2012/07/04
باسم الحكيم – الأخبار
لن تعرف رشا شربتجي الهدوء والراحة في الفترة المقبلة. أنهت رحلة «بنات العيلة» الذي يجمع الدمعة والابتسامة مع مشاهد شهر العسل في بيروت. وستدخل أشهراً عصيبة، مع أجواء التوتر والسوداويّة في دمشق مع «ساعات الجمر» (الجزء الثاني من «ولادة من الخاصرة»). تعيش صاحبة «تخت شرقي» صراعاً مع الوقت، بعدما بدأت نهاية الأسبوع الماضي تنفيذ المشاهد الأولى من الجزء الثاني من «الولادة من الخاصرة» للكاتب سامر رضوان. وقد انضم إلى طاقم التمثيل باسم ياخور، وعبد المنعم عمايري، والقدير خالد تاجا.
كذلك تطلّ الجزائريّة أمل بوشوشة ضيفة عليه، قبل أن تؤدي دور البطولة في الجزء الثالث من المسلسل. منذ أيام، حطّت رشا شربتجي رحالها في بيروت للمشاركة في برنامج حواري على mbc، واستغلت فرصة وجودها لاستكمال تصوير «بنات العيلة» للكاتبة رانيا بيطار في التعاون الثاني معها بعد «أشواك ناعمة». هنا، تصور مشاهد العروسين علي سكر ومرام علي في الفندق الذي يمضيان فيه شهر عسلهما في العاصمة اللبنانيّة. هكذا، لن توقّع رشا شربتجي اسمها على أي عمل مصري هذا الموسم، خصوصاً أنها ملتزمة بأكثر من مشروع في دمشق. توضح لـ«الأخبار» أنّ «الظروف التي يمر بها الوطن العربي تجعلنا في أمسّ الحاجة إلى عمل يدعو إلى الحب، لأن فكرتنا تخلص إلى أن الحياة بلا حب هي غابة». غير أنّ «بنات العيلة» ليس من الأعمال التي يمكن وصفها بالكوميديّة الهادفة. هو دراما اجتماعيّة، يحمل نفحة أمل وكوميديا، يجمع بين المواقف الدرامية والأجواء الكوميديّة، عبر طرحه قضايا ومشاكل واقعيّة، ويرصد المعاناة مع مرض السرطان وعلاقة المرأة الرومانسيّة بزوج تفتقد حنانه واهتمامه، فضلاً عن الزواج المختلط وانعكاساته على الأطفال.
تشدد شربتجي على أنّ «العمل يدعو إلى التفاؤل»، لكن أين هو التفاؤل في المعاناة مع السرطان؟ تعلّق بأنّ «ما من حياة سعيدة بكاملها، بل هي خليط من الألم والأمل، ومريض السرطان نعطيه الأمل بالشفاء». وفي خضم الصراع الذي تعانيه رانيا (صفاء سلطان) مع مرضها، تلفت شربتجي إلى الأجواء الطريفة التي يضفيها حضور «الطفلة ليلى أحمد زاهر، وهي من أميز بطلات العمل». وهي تطلّ مع والدها الممثل المصري أحمد زاهر. وتكشف شربتجي عن تفاصيل بعض الخطوط الدراميّة للعمل من خلال شخصيّة سارة (نسرين طافش)، وهي مذيعة برامج جميلة هدفها الزواج من شاب ثري، ثم شهد (كندة حنا) طبيبة درست الطب إرضاءً لأهلها، ولديها هوس بالأبراج وتعشق التمثيل، ثم هبة (ديما الجندي) التي تتزوج بطريقة تقليديّة وتعاني من مشاكل مع زوجها الذي يرى علاقته بها من خلال المسائل المادية، وهناك أيضاً شخصيّة ريتا (ديما قندلفت) وهي فتاة مسيحيّة تتزوج بشاب مسلم، كذلك يشارك في المسلسل كندة علوش، وقمر خلف، وجيني إسبر، ونظلي الرواس، بمشاركة ثناء دبسي ومها المصري، إضافة إلى باسم ياخور، وقيس الشيخ نجيب، وسليم صبري نضال سيجري.
أما «ساعات الجمر»، فتتكتم شربتجي على مسار أحداث شخصياته، مكتفية بالقول إنّ «الجزء الأول حمل الأمل من داخل الألم، أو الصراع من أجل أمل يبشر بولادة طبيعيّة، وليست من الخاصرة»، معتبرة «أننا هنا نقدم دراما أقل سوداوية». وتشير إلى التوأمة التي تجمعها بالكاتب سامر رضوان، ومتعتها في تنفيذ نصوصه الدراميّة، «ما دفعني إلى القول ممازحة إنني أريد احتكاره، لكن ليتنا نستطيع احتكار كاتب يقدم هذه الواقعيّة والعمق في نصوصه».
وإذا كان العمل يحتفظ بمعظم أبطاله، فإن غياب سلاف فواخرجي عن الجزء الثاني وُضع في خانة الاختلاف في المواقف السياسيّة بين النجمة الموالية للنظام السوري والمخرجة. وقد تكهّن بعضهم بأنّ الثانية استبعدت الأولى عن المسلسل، فيما رأى تحليل آخر أنّ فواخرجي هي من اعتذر عن أداء الدور للأسباب نفسها. غير أن شربتجي تؤكد أنها لا تسمح لنفسها بأن تستبعد شخصيّة مؤثرة وضرورية في الدراما لأسباب شخصيّة أو سياسيّة، مؤكدة أنّ «علاقتي بسلاف جيّدة ونحن صديقتان، غير أن العمل يلاحق شخصيّة رؤوف (عابد فهد). وعند خروج سماهر من حياته، انتهى دورها». تحرص شربتجي على التأكيد «أنّه مهما اختلفنا في مسائل فنية وشخصيّة وسياسيّة، فنحن أبناء هذا البلد الذي نريد أن يكون في الصدارة، وأن تظل سوريا قلب المنطقة العربيّة». وتنضم إلى «ساعات الجمر» شخصيّات جديدة، إلى جانب مكسيم خليل وقصي خولي ووفاء موصللي... غير أنها تضع الكشف عن خطوطها في عهدة الكاتب. وإذا كانت المخرجة لفتت إلى أنّ «ولادة من الخاصرة» هو الذي أبقاها في سوريا ومنعها من تقديم عمل في مصر في الموسم الماضي، يبدو أنها لن تطلّ في رمضان 2013، لأنّ ما يحول دون عودتها إلى مصر لن يكون «الظروف الدقيقة التي تمرّ بها أم الدنيا»، بل المشاريع الدراميّة التي تنتظرها في الموسم المقبل.
بين القاهرة ودمشق
تغيب رشا شربتجي للعام الثاني عن القاهرة. المخرجة السوريّة التي ولدت في مصر وأخرجت مسلسلين ليحيى الفخراني وثالثاً لجمال سليمان، لن تتمكن من العودة إليها قريباً. لقد قررت تنفيذ مشاريعها في دمشق. هنا ينتظرها نص «حياة مالحة» لفؤاد حميرة الذي أُجّل تنفيذه من الموسم الماضي وسيؤجّل إلى الموسم المقبل على الأقل. وكشفت عن نصّين مع سامر رضوان هما «الولادة من الخاصرة 3» و«وصايا كانون»، ونص «ثنائيات الكرز» لمحمد ماشطة، و«مسلسل تركي طويل» ليم مشهدي. وما ينتظرها في مصر ليس أقل شأناً، إذ سيتاح لها هناك وضع اسمها على مشروعين للراحل أسامة أنور عكاشة.