2012/07/04
ماهر منصور - السفير
واظبت الفنانة أمل عرفة طوال مسيرتها المهنية على صناعة حضور مختلف. نوّعت في أدائها، لتصير من الوجوه المعروفة بقدرتها على الإقناع، في الكوميديا والتراجيديا في آن. تركت الممثلة السورية بصمتها أيضاً في الكتابة، من خلال نصوص ساخرة كتبتها لعملين أدّت بطولتهما المطلقة، هما: «دنيا» (إخراج عبد الغني بلاط ـ 1999)، و«عشتار» (إخراج ناجي طعمة ـ 2004). وفي دور دنيا أسعد سعيد، رسّخت عرفة قدرتها على بناء الشخصية، ما برهنته أيضاً في أدوارٍ لا تزال حاضرة في ذاكرة الجمهور، مثل الراقصة الغجريّة في «خان الحرير» للمخرج هيثم حقّي، والعنقاء في «الجوارح» للمخرج نجدت أنزور.
واليوم، في مسلسل «رفّة عين»، تخوض عرفة مغامرة كوميدية مختلفة، مغلّفة بالهم الاجتماعي. وقد أخرج المسلسل الذي كتبته عرفة مع السيناريست بلال شحادات، المخرج المثنى صبح، وأنتجته «سورية الدولية»، وسيعرض خلال الموسم الرمضاني المقبل، وتشارك عرفة في بطولته مجموعة من نجوم الدراما السوريّة، مثل: سلوم حداد، وعبد المنعم عمايري، وجهاد سعد، وسلمى المصري، وضحى الدبس، وجلال شموط، وميسون أبو أسعد.
طوال ثلاثين حلقة، سيدخلنا فريق المسلسل إلى حارة عشوائيّة، ليرصد فيها حكايات المهمّشين والمسحوقين، الذين يمكن أقدراهم أن تتغيّر برفّة عين واحدة. وهو يصنّف في إطار الكوميديا الاجتماعيّة، التي تؤدّي فيها أمل عرفة دور هديّة، الفتاة التي ولدت في السجن، لأبٍ سكير وأمٍ مقهورة ومغلوب على أمرها. وستحاول «هديّة» مغالبة ظروفها الحياتية القاسية، جنباً إلى جنب مع شقيقها مهدي، الذي يؤدّي دوره رفيق درب عرفة، الممثل عبد المنعم عمايري.
تتنوّع تجارب أمل مع هدية بشكل متسارع، على مر الحلقات. فمن سجينة، إلى سارقة، فراقصة بالمصادفة، ثمّ سمسارة لطبيب أسنان فاشل... كما ستعمل في صنع القهوة والشاي داخل أحد صالونات التجميل الشهيرة، لتصير لاحقاً عاملة فيه وظيفتها طلاء الأظافر، قبل أن تسوقها الأقدار إلى أبي نورس، الرجل الثري والكريم. ثمة حكاية أخرى تمضي بشكل متواز مع حكاية هدية، وهي حكاية أخيها مهدي الذي يقضي وقته في لعب القمار، ويعمل ميكانيكياً في إحدى الورش، قبل أن يتورّط بالزواج من امرأتين، إحداهما هي حبّ حياته، بينما فرضت الأخرى عليه فرضاً. هي منظومة علاقات متشعبة تحاك حول هديّة ومهدي، بأسلوب معالجة يمزج ما بين الألم والسخرية. وفيه، يخوض المثنى صبح تجربة مختلفة عمّا قدّمه في رمضان الماضي، مع مسلسل «جلسات نسائيّة» الذي حصد نسب متابعة واسعة. فعمله الجديد اجتماعي وواقعي وساخر في آن، يتناول أشخاصاً يقبعون عادة على الهامش.
هي ليست المرة الأولى التي تخوض فيها عرفة مضمار التأليف الدراميّ، لكنّها ستواجه تحدّي تقديم مقاربة مختلفة، قياساً بتجاربها السابقة. فعلى الرغم من أنّ القصّة في «رفّة عين» مختلفة تماماً عن قصّة «دنيا»، إلاّ أنّ عرفة تعتمد في المسلسل الجديد التيمة ذاتها التي كانت معتمدة في «دنيا»، وهي التنقّل ما بين عدّة عوالم، والتنويع في القصص المحاكة حول حبكة واحدة. الفرق أنّ الشخصية الرئيسية في «دنيا» تحافظ على مهنتها كخادمة، لتطالعنا في كل مرة بخفايا حياة من تعمل في منازلهم.
هذه المرة، أمل عرفة مطالبة بتقديم مختلف ككاتبة، لا كممثلة. فالأداء المختلف يحتاج إلى حوامل خاصة مخبأة في النص... نصّ نأمل ألا يعيش في عباءة مسلسل «دنيا» أو «عشتار».