رجل الكوميديا بنهاية تراجيدية...ياسين بقوش بطل مسلسل الموت

علي الحسن  - الوطن السورية

قذيفة اختارتك وأنت في سيارتك هناك على أبواب المخيم.. أنت الطيب الذي اخترت أن تكون بين الناس.. قذيفة حولتك إلى نجم.. إلى بطل أوحد في مسلسل الموت الدامي الذي تعيش أحداثه البلاد على مدار الساعة.. ودون توقف ودون فواصل سوى للإعلان عن الموتى.. ها أنت نجم مطلق في موتك المفجع، وأنت الذي ارتضيت عن طيب شغف وخاطر أن تلعب الأدوار الهامشية التي أحبك الناس من خلالها، إلى جانب أصدقائك «غوار» و«أبو عنتر» و«حسني البورظان» و«فطوم حيص بيص» و«أبو رياح» و«أبو صياح»، و«بدري أبو كلبشة».

ياسين بقوش التلقائي في حياته وفنه الوحيد الذي ينفرد بكونه هو هو على الشاشة وفي الحياة.. ياسينو الذي يحبه الجميع ويتفق عليه الجميع ويتعرف إليه المارة ميتاً من جواز سفره وهو الذي عبر إلى القلوب بمحبة.

ياسينو من ضحية المقالب، إلى ضحية لعبة الموت.. الضحية التي أضحكت الناس هي ذاتها الضحية التي تبكيهم ومن فندق «صح النوم» حيث تهتم بخدمة الزبائن إلى زبون يختاره الموت في زمن «المزيفون» وأنت الذي لم تخن يوماً «الملح».

وأنت ترسم «سكر» البسمة في «حارة كل مين ايدو الو» حتى إنك لفرط حساسيتك ونبلك لم تشأ أن تسأل «وين الغلط»..

كنت فناناً في الزمن النظيف وتموت في زمن «الاستعراض الكبير»، و«النصب» و«الزيف».

ياسين بقوش صاحب الكاركتر الأحب إلى الناس المشع بالظرافة والظرف غير المصطنعين، العبقري بالفطرة صاحب الشخصية الآسرة الـ تأكل الشاشة بإمضاغة مشهد في وسط العمالقة.

وأنت الذي يغبطك أقرانك من «النجوم» على محبة الناس وقلبك الكبير وهم الذين كانت الكاميرات تتهافت إليهم ولا تعيرك التفاتة في غبن وقع عليك حياً وميتاً ونكران عشته بين ظهراني أهل الفن لم تقف عنده وأنت الطافح بقلب لا يعرف إلا الحب..

في الفن ثمة «تعربش» على كتفيك ليحصد النجاح.. وبقيت في الظل فحولته سطوعاً ومن ذاك الظل إلى واجهة لمشهد الموت المؤلم. ها أنت تمضي بطلاً في تراجيديا الموت في زمن لم يعد «أبو كلبشة» قادراً على فك الألغاز.. وفي زمن لم يعد يشم فيه سوى رائحة الموت وفي زمن غاب فيه صوت أبو قاسم «أصابيع البوبو يا خيار» وحضرت أصوات التفجيرات والمفخخات والقذائف.