2012/07/04
أسامة عسل - البيان بعد طول انتظار يظهر أخيراً في نسخته الرابعة بدور السينما الأميركية والبريطانية والإماراتية غداً الخميس، بعد افتتاحه مساء اليوم مهرجان كان السينمائي الثالث والستين الذي تستمر فعالياته حتى الثالث والعشرين من الشهر الجاري، حيث يقدم خارج المنافسة الرسمية ويطرح في قاعات السينما الفرنسية في اليوم نفسه. فيلم المغامرات الجديد للمخرج ريدلي سكوت الذي اختار الممثل راسل كرو ليؤدي دور هذا البطل الذي مثله سابقاً إيرول فلين وشون كونري وكفين كوستنر، ويشارك في بطولته كيت بلانشت وماكس فون سيدو وليا سايدو ووليم هرت.بدأت فكرة الفيلم عام 2007 وكان مقررا أن يبدأ التصوير في العام نفسه، ولكن مخرج العمل والشريك في الإنتاج ريدلي سكوت اعترض على القصة والسيناريو، وأكد أنه يريد أن يأخذ هذا الفيلم رؤية أخرى، وبالفعل تم تأجيل العمل برمته وأعيدت كتابة السيناريو وفق رؤية المخرج عام 2008 وتحمس له النجم راسل كرو الذي أسند له دور »روبن هود«.وقرر المشاركة في الإنتاج بنسبة 20% يحصّلها من الإيرادات بالإضافة إلي حصوله على أجره البالغ 20 مليون دولار، وبهذا أصبح الفيلم من إنتاج ثلاثة؛ المنتج براين جولدير ومخرجه ريدلي سكوت وبطله راسل كرو، أما القصة فقد كتبها ثلاثة أيضا، هم: اثيان رويت وسايروس موريس وبريان هلغلاند، والأخير هو كاتب السيناريو. الفيلم بدأ تصويره في 30 مارس عام 2009، ووضع موسيقاه مارك سترنتد والتي استندت إلى الأغاني الفلكلورية، حيث سافر طاقم العمل إلى مدينة توتنهام بانجلترا - لجمع كل المعلومات - وهي موطن أسطورة »روبن هود« وله تمثال في وسطها، وجامعة توتنهام الشهيرة قدمت عنه العديد من الأبحاث باعتباره شخصية فلكلورية تسرد حوله الكثير من القصص والأغاني الشعبية التي تدور حول سيرته التي ظهرت في القرون الوسطي على انه شريف أخذت أرضه ظلماً فأصبح مع بعض النبلاء خارجين على القانون يسرقون الأغنياء ويعطون للفقراء.يؤكد المخرج ريدلي سكوت انه ظل يدرس هذه الشخصية ويبحث عنها لمدة 10 أشهر كاملة، ولهذا سوف يقدمها من منظور آخر يختلف عما سبق تقديمه، وقال انه عاد إلى مصادر البحث العلمية وتجول في الكهوف والمناطق الأثرية القديمة المحيطة بمدينة توتنهام في انجلترا والتي أكدت الأبحاث أن روبن هود ولد بها وكان يعيش فيها أيضا.بطل الفيلم راسل كرو ظل لمدة 4 أشهر يتدرب على رمي القوس والسهم، ولم يكتف بذلك، بل حاول التعرف إلى اللغة القديمة التي كان يتحدث بها الانجليز في هذه المنطقة، كما قام بتخفيض وزنه وبتحويل مزرعته في استراليا إلى موقع لإضفاء أجواء حياة القرون الوسطى وانتقل إليها للعيش مع عدد من ممثلي الفيلم للتعود على تلك الحياة والتدرب على المبارزة وأساليب القتال بمساعدة مجموعة من خبراء تلك الحقبة التاريخية. وراسل كرو ممثل استرالي نيوزلندي اشتهر بعدد من الأدوار، أشهرها دور البطولة في فيلم »المصارع« الذي فاز فيه بجائزة الأوسكار عام 2001، وكان هذا الفيلم أيضا فاتحة الخير علي مخرجه ريدلي سكوت، أي أن البطل والمخرج سبق لقاؤهما في فيلم حصد العديد من الجوائز. يعد فيلم »روبن هود« من الأفلام ذات الميزانية الضخمة حيث وصلت تكلفته 130 مليون دولار، وهو إنتاج انجليزي أميركي ومدته 148 دقيقة ويرشحه بعض النقاد للحصول على جوائز مختلفة في عام 2010. الفيلم الجديد من المعلومات الأولية يتناول قصة البطل الأسطورة روبن هود، ولكن هذه المرة يقدمه ليس كبطل اجتماعي يسرق الأغنياء لصالح الفقراء، بل كقاطع يسعى مأمور توتنهام لوقفه وعصابته المختبئة في غابة شيروود. يعود بنا الفيلم وأحداثه إلى القرن الثالث عشر الميلادي في انجلترا، حيث يقود روبن هود ومجموعته، فرقة من المقاتلين والتي تتحول في ما بعد إلى ثورة لمواجهة القوة المتمثلة بالعرش البريطاني، إنها قصة شاب نشأ على الرغبة في الثأر بعد أن تم اغتيال والده على يد جنود الملك. وسط ظروف في غاية القسوة، ولا تزال صورة إعدام والده تصدح في ذاكرته ووجدانه، لهذا ينشأ ورغبة الثأر تتأجج بداخله، في أعقاب رحيل الملك ريتشارد وتتويج الملك جون الذي جاء إلى العرش بدعم من البارونات بينما عامة الشعب يغرقون بالفقر والجوع والعبودية. فيلم يذهب بنا إلى خارج حدود الطرح الفلكلوري للحكاية والشخصية التي تحولت إلى أسطورة خالدة، معتمدا على نص تحليلي عميق، حيث المواجهة بين الرفض والسلطة، العامة والخاصة والعبيد والأسياد، كما يوضح العلاقة بين روبن هود وصديقته ماريان وأيضا السير جود فري وشريف توتنهام والملك ريتشارد والأمير جون، ويسعى مخرجه فيه إلى مزج المغامرة بالطرح السياسي والاجتماعي.