2012/07/04
زبيدة الإبراهيم - البعث
حين يكرس فنان ما عطاءه الفني في اتجاه ما يغدو من الممكن تصنيفه ضمن توصيف فني محدد، كأن يقال عن ممثل أنّه عاطفي أو انفعالي أو متخصص في أعمال العنف أو غيرها، والمخرجون أيضاً، وفق الطريقة ذاتها، كانوا يصنفون بأوصاف، من مثل: مخرج الروائع، مخرج الرعب...الخ، وقد يكون ممكناً، من الناحية الفنية، الإشارة إلى العين السينمائية الواضحة لدى هذا المخرج أو ذاك، والقدرة على التقاط التفاصيل عند مخرج أكثر منها عند آخر، لكن تظل لحالات معينة خصوصية تميزها وتجعلها تصعب على التوصيف.. أو التصنيف.. ولعل المخرجة رشا شربتجي تمثل هذه الحالة بامتياز، فموضوعاتها متنوعة تغطي فعلاً هموم وقضايا كل فئات المجتمع: الفقيرة -المهمشة، والمتوسطة-المستنيرة، والطبقة المنعمة برخاء العيش.. ولكن الغارقة بهمومها بما يدل على معاناة إنسانية لا تتصل بالحاجات المعيشية اليومية:
فأعمال مثل: "ابن الأرندلي" أو "شرف فتح الباب" أو "أولاد الليل" أو "الولادة من الخاصرة" أو "غزلان في غابة الذئاب"، تتوزع في الهموم التي تطرحها للنقاش.. والشخصيات التي تقدمها.. على مساحة مجتمع يتجاوز حدود البلد الواحد وتكاد تغطي هموم المجتمع في مختلف البلدان القريبة والبعيدة..
وحين تلتقي هذه المخرجة الشابة - المفعمة بالحيوية تظن أنك تستطيع -بالحوار معها- أن تدخل أعماق شخصيتها.. ولكنك تكتشف أنها قادرة فعلاً على إحاطة نفسها بسياجات منيعة بحيث تظل عصية على التصنيف أو التوصيف. إنها حقّاً مدهشة بامتياز.. فهي لا تتنازل عن حقها في أن تفاجئ المشاهد لأعمالها، أو المتحاور معها، بما لا يتوقعه مهما ظن أنه صار قريباً منها ومن عالمها الذي يبدو أنه ما يزال مفتوحاً ويتسع لكل الاحتمالات..
< المخرجة رشا شربتجي.. لنتحدث بصراحة، نحن نريد أن نعرف كيف تفكرين من خلال تعاملك مع الممثل.. وكيف تتمكنين من التوفيق بين مستويات مختلفة من الممثلين.. فمن هو الممثل بالنسبة لك، وكيف تتعاملين معه..؟
<< الممثل هو الأساس في العمل الدرامي، كما في السينما والمسرح طبعاً، وبالنسبة لي فإن عيني الممثل هي مفتاح قلب المشاهد، ومشاهد اليوم صار واعياً ومدركاً.. ولم يعد من السهل خداعه، فهو يفرِّق بين الممثل التلقائي، الذي يجسد الشخصية بعفوية، وبين الممثل الذي يتصنع ليؤدي دوراً قد لا يكون متمكناً منه أو مستوعباً للشخصية التي يؤديها، وهكذا ترسخت أكثر من أي وقت مضى العلاقة المباشرة بين المشاهد والممثل. وعلينا أن نلاحظ أيضاً أن تقنيات التصوير والإضاءة وغيرها تطورت بشكل كبير.. وأيضاً تطورت تقنيات الممثل نفسه وقدرته على استثمار أدواته بشكل أفضل من السابق.
