2012/07/04
تعبنا كثيراً بتصوير "ولادة من الخاصرة" وأتمنى أن يلقى النجاح.
كل ما يبنى على باطل هو باطل، وكل شيء غير شرعي يؤدي إلى انهيار.
وأعتبر رمضان بمثابة امتحان لي نتيجته آراء الناس بأعمالي.
والدراما السورية منذ بدايتها تعتمد على الإنتاج والتسويق الخليجي، وعدم وجود محطات تتحمل إنتاج الدراما السورية يخلق مشكلة.
توقف "حياة مالحة" بسبب الوضع، ولوجود الممثلين خارج البلاد، ولعدم استطاعتنا إكماله قبل بدء رمضان.
فأنا أعطي الشبان فرصهم أثناء التوزيع بحيث لا أعطيهم عبئاً كبيراً ولا أضر بالعمل، وحتى الآن لم تخب نظرتي بشخص.
أول عمل لي "قانون ولكن"، أما العمل الذي شكل قفزة نوعية في حياتي فكان "غزلان في غابة الذئاب".
خاص بوسطة – ديانا الهزيم
ربما هي الجينات المبدعة، تلك التي جعلت من رشا شربتجي تنتقل من العمل في علم النفس للطفل ما قبل المدرسة، إلى مهنة الإخراج، كونها ابنة للمخرج الكبير هشام شربتجي..
أثبتت جدارتها أمام الكاميرا، وكتبت لنفسها اسماً في مطلع قائمة المخرجين الشباب الذين يغنون الدراما السورية في هذه الأيام بأعمال من نمط آخر، حاملين لواء التجديد في هذه الدراما، ونقلها إلى مكان أفضل مما وضعها فيه الدراميون القدامى..
رشا شربتجي.. المخرجة والإنسانة.. حاورناها عن مسلسلها الجديد "ولادة من الخاصرة"، وعن عملها القادم "حياة مالحة"، وعن حياتها الشخصية بين سورية ومصر.. وكان هذا اللقاء..
بداية، حدثينا عن الوضع أثناء تصوير ولادة من الخاصرة.. وإلى أي درجة شعرت بتأييد الناس لك لأنك تنقلين واقع العشوائيات واقعهم الذي يريدون إيصاله للفئات الأعلى من المجتمع؟ كيف وجدت تعاملهم مع وجود الكاميرا؟
كتب المسلسل سامر رضوان صاحب الخيال الخصب، ولكن كتبه بواقعية عالية واهتم بتفاصيل واقع الفقر والطبقة الموجودة على هامش المجتمع، فكان أكثر من 50% من مواقع التصوير في مناطق من هذا النوع، وهي أماكن من الصعب التصوير فيها، والمسلسل بشكل عام صعب التصوير لأنه عبارة عن ثلاث قصص والكثير من الممثلين. تعبنا كثيراً بتصويره وأتمنى أن يلقى النجاح.
لقينا تأييداً جيداً من قبل الناس في الشارع، واليوم أصبح مشهد الكاميرا في الشارع مألوفاً لدى الشعب ولا يوجد تجمعات حول الكاميرا كما في السنين السابقة، لكن الناس يتجمعون حول موقع التصوير ليتكلموا مع الفنانين ويتأسفون عندما يفسدون لقطة دون قصد، كما أنهم يساعدون المجموعة عندما يريدون رفع بعض الأشياء الثقيلة، ونحن عندما نذهب لأي مكان نحاول خلق حالة من الود بيننا وبين الناس الموجودين لأنهم إذا أحبونا سيساعدوننا.
"ولادة من الخاصرة".. لماذا أسميت المسلسل بهذا الاسم؟
لأن جميع محاور العمل تبدأ من عيادة طبيب يقوم بعمليات الإجهاض، وهي عمليات غير شرعية، وكل ما يبنى على باطل هو باطل، وكل شيء غير شرعي يؤدي إلى انهيار.
