2013/05/29
سجيع قرقماز – الثورة
عرفته ولداً مشاغباً في الثانوية الصناعية في اللاذقية – وكم كان فيها من المشاغبين- لكنه كان اجملهم, كانت مشاغباته من النوع المهضوم
مع ان بعض المدرسين كانوا يتضايقون حفاظاً على –رسمياتهم- لكنني رغم حساسية وضعي في الثانوية(مدرب تربية عسكرية) فقد كنت اضحك لتصرفاته, واخفي هذه الضحكة احيانا – كي لايفعل غيره ذلك- وكان الطلاب يحسبون حسابا لن يقدره في وضعي الا نضال .
كان يستولي على ثيابي البديلة, ويرتديها , ويقول للأخرين:
أنا استاذ سجيع.. وألحق به لأعاقبه, يهرب,لكنه بعد قليل يعود.
نضال مكانك ليس هنا.
لكن وين استاذ؟ يجيب ببراءة مخفياً ضحكة..
ليكن المسرح هدفك
اعجبته الفكرة؟لم أدر وقتها, رأيته بضع مرات بعدها, وفوجئت بعد سنوات بلقاء مع الفنان نضال سيجري اجرته مجلة (هنا دمشق)على مااذكر, ومن ضمن ماقاله:
-تحية لاستاذي سجيع الذي كان له الفضل في توجهي للمسرح.
لااعتقد ان لي فضل على نضال , ولم اساهم في شيء له علاقة في رحلة نضال في المعهد, ومن ثم بداية المشوار الفني, لكني شعرت بالاطراء الشديد لمجرد ان نضال تذكر تلك الايام, والمهم انه شق طريقه بزنده واصراره, بعرقه وتعبه حتى صار نجما حقيقيا في عالم الفن.
في لقاء أجريته مع الفنانة نضال الأشقرمنذ عشرين عاماً سألتها :
ماذا يعني لك اسم نضال ؟
- هو عبء حملني إياه اسمه أسد الأشقر ألزمني أن أكون مناضلة في الفن كما في الحياة ، وأنا فخورة به .
ولمن لا يعرف أسداً أقول ، هو من أهم المؤرخين العرب ، وهو سوري قومي يحترم نفسه شخصياً وأخلاقياً ، وله أراؤه القيمة في التاريخ ، وخاصة في كتابه : الخطوط الكبرى في تاريخ سورية ونشوء العالم العربي 1981
منذ أيام استمعت إلى البرنامج الجميل واللطيف الذي عودنا عليه فنان الشعب رفيق السبيعي (حكواتي الفن ) من خلال أثير إذاعة دمشق وكانت حلقة خاصة عن الفنان نضال سيجري الذي قدمه أبو صياح كما يلي:
- لفت انتباهي إليه إيمانه بفنه ، وتفرده في الصعود ليصبح نجماً، والمهم في نضال أنه لم يستقتل للوصول إلى التلفزيون ، بل عمل جاداً في المسرح ، وجاء التلفزيون إليه .
ويتابع أبو صياح :
لقد أثبت نضال في آخر أعماله في رمضان الماضي (الأميمي ) ورغم العائق الصحي الذي أفقده أهم وسيلة اتصال مع الجمهور ، وهو الصوت، لم يؤثر ذلك عليه ، وكان شامخاً واثقاً لايزال يقاتل كتلك الأيام الأولى التي حل فيها ضيفاً من اللاذقية ففي دمشق ..
نضال وفي فترة قاسية من مسيرته الفنية - لم يتخل عن النضال بل ازداد إصراراًعلى متابعة العمل الفني (المقدس ) بالنسبة إليه أثبت ويثبت دوماً أنه مواطن جميل من الأم سورية التي تنجب وما زالت أناساً أحبوها ويضحون في سبيلها ، مهما كان الثمن .