< هل هذا ما يفسر إصرارك الدائم على العمل مع ممثلين معينين أكثر من سواهم.. ولماذا يرغب معظم الممثلين بالعمل معك..؟
<< ليست لدي طريقة غير عادية في التعامل مع الممثل غير أنني -ببساطة- أعطي الممثل حقَّه، أعطيه راحته، بمعنى أنني أترك له مساحة لقراءة الدور والشخصية على طريقته وأستمع باهتمام لكل اقتراحاته، وبعض الممثلين ربما يجدون حرجاً، أو يترددون، في تقديم اقتراحاتهم لمخرجين آخرين، ربما يكون هذا هو السبب في رغبة الكثير من الممثلين العمل معي، وأنا المستفيد الأول، فالمخرج والممثل يستفيدان من نجاح العمل معاً.. أما فيما يتعلق بتعاملي مع ممثلين معينين.. فمن الطبيعي لدى أي مخرج، والنماذج كثيرة: عربياً وعالمياً، كما في حالة المخرج يوسف شاهين وتعاونه شبه الدائم مع الممثلة يسرا.. أو ميل غيبسون وعلاقته مع ممثلين معينين، أقول من الطبيعي أن يحدث انسجام وتوافق بين مخرج وممثل أو مجموعة من الممثلين، وهذا ليس عيباً في إطار التعاون الفني، لكن تعاوني مفتوح دائماً مع ممثلين لم يسبق لي العمل معهم، عدا الكثير من الممثلين ممن يعدون من الوجوه الجديدة، وباستثناء أسماء قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة فإن نجوم الصف الأول كلهم تعاملت معهم، عدا الفنانين رشيد عساف وعباس النوري.. أما بالنسبة لجيل الشباب فقد تعاملت مع أغلبهم.. ولكنني أؤكد على التفاهم والانسجام بين أسرة العمل كله.. ففي المجال التقني مثلاً.. ليس من الضروري، ولا من المفيد، أن يبحث المخرج عن مجموعة فنية جديدة للإضاءة والديكور والأزياء (مثلاً) مع بدء التحضير لكل عمل جديد.. هذا في اعتقادي مضيعة للوقت والجهد.. إلا عندما تقتضي الضرورة ذلك.. أنا أعتقد أن التواصل مع مجموعة العمل يثري العمل بمزيد من الاقتراحات النافعة ويشكل ما يسمى بالهارموني (الإيقاع) المطلوب في كل عمل فني وبين كل مجموعة عمل متفاهمة ومنسجمة مع بعضها..
< هناك ملاحظة تخص اختيارك لموضوع المسلسل والقضية التي يعالجها، فثمة ما يشير إلى رغبتك بإخراج الأعمال المثيرة للجدل.. أو القضايا الإشكالية بطبيعتها..؟
<< أبداً، ليست هذه رغبتي، فأنا لا أسعى للبحث عمَّـا هو إشكالي، أو مثير للجدل.. بل أبحث عن الموضوعات الإنسانية التي تلامس الوجع الإنساني - اليومي، بغض النظر عن الطبقة أو الفئة الاجتماعية التي تدور بينها هذه الوقائع أو تعاني من هذه المشكلة أو تلك، فقد تكون طبقة فقيرة أو متوسطة أو حتى غنية.. فالمهم عندي هو التقاط الحالة الإنسانية.. كالمعاناة من مرض عضال (السرطان كما في مسلسل يوم ممطر).. وأشياء تتصل بواقع الفتاة بعد الدراسة الجامعية وما يصادفها في حياتها الجديدة خارج حدود البيت، كما في المسلسل الذي نعمل عليه حالياً (بنات العيلة) وغير ذلك، والمهم في هذه النماذج الواقعية هو صدقيتها وقربها من الناس، فهي موجودة بينهم أساساً.. ونحن لا نخترع لهم عالماً افتراضياً، وربما من هنا تثير بعض هذه القضايا إشكاليات وجدلاً لأنها أساساً تمثل شرائح من لحمة وبنيان المجتمع.. ومن الطبيعي أن يتفاعل المجتمع حولها وأن تتباين آراؤه في هذه المشكلة وكيفية معالجتها أو الخروج منها.. وهذا ما يعطي العمل، أي عمل، صفة الحيوية وملامسة أوجاع الناس بشكل مباشر، وربما جريء وقد يكون غير مألوف أحياناً، وطبعاً في مواضيع كثيرة تتداخل السياسة بالاقتصاد بالموروث الأخلاقي، فالدراما تعكس ما نعيشه فعلاً وهذا هو سبب اهتمامنا بها أساساً.