كلنا نعرف أن أعمال رشا شربتجي متميزة، وأنت شاهدت هذا العمل وهو جاهز للعرض، ألا تشعرين براحة أنك أنجزت هذا العمل؟ و أنه سيكون أفضل من غيره؟
لا أشعر براحة نفسية أبداً، وأظل خائفة، وأعتبر رمضان بمثابة امتحان لي نتيجته آراء الناس بأعمالي، وهناك الكثير من الكتّاب المهمين والمخرجين المهمين، ولا نستطيع المراهنة على شيء، لأن مزاج المشاهدين يتحكم بالموضوع بشكل كبير، كذلك القنوات التي تعرضه وساعات العرض وساعات الإعادة.. إلخ.. دائما لدي إحساس أنه كان بإمكانه أن يكون أفضل، وأتمنى لو كان بالإمكان أن أعيد أحد المشاهد، ولكن الوقت يمر بسرعة وهو أهم عدو للمخرج.. هناك العديد من الممثلين المهمين جاؤوا لتمثيل مشاهد بسيطة أوجه لهم تحية ولهم جزيل الشكر على دعمهم المسلسل.
أجد أن العمل هذا له طابع خاص، وكامل الواقعية، والشخصيات الموجودة فيه لا تجدين منها الكثير، فهي لها مشاكلها الخاصة والنفسية.. في هذه الأيام نبتعد كثيراً بالخيال لكن الواقع يصدمنا دائماً.
أين يُعرض العمل؟
أبو ظبي، ميلودي دراما المصرية، ART، LBC الأرضية، وسورية الفضائية.
هل تعتقدين الدراما السورية في خطر، لأن هناك العديد من المنافسين يتآمرون على إضعافها.
من الممكن أن تواجه مشاكل، لأن رأس المال عبارة عن 80% ليس 100%، لأن كل شركة تنتج لوحدها والدراما السورية منذ بدايتها تعتمد على الإنتاج الخليجي (رأس المال الخليجي) وعلى تسويق المحطات الخليجية، ونحن ليس لدينا محطات تسويق كالخليج، لدنيا سورية الفضائية والدنيا، وهاتان المحطتان لا تكفيان، وعندما لا يكون لدينا قمر صناعي فيه ست أو سبع محطات لتحمل نتاج الدراما السورية فعندها سنواجه مشكلة، ولكنني لا أتوقع أن نحصل على هذا الشيء لوجود المعلن الخليجي الذي يطلب المسلسل السوري.
لماذا توقف مسلسل "حياة مالحة"؟
توقف بسبب الوضع، ولأننا لا نستطيع التصوير في كافة الأماكن، ولوجود الممثلين خارج البلاد، ولعدم استطاعتنا إكماله قبل بدء رمضان، وسنستأنف نشاطنا بتصوير بعد فترة قصيرة.
وهل شعرت من خلال قراءتك للنص أنه سيكون أقوى من "غزلان في غابة الذئاب"؟ وهل سيكون معك الممثلون ذاتهم بما أنكم لم تصوروا إلا جزءاً بسيطاً؟
لا نستطيع أن نقارن، ولكن المسلسل يدور حول تفاصيل حياة مسؤول في الدولة مصاب بالإيدز وينقل العدوى إلى زوجتَيه، زوجته الشرعية وزوجته الصغيرة الثانية، وسنستمر بتصويره بعد رمضان وبناءً على تسويق الأعمال سنرى إذا كان بالإمكان إكماله أم لا.
أما بالنسبة إلى الممثلين فهم قصي خولي وقمر خلف وجمال سليمان إذا استطاع القدوم ولم يكن لديه تصوير في مصر، ومن الممكن أن يشارك تيم حسن إذا سمح له وقته بذلك.
