها جريئة، وكان هذا الحوار:
* لماذا اتجهت إلى الإخراج الغنائي؟
- أولاً أنا ابنة الشاعر، نظمي عبدالعزيز، وخالي كان ملحناً معروفاً وشهيراً في حلب، ومن هنا، فإن بيئتي الأساسية الفن، وعلى مدار سنوات لم يبق مغن أو شاعر أو ملحن إلا وكان على علاقة قوية بعائلتنا، حتى إنني، أعد صباح فخري، عمي، وذلك لشدة العلاقة ومتانتها بيننا، وبعد دخولي عالم الفن ونجاحي في الدراما، أصبحت شقيقتي، سمر عبدالعزيز، مطربة، لتكتمل الصورة عندي تماماً، ولذلك كان اختياري الإخراج الغنائي .
* وماذا عن الإخراج للدراما؟
- لست بعيدة عن أجواء الدراما أو الإخراج لها، فالممثل يظهر عبر أعماله، وأنا ممثلة مخرجة، ولست مخرجة ممثلة، فالتمثيل أولا، لكن هذا لا يعني أنني أضع الإخراج للدراما على الهامش، وأرى أنه لديّ الكثير لأقدمه في الدراما ممثلة، وبالتالي فإن رحلتي مع التمثيل ما زالت في بدايتها كما أراها .
* دخلت عالم الإخراج ل”الفيديو كليب”، ما الذي جعلك تتمسكين به؟
- النجاح الذي حققته منذ بدايتي في عام ،2001 والإشادات المهمة التي تلقيتها من عمالقة الفن السوري مثل دريد لحام وأيمن زيدان وباسل الخطيب، والذي قال لي: “أنت تلميذة مجتهدة” .
* كنت ممن يشتكون من تمييز المخرجين لممثلين على حساب آخرين، اليوم أنت مسؤولة عن صناعة نجوم غنائيين، كيف ستحققين ذلك؟
- أعترف بأننا حتى الآن في سوريا لم نصل إلى مرحلة صناعة النجم، لأننا نفتقد مقومات ذلك، بل يوجد عندنا عمليات تلميع للنجم الذي يكون قد صنع نفسه بنفسه، ولدينا أيضا عملية إظهار النجم، والتي تؤدي عادة إلى استهلاكه تماماً، فبمجرد أن يلمع نجم ما في دور ما، وتسلط الأضواء عليه، ترى المخرجين يزجون به في 10 أعمال، أحياناً، في وقت واحد، وكأنه لم يبق في الوسط الفني سوى ذلك الممثل ليلعب تلك الأدوار، وأرى أنني لم أنل حقي كاملاً في الدراما، وكثيراً ما كنت أشعر بأدوار يلعبها غيري وأستحق لعبها أنا، وكنت أسأل عن ذلك فأجيب بأن المشكلة ليست عندي، بل عند المخرجين، وبسبب هذه المعاناة قررت أن أتعامل بصورة مختلفة مع المغنين، وقدمت شقيقتي سمر في 7 “كليبات” وكنت أقدمها في أجمل صورة وأبهى طلة، ولم يختلف الأمر عند تعاملي مع آخرين، وكنت أحرص على أن أظهرهم بصورة يستحقونها كمطربين يختلفون عن الممثلين الذين بإمكانهم الظهور بأي شكل في الدراما .
* ألا ترين أنك اتجهت إلى الإخراج الغنائي في وقت تشهد الأغنية السورية هبوطاً حاداً قياساً بالدراما؟
- أنا ببساطة آتية للمساهمة في إنقاذ الأغنية السورية من هذا الهبوط، وأعدّ ذلك مهمة ملقاة على عاتقي، فالدراما نهضت بنفسها، لكن هذا لا يعني أن الفن بخير، فالفن كلي، ويجب أن يتألق الغناء مع الدراما والسينما والمسرح، ولا يجوز ارتفاع منسوب الدراما وهبوط في أي نوع آخر، في سوريا لدينا نجوم عمالقة في الطرب مثل صباح فخري وجورج وسوف وميادة حناوي وإلياس كرم ونور مهنا وغيرهم، لكن لا يوجد أي مطرب أو ملحن أو شاعر نال حقه في الداخل، الكل ممن يعرفني ويتابعني على دراية بأنني أعمل على رفع مستوى الأغنية من خلال دعم الشاعر والملحن والمطرب، كما يحصل في الخليج ومصر ولبنان والعراق حيث تفوق الأغنية أي نوع فني آخر .