< المخرجة رشا تنجح في معظم أعمالها (ترد المخرجة رشا مقاطعة: شكراً، الله يستر).. كيف تنظرين للأعمال القادمة والتحديات التي تواجهك في مسيرة نجاحك؟
<< أنا دائماً أتبع إحساسي، ولذلك لا يهمني موضوع المسلسل إذا كان من هذا النوع أو ذاك، ومن هنا تتنوع الموضوعات التي تعالجها الأعمال التي أخرجها: فمسلسل (تخت شرقي) مختلف عن مسلسل (الولادة من الخاصرة) ويختلف الاثنان عن (ابن الأرندلي) أو (شرف فتح الباب) أو عن (بنات العيلة).. وهكذا.. لكل عمل هويته ولونه المختلف.. وأنا أحب أن أقدم جديداً في كل عمل جديد.. فأسعد الوراق (مسلسل) مختلف تماماً عن مسلسل (قانون ولكن..) وبهذه الطريقة توفرت لدي أعمال اجتماعية ساخرة وأخرى كوميدية وأخرى رومانسية (بنات العيلة، الذي أعمل عليه حالياً).. أنا أنطلق في اختيار أعمالي من رغبتي في مخاطبة أكبر عدد من فئات المجتمع وشرائحه المختلفة.. ولذا تحضر العشوائيات في عمل وتحضر الطبقات المتوسطة وفوق المتوسطة في عمل آخر.. وهكذا..
< قدمت أعمالاً متميزة وهامة في الدراما المصرية.. هل وجدت خصوصية ما تميز الفنان المصري أو أسلوب العمل في الدراما المصرية..؟ ولماذا تميزت أعمالك السورية أكثر..؟
<< لا أوافق، أولاً أعتقد أن أعمالي في الدراما السورية كان لها حضور أهم أو كانت مميزة عن الأعمال المصرية التي لقيت هي أيضاً إقبالاً جماهيرياً لحظه المشاهد نفسه.. فمسلسل (ابن الأرندلي) شكل حالة حظر تجول في شوارع مصر حين كانت تعرض أي حلقة من حلقاته، ومسلسل (شرف فتح الباب) أثار جدلاً ونقاشاً حامياً لدرجة أن بعضهم أهدر دمي وبعضهم دان فكرة المسلسل.. وأخيراً وجده كثيرون بمثابة النبوءة لما حدث لاحقاً في مصر من تمرد وانتفاضة على أوضاع حوَّلت معظم الناس هناك إلى لصوص أو مجرمين أو مرتشين، حتى لو كانوا من أصحاب الاستقامة والخلق الحسن في الأساس.. وأضيف إن مسلسل (أولاد الليل) قال عنه كثيرون إنّّه عمل لن يتكرر ولم يكن مسبوقاً في الدراما المصرية.. لقد اقتحم عوالم شبه مجهولة ورآه بعض المهتمين والمتابعين أشبه بفيلم سينمائي طويل.. ولكن هذا لا يعني أن الأعمال السورية هي أقل من ذلك أو أنني لا أعتز بها بالقدر نفسه، فالدراما السورية هي عشقي الأول وانتمائي الأول.. وأستمتع بالعمل مع الممثل السوري، سواء كان محترفاً أم هاوياً. وما يميز العمل مع الفنان المصري هو أن العمل هناك يقوم أساساً على الفنان المحترف، حيث لابد من فنان نجم كبير يكون هو أساس العمل.. نحن مازلنا نعمل بحس الفنان الهاوي، ولهذا الأمر ميزات هامة وإيجابية بالطبع، مع أننا محترفون فيما يتصل بالوسائط التقنية كلها، لكن إحساسنا بالعمل يظل يسوده إحساس عائلي -إن صح التعبير- فنحن نعمل حقاً كأسرة واحدة.. ويوحدنا إحساس واحد تجاه العمل، ونشعر كلنا بالمسؤولية عن أدق التفاصيل فيه، أي ليس بيننا من يقول أنا مسؤول عن هذا فقط ولا علاقة لي بغير ذلك.. هذا شيء رائع بالفعل..
< بعد كل هذه التجارب أستاذة رشا.. ما هي شروطك لاختيار نص ما للعمل عليه..؟
<< أنا أتبع إحساسي كما قلت لك، وحين أقرأ عملاً أو أكثر وأنام.. فأول ما أتخيل من شخوص أو وقائع أعرف أنها الأقرب لتفكيري وأنني قادرة على التعامل معها.. هذا في الغالب يرجح اختياري لعمل أكثر من غيره..
< وإحساسك فقط هو الذي يحدد اختيارك لهذا النص أو ذاك..؟!
<< ليس الإحساس العفوي فقط، فقد تكون لدي بالطبع خبرة بأهمية موضوع عن آخر، بإتقان الكتابة، بوضوح اللغة البصرية، بواقعية الشخوص والأحداث.. أنا أرفض أي عمل يستخف بعقل المشاهد.. وأرفض الحوار الذي لا يكون قريباً من الناس ولا يكون درامياً أكثر منه روائياً.. فالدراما شيء آخر غير الرواية، وكل المشتغلين في هذين الفنين يدركون أنهما مختلفان عن بعضهما.
