2012/07/04
ماهر منصور - السفير
أمل الفنان رشيد عساف أن ينتقل مسلسل «الخربة» الذي عرض رمضان الفائت، وأدى دور البطولة فيه عبر شخصية «أبو نايف» إلى مرحلة «عرض بطريقة مستمرة»، مشيراً في حواره مع «السفير» الى أن «أحداث المسلسل متلاحقة وحارة، وكل حلقة منه كانت تشكل لوحة مستقلة، الأمر الذي يؤهله لأن يتجاوز عدد حلقاته المسلسلات الكلاسيكية».
ورأى عساف في «الخربة» عملاً إنسانياً اجتماعياً متميزاً، قدم بوصفه كوميديا إنسانية، كما يمكن أن يصب في خانة الكوميديا السياسية الساخرة تبعا لمقولة «شر البلية ما يضحك».
في سنوات مبكرة من تجربته، أدى الفنان رشيد عساف شخصية كوميدية وهي شخصية «اجير حلاق» في مسلسل «حارة الملح» مع المخرج علاء الدين كوكش، إلا أنه سرعان ما غادر الكوميديا، ذلك لأن «النصوص الجيدة قليلة، يقول، وقد درجت في فترة ما كوميديا تشبه «التهريج» فخشيت أن أخوض فيها وأنا الذي عرفت بالأعمال التاريخية».
وعن «الخربة» يقول: «وجدت فيه كوميديا موقف هائلة جداً. وهذا ما شدني إليه وقد كان مطلوباً منا أن نجعل العمل يبدو حقيقياً، ووضعت بصمتي على الشخصية حتى تبرز كشخصية صالحة للأداء في أي عمل، وليس فقط في الإطار الكوميدي، أي أن الشخصية جادة وحقيقية. وبذلك قدمت رؤيتي الخاصة للجمهور حول الكوميديا وأثبتت نفسي فيها من هذا الجانب بعيدا عن أي تهريج أو ألعاب حركية، بل عن طريق استخدام المونولوج الداخلي».
منذ بدايات إنتاج ما عرف باسم مسلسلات البيئة الشامية، والفنان رشيد عساف مرشح قوي لتأدية أدوار البطولة فيها. إلا أنه تأخر في المشاركة في دور البطولة في مسلسل «رجال العز»، في رمضان الفائت. ويقول: «قمت بهذا الدور من باب التجريب لا أكثر، لأنه أشيع في الوسط الفني أن الفنان الشامي فقط هو الأقدر على تأدية أدوار البيئة الشامية، بخلاف ابن جبل العرب مثلاً أو اللاذقية. لذلك قمت بتأدية هذا الدور بالإضافة الى إعجابي بالعمل من الناحية الإنسانية، وحضور الجانب الوطني فيه».
وعن ظاهرة تلك الأعمال التي بدت صاحبة النصيب الأكبر من إنتاج الدراما السورية على مدار الأعوام الخمسة الأخيرة، يقول عساف: «الأعمال الشامية لم نطلبها نحن، بل هناك بعض المحطات هي من قامت بطلبها، وكان المقصود منها بيان التاريخ الناصع لفئة من الفئات دون غيرها..».
ويرى أن «الأعمـال الشامــية التي تقدم الآن هي «فانتازيا البيئة الشـامية» لأنها تقــدم واقعا افتراضيا وليس تاريخا موجودا»، مشيراً إلى تجربة سابقة للدراما السورية في التسعينيات، حين «قدم الكاتب هاني السعدي (الفانتازيا التاريخية) التي مثلت خيالا افتراضيا جميلاً، أوجد معادلاً آخر لتفسير ما لا نستطيع قوله».
يبدو الفنان رشيد عساف راضيا عن وضع الدراما السورية، فهي «دراما متميزة وقد قامت على أكتاف كل من الجيلين القديم والحالي من الشباب الموهوبين»، متمنياً أن «يكون لهذا المنتج الإنساني والوطني، رأسماله الوطني بامتياز، من خلال الضغط لإنشاء محطات جديدة».