* ماذا عن التمويل لعملك في الإخراج الغنائي؟
- التمويل هو المشكلة التي نعاني منها في الفن في سوريا، وحتى في الدراما التي تجاوزت هذه الأزمة نوعاً ما من خلال شركات إنتاج خارجية، إلا أنها لم تستطع تأمين مصدر مالي خاص بها يسندها في وقت الشدة، والأغنية، وللأسف، لم تحصل حتى اليوم على أدنى دعم، والسبب الرئيسي في الأمر هو أنه لا يوجد في سوريا قانون لحماية الملكية الفكرية الذي يجب وجوده ليحقق الأمان للشاعر والملحن والمغني .
* لو اقتنعت بأغنية ما ولم تجدي مصدر تمويل لها، فماذا تفعلين؟
- حصل ذلك معي في عام ،2003 عندما كتب أبي أغنية “تعالى ولا تتعالى” لتغنيها شقيقتي سمر، وكانت من ألحان رضوان نصري، ولم نجد شركة إنتاج تمول الأمر، ولكني صممت على إخراجها بأي وسيلة، فحدث شيء من العمل الجماعي، حيث ساعدنا أيمن زيدان بكاميرات من شركته الإنتاجية، وكذلك حصلنا على كوادر الإضاءة وغير ذلك وتم الأمر، ولكن نجاح تلك الحالة مرة ليس ضماناً لنجاحها مرة أخرى، وأعترف بأن تكرار ذلك سيؤدي بالضرورة إلى عدم إخراجي لبعض الأعمال التي أقتنع بها .
* هل تحول الممثل إلى مخرج في سوريا أمر سهل؟
- هذا السؤال يجب أن يوجه إلى كل من يتحول من التمثيل إلى الإخراج، لكن يجب الأخذ في الحسبان أنه ليس كل من تحول من هناك إلى هنا، أصبح مخرجاً مبدعاً أو ناجحاً، ليس الكل حاتم علي مثلاً، وبالنسبة لي لست متحولة من التمثيل إلى الإخراج، بل ما زلت وسأبقى الممثلة قبل أي شيء آخر .
* لو أصبحت الرقم واحد بعد سنوات قليلة في الإخراج، ماذا سيبقى للتمثيل لديك؟
- التمثيل سيبقى أولاً وأخيراً، لكن في العموم فإن كل شيء تحبه يمكنك أن تمنحه وقتاً خاصاً به، وذلك لا ينطبق على التمثيل والإخراج فقط، بل حتى في الحياة اليومية، فللأهل وقت، وللأصدقاء وقت، فحلمي الطفولي كان التمثيل، ووقفت أمام الكاميرا عندما كنت في السنة الجامعية الأولى، بينما تأخر وصولي للوقوف خلف الكاميرا مخرجة وقتاً طويلاً، وأتمنى، في التمثيل، أن أنجز كل مراحل العمر من الطالبة إلى الزوجة إلى الأم، إلى الجدة .
* ماذا عن الحياة الشخصية ومدى تأثيرها في عملك؟
- أنا إنسانة حرة طليقة، فزواجي السابق انتهيت منه، ولا يوجد أي شيء يمنعني من مواصلة نشاطي في الفن، سواء في الدراما أو الإخراج الغنائي، كما أن التصاق أهلي بالغناء والفن عامة، هو عامل مساعد لي على مواصلة مشواري بنجاح .