< ما الذي ترين أنَّـه مناسب لوقتنا الراهن من موضوعات..؟.
<< لهذا الوقت.. ولأي وقت تظل الأعمال التي تهتم بالمشاعر الإنسانية.. وبالقضايا الاجتماعية.. البسيطة، الناعمة، الرومانسية، الساخرة.. والبعيدة، في هذا الوقت بالذات، عن السياسة، حيث تبدو الرؤية ضبابية جداً أو مشوشة، ومن الصعب التعليق عليها، يمكن فقط تقديمه كوثيقة أو كخبر، لكن التعليق عليها بأية وجهة نظر هو أمر سابق لأوانه، ويشكل مخاطرة كبيرة في اعتقادي..
< ألا تشعرين أن ثمة من يغار من نجاحك من زملائك المخرجين..؟.
<< لا أظن أنَّها غيرة، هي حالة من التنافس الطبيعي والمشروع، وهذا يعني أنني أمضي في الاتجاه الصحيح.. وهم كذلك أيضاً، وعلى فكرة فإنني أنا نفسي أغار من كثير من الزملاء المخرجين، وأحب أن أستفيد من تجاربهم التي أراها ناضجة ومتقدمة.. مثل الأساتذة: الليث حجو وحاتم علي وشوقي الماجري وبقية الكبار أمثال هيثم حقي وغيرهم.. أنا أرى أن أعمالهم هامة، وأنا أحبّها وأجد أنَّها ترفع الرأس فعلاً..
< هل صحيح أنّك تكسرين القواعد الإخراجية المألوفة..؟.
<< أنا أحب البساطة في العمل، وأرى أنها تخدمه بشكل ملائم، فالتقنيات مهما تعقدت هي أصلاً لخدمة العمل الفني وليس لجعله معقداً أو غامضاً أو غير واقعي.. وأنا لا أحب أن أكون أنانية في عملي كمخرجة.. وأحب أن يكون العمل متوازناً من كل النواحي.. وكل من يشارك فيه يجب أن يأخذ فرصته كاملة.. فالعمل إذا كان يعالج مسائل قلقة أو ظواهر مرضية أو قضايا إشكالية يتطلب كاميرا قلقة.. أما العمل الرومانسي الهادئ فيحتاج إلى كاميرا هادئة.. وبالطبع الروائي غير التاريخي وهكذا..
< ماذا عن عملك الحالي "بنات العيلة"؟.
<< بنات العيلة، من تأليف رانيا بيطار، وهذه ليست أول تجربة لي معها، وهو من إنتاج شركة كلاكيت للإنتاج الفني، ويعجبني في هذه الكاتبة أنها تبث الطاقة الإيجابية بالمكان وهي مفعمة بالحب والحنان والسلام وتنثر كل ذلك في شخوصها وفي المكان الذي تختاره لمجريات الأعمال التي تكتبها.. ونحن بحاجة فعلاً لهذا النوع من الأعمال.
لقد عملت معها في (أشواك ناعمة) وقد كبرت تجربتها، وتجربتي أنا أيضاً، وانتقلت هي بشخوصها من جيل لآخر.. وفي (بنات العيلة) تتحدث عن فتيات صرن بسن التخرج ويتهيأن للدخول في الحياة الواسعة.. أي لم يعدن تلك (الأشواك الناعمة) بل صرن ينتمين لعالم آخر.. علماً أن (بنات العيلة) هو مسلسل مستقل وليس جزءاً ثانياً لمسلسل (أشواك ناعمة)، فشخصياته جديدة وأحداثه مختلفة تماماً.
• لأي عمر تنتمي شخصيات العمل؟ وما هي أبرز المشكلات التي يعالجها المسلسل..؟.
<< لعمر يتراوح من خمسة وعشرين لغاية ثلاثين عاماً.. والعمل يعالج مشاكل الحب والزواج وما يتداعى هنا وهناك من حالات صدق أو غدر أو خيانة أو حب أو كره، يعني نحن في أجواء المشاعر الرومانسية واصطدامها بتناقضات الحياة من حولنا..
• تعيش البلاد العربية هذه الأيام أجواء مشحونة.. فكيف تقرأ المخرجة رشا الأحداث الجارية، لاسيما وأن لك أعمالاً أشارت إلى ما يبدو أنَّه حاضر في الأحداث الجارية، مثل (غزلان في غابة الذئاب)، أو (الولادة من الخاصرة)؟!.
