2013/05/29
فاتن دعبول – الثورة
المسرح عشقها الأول، والبوصلة التي وجهت خطواتها باتجاه المعهد العالي للفنون المسرحية، ليكون منبرها الذي تنطلق منه إلى عوالم ساحرة ، فكانت تجد فيه بوابة ثقافية وفنية للتواصل مع المتلقي بشكل ،
هذا بالطبع لم يكن ابن اللحظة، بل سبق ذلك مشاركات على المسرح المدرسي ومن ثم مسرح الشباب، وخصوصاً أنها تجيد الرقص والغناء إلى جانب موهبة التمثيل، واستطاعت بعد تخرجها في العام 2007 أن تحفر لها مكاناً في العديد من الأعمال الدرامية الهامة .. ولكن هل لبت هذه المشاركات طموح الفنانة رنا ريشة، أم أن الفرصة الذهبية لم تأت بعد، تقول:
جميع المشاركات على تنوعها لم تمنحني الفرصة الحقيقية للتعبير عن أدواتي وإمكاناتي، هي فقط أدوار، وجد المخرج أنني أصلح للقيام بها، دون النظر إلى موهبتي أو إمكاناتي كممثلة، ودون الإيمان بما أحمل من قدرات ربما لو اختبرت لكانت لفتت الأنظار إليها ، ربما السبب في ذلك أن المخرجين في الغالب لا يحضرون مشاريع تخرج الطلاب في المعهد للتعرف عليهم وميزات كل واحد منهم وهذا بدوره يفقد الخريج الكثير من فرص العمل في واحدة من الفنون سواء كان على صعيد التلفزيون أو الإذاعة والمسرح والسينما، والدليل على ذلك، أنه في العام الماضي، حظي جميع الخريجين بفرص للعمل لأن الأضواء سلطت على مشاريع تخرجهم من قبل الفنان عبد المنعم عمايري، الذي دعا الكثير من المخرجين والفنانين إلى المشاركة بحفل التخرج . وربما هذه الفرصة لم تتح دائماً لطلاب المعهد .
ـ هل المعايير التي تحكم اختيار الممثل لدور ما عادلة برأيك؟
بالطبع لا، فليست الموهبة والتميز الذي يتم على أساسها اختيارهم ، بل هناك معايير أخرى تدخل ضمن دائرة “العلاقات، الشكل، الشركة، الشللية..” وربما تحظى الموهبة بالمرتبة الأخيرة . وهناك خطأ شائع يسود الوسط الفني، وهو أن الخريج، مغرور، ومتطلب، ولا يقبل بأي أجر، والحقيقة بعيدة عن ذلك كل البعد، فهو يبحث عن الفرصة أينما وجدت، ومهما كانت عدد المشاهد قليلة، ولا يناقش في الأجر، لكن المشكلة أنه ليس له من سند له في هذا الوسط الفني الغريب العجيب . وكي لا نعمم، هناك بعض المخرجين ممن يسعون إلى تقديم الوجوه الجديدة في أعمالهم الدرامية .
ـ من المسؤول عن خلل المعايير؟
المشكلة قديمة، فالوسط الفني بات مكتظاً بالفنانين القدامى والخريجين وأصحاب الموهبة، والجميع يبحث عن فرصة للمشاركة، وأظن أن نظرية أن للخريج الأولوية في العمل فهذا فقط ينحصر ضمن الإطار النظري، أما على الصعيد العملي فالأمر مختلف تماماً، فالنقابة هي المسؤولة عن تلك المعايير، فلا دور فعال لها، بل شبكة العلاقات العنكبوتية هي التي تحكم .
ـ هل من أعمال قيد التصوير؟
شاركت أخيراً في بعض حلقات (زنود الست) ، وفي خماسية (ثلج ونار) وفيلم سينمائي قيد التحضير له، ولكن انتهيت أخيراً من تصوير فيلمين (توليب من بلدي) للمخرج حازم سحتوت، وفيلم (دوران) للمخرج وسيم السيد.. والعمل السينمائي رغم متعته وجماليته، فإنه عمل مرهق ويحتاج إلى الكثير من الجهد والمثابرة، للوصول إلى اللحظة التي يطلبها المخرج، وتجربتي مع المخرج سمير ذكرى كانت مميزة في الفيلم (حراس الصمت) .. رغم أن الدور لم يكن كبيراً، لكن لم أشعر أني قدمت إمكانات هامة فيه .
ـ وماذا عن المسرح؟
ثمة مشروع مع الفنان زيناتي قدسية لم ينجز بعد، أما في العام الماضي فقد شاركت في مسرحية«لالي» للمخرجة ميادة ابراهيم، «وبيت بلا شرفات» مع هشام كفارنة، المسرح هو عشقي الأول ومن أجله دخلت المعهد، فالصعود على الخشبة له شعور مختلف، وكأني أملك المسرح، وأشعر أني حقيقة في مكاني الصحيح، استخدم فيه جميع أدواتي “صوتي، حركاتي، التواصل مع الجمهور...” لأن ذاك التواصل مع الجمهور لايوجد في الدراما، فالمسرح هو تعايش مع الشخصية من ناحية ومع الجمهور من جهة أخرى، وهو المكان الذي أستطيع فيه أن استخدم أدواتي جميعها .
ـ يبدو أن الأطفال يشغلون حيزاً في أعمالك فهل من مشروع يعد لهم؟
أحب الأطفال والعمل معهم فعالمهم رائع، بما يتمتعون به من براءة، فالطفل ذكي ويجب أن نكون معهم صادقين وأسعى لإقامة تلك العلاقة معهم، وكان المقرر أن نقدم عرضاً لهم، لكن الظروف لم تسمح بذلك، لكن المشروع مازال قائماً .
ـ هل تقبلين دور الإغراء؟
ليس الإغراء بحد ذاته، بل هناك في السينما ما يسمى اصطناع اللحظات، فأنا لا أرفض هذا النوع من الأدوار، بل ربما أرفض بعض التفاصيل التي قد تسيء، فلست أملك الجرأة لذلك، وخصوصاً أننا في بيئات محافظة ترفض هذا النوع من الأدوار. بل يمكن الاعتماد على الإيحاء .
ـ أي الأدوار تجذبك؟
قال أحدهم :إن وجهي يحمل ملامح الطيبة والبساطة والشفافية، وأيضاً القسوة والخبث والشر،” فأنا أتقن الوجهين معاً، لكني أميل لتجسيد أدوار القوة، والشخصية التي تحمل في داخلها القسوة وربما الشر، أو دور المتسلطة، أي الشخصية التي لاتشبهني في الحياة أبداً... للغوص في تفاصيلها وكيف تفكر وكيف تتعامل مع محيطها .
وتمنت في ختام حديثها الأمن والسلام لتعود البسمة من جديد لأبناء هذا البلد العريق، وبتفاؤل تقول” الأيام القادمة ستحمل لنا فرصاً هامة للعمل، وستكون الحياة أكثر إشراقاً وروعة...