ريدا بطرس: أغيب ليشتاق الجمهور إلى صوتي

  المعتصم بالله حمدي- دار الخليج لم يكن الحوار معها سهلا فهي تتمتع بذكاء حاد يجعلها قادرة على فهم ما تريد الاستفسار عنه، تباغت من أمامها بما لا يتوقعه، تدافع بشراسة عن فنها وحبها للغناء، وتضرب بالكثير من الشائعات عرض الحائط . الفنانة ريدا بطرس التي نفت في لقائنا معها قصة اعتزالها الفن والغناء، وأسباب رفضها للعروض التمثيلية التي قدمت إليها على غرار ما فعلته زميلاتها اللبنانيات كما تطرقت للعديد من الأمور الفنية والشخصية بصراحة شديدة .  بداية نود الاقتراب أكثر من ريدا بطرس الإنسانة والفنانة؟ - ولدت في السابع والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول، وكونت أنا وأختي “نينا” أول ثنائي نسائي في الوطن العربي، كان الداعم الأول لنجاحنا عائلتنا وثانياً المنتج المخضرم توروس أسيرو نسيان، الذي فتح لنا آفاقاً واسعة من خلال الرحلات والمهرجانات في العالم العربي وأوروبا وأمريكا وقد لقبنا “بطائري الحب”، ولقبنا الصحافي الشهير إبراهيم الخوري بملكتي الأناقة والجمال، ولكن كل ذلك توقف عندما قررت “نينا” الزواج وتكوين عائلة، فأصبح علي أن أغير كل شيء وأبدأ من جديد معتمدة على نجاحي السابق وخلفيتي الموسيقية، وفي عام 2002 وقعت عقدا مع شركة “سوني” العالمية التي أنتجت لي ألبومها الأول “ريدا” وبعد النجاح الكبير الذي حققته أغنيات هذا الألبوم مثل “علقتني بالهوا”، و”يا مصطفى”، و”بتغار” أغلقت شركة “سوني” أبوابها وتعثرت خطواتي حتى أصدرت في العام 2006 ألبومي الثاني “شكلك ما يطمنش” الذي حقق نجاحاً كبيراً .  هل كانت أسرتك متحمسة لاحترافك الغناء؟ - كل المقربين من حولي كانوا يعرفون أن صوتي جميل، خاصة “بابا” الذي كان يشجعني كثيراً ويميل إلى صوتي أكثر من ميله إلى صوت شقيقتي “نينا”، وبعيدا عن “بابا” يمكن أن تقول إن الشاعر الراحل إيليا أبي شديد هو أول من اكتشف جمال صوتي، وكان دائماً يأتي إلى منزلنا ويطلب من والدي أن أذهب معه إلى منزله حتى يُسمع صوتي لأصدقائه .  ما هي أول أغنية قمت بحفظها وغنائها وأنت طفلة؟ - قصيدة السيدة أم كلثوم “رباعيات الخيام” حفظتها وعمري 13 سنة وكنت أغنيها أمام أصدقائنا وجيراننا حتى ذاع صيتي في ذلك الوقت .  وماذا عن أول أغنية استمعت إليها وأعجبت بها في طفولتك؟ - أغنية “لولا الملامة يا هوى” للفنانة وردة، ومن يومها وأنا عاشقة لوردة وأحفظ عن ظهر قلب معظم أغنياتها مثل “العيون السود، مستحيل، شعوري ناحيتك، اسمعوني، خليك هنا” وغيرها .  ولكن الفترة الماضية ترددت أنباء قوية عن اعتزالك، فما مدى صحة ذلك الكلام؟ - أنا لا ألتفت إلى الشائعات أو ما يقال، وغالبا أضرب بكل ما يقال عرض الحائط، طالما أنه لن يفيدني، وهذا الكلام غير حقيقي بالمرة، فأنا أحضر لألبومي الجديد ولا يمكن أن أعتزل الغناء الذي يعيش في وجداني .  ولكن الجمهور يريد أن يعرف أسباب غيابك المتكرر عن الساحة الفنية؟ - أغيب ليشتاق إلي الناس، علما أنه في السابق اعترضتني ظروف سيئة كانت السبب في ابتعادي عن الساحة الغنائية، وبالتالي فإنه من دون شك العوائق الإنتاجية ومشكلتي في الفترة الأخيرة مع إدارة أعمالي السابقة أخّرتني نوعا ما عن تقديم عمل جديد، إلا أنني أسعى دائما في فترة غيابي إلى دراسة خطواتي المستقبلية ومراجعة حساباتي السابقة لأعود إلى الناس بعمل جديد ومميز .  