<< كما ذكرت لك سابقاً.. أنا ألتمس في أعمالي الوجع الإنساني من العشوائيات إلى ضيق الأفق المتاح للشباب، خاصة من خريجي الجامعات، كما في مسلسل (تخت شرقي)، حيث لا يبدو أنّهم يجدون الفرص المناسبة لهم، ولهذا لا يتبدل حالهم.. أما فيما يتصل بالوضع الجاري عربياً وعندنا في سورية، فالأمور بالنسبة لي لاتزال ضبابية ولا تسمح كثيراً بالتعليق عليها.. أنا طبعاً أفخر وأعتز ببلدي التي ولدت ونشأت على أرضها، وأكلت من خيرها.. وسلامتها هدف سامٍ بالنسبة لي ولنا كلنا فيما أعتقد.. وأتمنى أن نجتاز هذه الأيام ونخرج منها بأحسن مما كنّـا عليه في كل شيء.
< أليس من موضوعات يمكن معالجتها في هذا الأيام؟.
<< كل ما يدعو إلى السلام والأمن والحب.. ومهما حاولنا مقاربة هذا الواقع سيظل بيننا وبينه مسافة لا نستطيع تجاوزها والأحداث تتسارع بوتيرة لا يمكن اللحاق بها.. الصدارة الآن للخبر الذي يستولي على اهتمام الناس وعلى الدراما أن تنتظر الوقت المناسب لها..
< هل ثمة نص تودين إخراجه ولم تعثري عليه بعد؟.
<< أحب أن أجرِّب عملاً بوليسياً يتطرق كاتبه لشيء له صلة بالغيبيات والوجدانيات.. فمثل هذه الأعمال تؤثر كثيراً في المشاهد.. وأنا أحب التعامل مع شخوص من هذا النوع وأحب الأحداث التي ترتبط بظواهر غير مألوفة أو غامضة.. وأعرف أن التعامل معها صعب، فنحن شعب عاطفي، ومن الصعب أن نعالجها بالطريقة التي يقدمونها في الغرب.. وبرأيي أنه سيكون شيئاً جديداً لو أتيح لي إخراج نص من هذا النوع.. لكنني لم أجد من يكتب مثل هذا النص بعد.
< ألا تفكر المخرجة رشا بإخراج عمل سينمائي؟.
<<الرغبة موجودة.. وهناك مشروع ما، لكن عناصره الكاملة لم تتوفر بعد.. وإن شاء الله يتحقق ذلك قريباً.
< تعاملت مع الفنان الكبير يحيى الفخراني في أكثر من عمل، كيف وجدت التعامل مع هذه القامة الفنية الكبيرة.. ؟!.
<< أسهل نجم وأحسن شخص تعاملت معه، يبث الدفء والتواضع حوله ويتعامل بحنان وإنسانية مع الجميع، وهو ملتزم جداً بمواعيد العمل، دائماً كان يلاحقني بنصائحه، كونه لا ينسى أنّه طبيب في الأساس، فيسألني هل شربت اللبن (الحليب) أم لا.. ويطلب مني أن أرتاح بالشكل المناسب.. لقد تعلمت منه فعلاً ما معنى التواضع.. وتعلمت منه أن الفنان مهما كبر فلابد أن يظل حذراً ومحتاطاً للأعمال القادمة، لأن أي نجاح سابق لا يبرر فشلاً لاحقاً، وتعلمت منه أن الممثل الجيّد هو ركيزة أساسية في العمل الجيّـد..
< وفنانونا السوريون.. ماذا تقولين عنهم..؟!.
<< تحدثت عن الفنان يحيى الفخراني لأنك سألتني عنه، هذا لا ينقص بالطبع من فنانينا الكبار في سورية، وقد تعاملت مع معظمهم، جمال سليمان، بسام كوسا، سلوم حداد.. وبالمناسبة فإن سلوم حداد شخص رائع جداً.. ولست أنا من يشهد للفنان السوري، أي فنان، فقد تعاملوا هم أيضاً مع مخرجين عرب، ولديهم من يشهد لهم دون أن تكون شهادته مجروحة مثلي، أما شهادتي بالفنان يحيى الفخراني، فهي بسبب أنني سورية (رغم أن أمي مصرية).. لكنني قادمة من خارج المشهد المصري، وبالتالي أنا أقرب إلى الموضوعية والحيادية أو هكذا يقال بالطبع.