2013/05/29
مصطفى فتحي – السفير
طريقة غير مسبوقة للتعبير عن معارضة «الإخوان المسلمين»، ابتكرتها الفنانة المصرية سما المصري. خلال اليومين الماضيين، تحوّلت سما إلى حديث الشارع المصري، بفضل شريط غنائي قصير، تمّ رفعه على «يوتيوب». حمل الفيديو عنوان: «سما المصري (تبلطج) على الأخوان»، ونراها فيه ترقص بخفّة على موسيقى شعبيّة، ببذلة رقص حمراء، وعصا، ونظارة طبية.
تحمل الأغنية عنوان «تبلطج» ـ وهو لفظ مصري عامي يعني «أنك تمارس علينا البلطجة» ـ وتسخر من مشروع «النهضة»، وتصاريح الرئيس مرسي حول انخفاض أسعار المانغا في عهده. كما تطال بسهامها شخصيات قياديّة في «الإخوان»، منها المهندس خيرت الشاطر النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان المسلمين، والداعية الإسلامي صفوت حجازي، صاحب العبارة الشهيرة: «طزّ في مصر»، إضافةً إلى مسؤول المكتب السياسي في «الإخوان المسلمين» عصام العريان. وتظهر سما في أحد مشاهد الفيديو وهي تحمل فاكهة مانغا طوراً، وسواطير أحياناً أخرى، أو تقلب تعابير وجهها وعينيها، كأنّها تقلد مرسي.
وإلى جانب الكوميديا السياسية العالية النبرة في الشريط، تبدو الأغنية تحدياً واضحاً لسياسة الرقابة الدينية على الفنّ والفنانين، خصوصاً بعدما طالت سهام الإسلاميين فنانين كثرا في مقدّمتهم إلهام شاهين، وعادل إمام، والراقصة دينا. وتقول الأغنية: «بلطج بلطج إنت وهو، لا ح خاف أنا ولا ح ادخل جوّا». وهي إشارة صريحة، مباشرة، وواضحة، إلى أنّها، أي الراقصة، لا تخاف تهويل «الإخوان». وتقول الأغنية أيضاً: «حلق حلق حلق حوش.. مشروع هيء هيء طلع فنكوش.. وطلع شاطر وطلع ملهوش... غير في المانغا»، في إشارة إلى أنّ وعود مشروع «النهضة» كانت خاوية.
لم تمرساعات قليلة على رفع الفيديو على موقع «يوتيوب»، حتى انتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، وحقق نسبة مشاهدة عالية على موقع «يوتيوب»، تعدّت 200 ألف مشاهدة في ساعات قليلة. وكان اسم سما المصري وضع قيد التداول الإعلامي على نطاق واسع، عقب نشر وسائل إعلام عديدة أخبارا في آذار الماضي عن زواجها من نائب مجلس الشعب السلفي السابق أنور البلكيمي، الذي اشتهر حينها باسم نائب التجميل، بسبب إجرائه عملية تجميل في أنفه وادعائه انه تعرّض لاعتداء نجم عنه إصابات بالغة وسرقة ماله منه. ثم عاد واعترف بأن ذلك لم يكن حقيقياً وانه خاف من التيار السلفي الذي يحرِّم عمليات التجميل. لكنّ جرأة أغنية «بلطج» حوّلتها إلى حديث الإعلام الأوّل أمس. ووصل نجاح الكليب لدرجة أن محطات غنائية عديدة طلبت حق عرضه حصريا بسبب تحقيقه نسبة مشاهدة عالية على الانترنت.
وتقول سما المصري في حديث مع «السفير»: «لا أعدّ نفسي راقصة، أنا ممثلة استعراضية، ومعارضة سياسية للنظام الحالي». وتضيف: «كانت سعادتي لا توصف بحل مجلس الشعب السابق، حتّى انّي ذهبت إلى مقرّه وقمت بكسر «قلل» أمامه من شدّة الفرح». (القلة هي آنية فخاريّة لشرب الماء، وفي التقاليد المصرية القديمة يتم كسر «القلل» للتعبير عن السعادة بمغادرة جار لك بيته). وتأكيداً على موقفها في الأغنية تقول:
«لا أخاف من التيار الديني، إذ إنّهم فشلوا في توفير أبسط احتياجات المواطن المصري. إن كان نقدي لهم يضايقهم، فليغادروا السلطة. أي مسؤول عليه احترام النقد الموجّه إليه، وبأي طريقة أتى ذلك النقد».
وبحسب موقع «العربيّة. نت»، قامت سما بتصوير الفيديو في منزلها، خلال وقت فراغها. كما انّها استقت كلمات الأغنية من شعارات يردّدها الشباب في ميدان التحرير، وغنّتها بعدما استشارت محامٍ حول إمكانية أن يعرضها الفيديو إلى مساءلة قانونية، فأكد لها أن العمل لا يسب أي شخص بعينه، وبالتالي سيكون من الصعب مقاضاتها.
تبلغ مدّة الشريط ثلاث دقائق فقط، ولقي صدى كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي ما بين منتقد له ومرحّب به. ومن التعليقات المهمة على الفيديو ما كتبه أحد مستخدمي موقع «فايسبوك»: «استطاع الفيديو أن يضع التيار الديني في ورطة حقيقية، فلو هاجمه، سيقال إنّه يهمل المشاكل الاقتصادية والسياسية والأمنية العديدة في مصر ويركز على «فيديو لراقصة». ولو تجاهله، سيكون متهماً من قبل بعض أفراده، بعدم تحكيم «شرع الله»». وكتب أحد المعلّقين على «يوتيوب»: «أعجبتني جرأتها، وانها لم تخف من التعبير بطريقتها. بأي طريقة تريدون أن تعبّر الراقصة؟ هل تعقد ندوة في مجمع البحوث؟ فعلاً، مشروع النهضة طلع فنكوش، هي كذبت يعني؟» وقال آخر: «دي طلعت بتفهم اكتر من المحللين السياسين». كما وصفت معظم التعليقات سما المصري بـ«الجدعة».
رابط الأغنية والفيديو على موقع «يوتيوب»
http://www.youtube.com/watch?v=OuyLENUGMQM