أنت تعطين الفرص لشباب جدد، فهل تعتقدين أنه من الجيد أن تجازفي بأعمالك لتعطي هؤلاء الشباب فرصاً؟
لا أعتقد أنه خطأ، فأنا أعطي الشبان فرصهم أثناء التوزيع بحيث لا أعطيهم عبئاً كبيراً ولا أضر بالعمل، وحتى الآن لم تخب نظرتي بشخص اعتقدت أنه يستطيع حمل عبء الدور أو لا، وأنا أحب أن آخذ اللقطة عدة مرات وأثناء المونتاج إن لم تكن ردة فعل الممثل صحيحة أخفي الخطأ بطريقة أو بأخرى، وهذا يخفف حدة المجازفة. أحب إعطائهم فرصاً وهم أيضا يعطونني ويعطون العمل طاقة إيجابية وحماساً أكبر، وهناك العديد من الشباب المتميزين في الدفعة الجديدة منهم ديما مارديني وإيهاب شعبان وغيرهم، وهم كلهم أقوياء وفقهم الله، هم رائعون ومن الجميل أن يأخذوا فرصهم، فهي مهنة يلعب الحظ فيها دوراً كبيراً، والممثل الصاعد يحتاج لدور متميز ومخرج ليهتم به مسلسل ناجح، وهناك الكثير من المخرجين والفنانين ظُلموا في مهنتنا. إصرار الشخص ذاته يلعب دوراً أيضاً، وبالتالي فإن من يذكرني باسمه دائماً ينال اهتماماً مني أكبر من غيره، وعليهم أن لا يخجلوا، فمن الممكن أن أكون مشغولة لا أنتبه لهم أؤجلهم أو أي شيء، فلا يعودوا مرّة ثانية وأنا من أرى فيه لمعة قوية أو موهبة بارزة لا أتركه و أحاول الاستفادة منه، ورغم ذلك لا شك أن العديد منهم يظلمون.
هل تعتقدين أنه من السلبي أن يتعامل مخرج معين مع مجموعة معينة من الفنانين؟ أم أنه بهذه الطريقة يضمن أنه يستطيع التعامل مع هذا الممثل ويصور الدور كما يجب أن يكون؟
لا شك أن حياتنا الشخصية كممثلين أو كمخرجين تتعلق بهذا الموضوع، فنحن أحياناً نبقى لمدة تزيد عن 12 ساعة في موقع التصوير، ومن الطبيعي أن أحبذ وجود أصدقائي من الفنانين مثل قصي خولي وسلافة معمار ومكسيم خليل، وهؤلاء من الناس الذين يفاجئونني دوماً، ويقدمون ما هو فوق توقعاتي.. إضافة إلى أنهم يخلقون جواً من التناغم و الحب و الإخلاص بالتعامل في موقع التصوير، وأنا أحاول دائماً أن يكون هناك أشخاص لم أتعامل معهم كي أستفيد منهم ويستفيدوا مني، ولكن أثناء التوزيع أحاول دوماً أن يكون 20% على الأقل من أصدقائي وأشخاص لهم شعبية عالية، وهناك مخرجون أنانيون يعتبرون مصلحة العمل هي مصلحتهم، خصوصاً وأن نجاح العمل يشارك به الجميع أما فشل العمل فلا يتحمل مسؤوليته سوى المخرج.
نعلم أنك لم تدرسي الإخراج أكاديمياً.. حدثينا عن مراحل حياتك، وكيف بدأت في مهنة الإخراج؟
ولدت هنا في دمشق، وعشت لأربع سنوات، ثم سافرت إلى مصر واستقريت هناك، حيث درست علم النفس التربوي للطفل ما قبل المدرسة، وحصلت على شهادة ماجستير لذوي الاحتياجات الخاصة، وبرأيي أن هؤلاء ليسوا بالضرورة ممن لديهم إعاقة، بل من الممكن أن يكون الشخص عبقرياً، ولكنه من ذوي الاحتياجات الخاصة.
بعد ذلك سافرت إلى دبي، وعملت لمدة ثلاث سنوات في مجال دراستي، إلى أن انتقلت إلى سوية حيث عملت مع والدي كمخرج مساعد في أحد الأعمال التي كان يقوم بإخراجها، ولم أكن أحب الإخراج أبداً، ففي أول عمل كنا نصور في أحد جبال بانياس في ريف طرطوس، وكنت مقطوعة عن العالم الخارجي لمدة اثنتي عشرة ساعة في اليوم، مما جعلني أكره المهنة بشكل أكبر، فهي متعبة ومرهقة، ولكن بعد تجربتين أو ثلاث بدأت أحب العمل والمهنة، إلى أن وصلنا إلى اليوم.. اليوم أصبحت أعتبر أن الإخراج هو حياتي، لكن يبقى الفضل في دخولي هذه المهنة هو لوالدي هشام شربتجي..
بالمناسبة، ما هو أول عمل قمت بإخراجه؟
أول عمل كان "قانون ولكن"، أما العمل الذي شكل قفزة نوعية في حياتي فكان "غزلان في غابة الذئاب".
لنعد إلى حياتك الشخصية.. لديك شقيق من والدتك يعيش في مصر..