يقال إنك ترفضين سياسة الاحتكار أو “الحصرية” ولذلك ترفضين العديد من شركات الإنتاج؟ - جميع الشركات الفنية العالمية لديها مبدأ الحصرية ولست ضد ذلك، شرط أن تعوضه الشركة في مكان آخر، سواء في الأعمال أم الحفلات وغيرها . تعاملت مع شركة “سوني” العالمية ولم أستطع بعدها التعامل مع أية شركة أخرى لأني لمست الحرفية في تعاطيها مع الفنان وكيفية تسويق أعماله .  إذاً ماذا تطلبين من شركة الإنتاج كي توقعي معها؟ - أطلب أن تعطيني حقي وتكون مؤمنة بصوتي وتهتم بي من الألف إلى الياء، ولم يعد هناك شركة تلتزم مع الفنان بكل صدق وشفافية، لذا تشتد الخلافات مع المطربين كما أن الأزمات الاقتصادية المتلاحقة أثرت سلبيا في الإنتاج .  هل صحيح أنك ندمت على أغنية “يا تفاحة مقشرة”؟ - صحيح هذه الأغنية لم أراهن عليها أبداً ولم أكن أريد أن أغنيها، إلا أنني سجلتها وطرحتها بعد إصرار من شقيقتي وصهري اللذين نصحاني بأدائها باعتبارها أغنية شعبية ومهضومة وخفيفة، والأغنية حصدت ضجة كبيرة ونجحت كثيراً في الأفراح .  لماذا لم تكوني مقتنعة بها؟ - كنت أقول لنفسي، معقول أن أغني عن التفاحة؟ لكني عدت وفكرت بأن الفنانة الكبيرة صباح قالت في إحدى أغنياتها “بتغديني خبز وزيتون وبتعشيني بطاطا” .  ما ردك على الذين انتقدوا أغنيتك؟ - الأغنية لم تنتقد كثيراً، فقط هناك من قال انه فوجئ بغنائي إياها لكوني أستحق أفضل منها وهذا نقد أعتبره بناء .  لماذا أنت بعيدة عن التمثيل في مصر رغم أن العديد من المطربات اللبنانيات حققن نجاحات في هذا المجال؟ - العروض كي أمثل في مصر كثيرة وتنتظرني، لكن لابد أن أختار ما يناسبني منها لأنني لا أبحث عن المال أو الانتشار بقدر ما أحرص على تقديم فن يرضيني .  ما قصة خلافك مع الفنان مروان خوري رغم أنكما قدمتما أعمالاً ناجحة؟ - الخلاف بدأ مع أغنية “ماشي يا زمن” حين طلبت منه تصوير لقطة معه لتضمينها الكليب أسوة بما فعلت مع شعراء وملحنين آخرين، باعتبار أن الكليب يصورني وأنا أحضر للألبوم، حين اتصلت به فوجئت به يقول لي إن وضعه الفني لا يسمح له بذلك، وقد حزنت منه أيضاً لأنه أعطى أغنيات كانت مجهزة لي لمطربات أخريات .  تخلت شقيقتك “نينا” عن الفن من أجل حياتها الزوجية، ماذا عنك حال عرض عليك الزواج؟ - اختارت “نينا” ما يناسبها ولا أحد يعرف ما يخبئ له المستقبل، لكني أحب الفن وأتمنى لو أستطيع التوفيق بين حياتي الفنية والأسرية .  متى يمكن أن تقولي: “لا أريد أن أستمر في الفن”؟ - عندما أكون حزينة أو عندما يخونني الحظ في وقت معين، لكنني أعود عن تلك الفكرة سريعا لأني فتاة عنيدة في فنها وليس في حياتها الاجتماعية، ولا أستسلم أبدا والحياة مدرسة نتعلم منها يوميا أمرا جديدا، كما أن الغناء بالنسبة لي مسألة حياة أو موت .  ما هو أكثر ألبوم نال استحسانك في الفترة الأخيرة؟ - أنا من عشاق صوت الفنان المتميز حسين الجسمي فهو يتمتع بإحساس رائع وكان ألبومه الأخير جميلا لأبعد الحدود .