نعم، وأحبه كثيراً، وأعتبر أولاده كأولاد لي تماماً..
قلت في إحدى المرات أنك تكونين في سورية فتشتاقين لمصر وعندما تكونين في مصر تشتاقين لسورية فكم من الصعب أن يكون الشخص متعلقاً ببلدين؟
من الصعب كثيراً أن يتعلق الشخص ببلدين ومجتمعين عزيزين على قلبه، وأنا عندما أذهب لمصر أشتاق لأصدقائي ولعملي، لأنني أحب العمل في سورية أكثر، وأشعر بمتعة أكبر وأعود إلى سورية فأشتاق لأهلي ولزوجي إذا لم يعد معي، وهي ميزة في نفس الوقت، أن يكون لدى الشخص مجتمعان مختلفان.
هل لديك أصدقاء في الوسط الفني؟
لدي أصدقاء كثر، وبيننا زيارات عائلية متبادلة، منهم إياد أبو الشامات وزوجته، ويارا صبري وماهر صليبي، ومكسيم خليل وسوسن أرشيد، وكندة علوش وفارس الذهبي، وغزوانا لصفدي وزوجته، وآخرون كثر..
أنت و زوجك تعملون في نفس المجال، فهل تشعرين أن هذا شيء سبي أم ايجابي؟
من الضروري أن يكون مدير الإضاءة جيد في أي عمل، فهذا يلعب دوراً كبيراً في إنجاح المسلسل، ومن الضروري أيضا أن تكون هناك علاقة وفاق بين المخرج ومدير الإضاءة، أي أن يفهما بعضهما، وبالتالي مَن ممكن أن يخاف على عملي أكثر من ناصر؟! فلا يكون همه الوحيد الإضاءة والتصوير واللون وغيره، بل يكون مهتماً بي وبالمساعدين وبالكادر بشكل عام، ويهتم بسرعة عملي أيضاً، بالطبع هذا الرأي أقوله مع احترامي لجميع مديري الإضاءة في العالم العربي.. إضافة إلى كل شيء يكون لدينا الوقت لنرى بعضنا، وناصر هو الشخص الوحيد الذي يفهم طبيعة عملي، فلو تزوجت من طبيب مثلاً أو مهندس أو الخ... ستحكم حياتنا بالفشل. ومن السلبيات أن نفقد للحظة علاقة المخرج مع مهندس التصوير ونصبح كزوج وزوجة ولكننا نعود فوراً إلى الحالة الصحيحة. نحن نتعامل مع بعضنا كأصدقاء في العمل.
منذ متى أنت متزوجة بناصر؟ وما أكثر شيء تحبينه فيه؟ وماذا تكرهين به؟ وما هي الرسالة التي تحبين أن توجهيها له عن طريقنا؟
نحن متزوجان منذ خمس سنوات. أحب طيبة قلبه الكبيرة، وأكره عصبيته لأنه من النادر أن يغضب لكن إذا غضب يكون غضبه عنيفاً. أحب أن أقول له "الله يخليك فوق راسي".
ما رأيك بالإعلام السوري الفني؟
هناك نضج أكبر بالتعامل بين الفنان والصحفي الفني. هناك أمانة أكبر في نقل الخبر، وهناك حالة ود واضحة حتى في حالات النقد اللاذع، فلا تشعرين بوجود عداوة، وهناك أسئلة ذكية ليست مجرد أسئلة نمطية، هناك درجة من الوعي في مجموعة الكتاب والصحفيين السوريين، والأستاذ ماهر منصور ومجموعة كبيرة من الصحفيين الذين تعبوا على أنفسهم، وهذا واضح من الأفراد ذاتهم، وأيضاً كانت الدراما السورية ثرية بما يكفي.
ما رأيك بموقع بوسطة؟
هو من المواقع ذات الشعبية العالية، وأنا أحرص الدخول عليه بشكل أسبوعي على الأقل، ونحن حاولنا تغيير مفهوم الصحافة الإلكترونية لدى القراء بما أنها ليست تحت الرقابة في سورية، وحاول العاملون فيها خلق نوع من المصداقية لهذه الصحافة.
كلمة أخيرة:
يعطيكم العافية، وأتمنى النجاح لـ "ولادة من الخاصرة" وأتمنى أن تبقى سورية بألف خير..