2012/07/04
روزالين الجندي - البعث
عملاً بعد آخر تأخذ تجربة رانيا بيطار منحى مختلفاً عن تجربة أبناء جيلها من حيث أسلوب المعالجة والدخول في زوايا وتفاصيل جديدة من حياة المرأة في مجتمعنا , معتمدة على دراسات معمقة واستشارات في مجال البرمجة العصبية اللغوية ومجالات تخصصية أخرى كيفما اقتضت الحاجة وخاصة في تجاربها الأخيرة الماضية ,كالصندوق الأسود الذي أتى كحصيلة للتبحر لأكثر من سنتين في مجال البرمجة العصبية اللغوية ..
وهذا العام خاضت رانيا بيطار تجربة كتابية جديدة بنات العيلة الذي انتهت من كتابة آخر حلقاته منذ أيام ,بينما تقوم المخرجة رشا شربتجي بعمليات التصويرله, بمشاركة نخبة من الفنانين السورين نسرين طافش , صفاء سلطان , باسل خياط , نضال سيجري , ديمة قندلفت وآخرين ..
وحسبما تسرب من معلومات فقد اختارت الكاتبة رانيا بيطار الخالة ملك وعثورها على ورقة خطيرة لتكون بداية لأحداث المسلسل فعلى ماذا اعتمدت بيطار لتكون ملك الشعلة التي تنطلق منها أحداث عملها الجديد.
تقول: “عادة نحتاج في أي عمل درامي يضم مجموعة من البنات إلى حدث درامي يجمعهن كما تُجمع الورود الكثيرة الملونة في آنية واحدة .. لذا كانت قصة الورقة التي وجدتها الخالة ملك في دفتر من دفاتر أولادها هي تلك الآنيّة التي ستجمع الوردة البيضاء مع الزهرية مع الحمراء مع الصفراء قبل أن ننتقل بعد هذا الحدث الهام للبساتين التي خرجت منها هذه الورود و لنعرف نوعية التربة التي نبتت منها هذا الوردة و كيف كبرت و ترعرعت و وصلت لوردة زاهية أو ذابلة أو أنها تحتاج لرعاية لتعود لها الحياة “,
< بنات العيلة كان من المفترض له أن يكون الجزء الثاني من أشواك ناعمة , لكن تفاجأنا بكونه عملاً جديداً هل صعوبة جمع أبطال الجزء الأول ومتابعة حياتهن بعد مرور أكثر من عشر سنوات هو السبب ؟
<< هناك أسباب كثيرة جعلت من أشواك لم تعد ناعمة و هو الجزء الثاني لمسلسل أشواك ناعمة فكرة غير مقبولة .. أول الأسباب خوفنا من نجاح الجزء الأول و عدم رغبتنا في بناء الجزء الثاني على نجاح الأول ,و خاصةً أن القطفات الثانية غالباً لا تحصد نفس نجاح القطفة الأولى .. هذا عدا عن كون الفنانات اللواتي شاركن في أشواك ناعمة أصبحن نجمات و صار من الصعب جمعهن معاً في عمل واحد لأسباب كثيرة و عديدة تعود لهن و ليس له سبب مادي لأن البنات تقريباً في بنات العيلة غالبيتهن من بنات أشواك ناعمة لكن .. بظروف و شروط جديدة ترضي كل الأطراف إلى جانب رغبتنا في طرح أفكار جديدة نخرج بها من عباءة الجزء الأول و قصصه و أفكاره.
< الدخول في دهاليز العوالم النسائية والتي نراك تبحرين فيها عملاً بعد آخر , ما المغري درامياً بالنسبة لك ككاتبة في هذه العوالم ؟
<< ليس أجمل من التوغل في هذا المحيط العميق الذي ما غاص فيه أحد إلا و عاد بأثمن أنواع المرجان.. التوغل في قضايا المرأة مغر لأي كاتب يريد الإبحار و الخروج بجواهر جديدة المرأة مخلوق مركب صعب الفهم و رغم وصول الكثيرين للقمر إلا أن الوصول لطبيعة المرأة و إيجاد أسس ثابتة لها يعتبر أصعب و أكثر خطورة من التعرف على كواكب جديدة خطرة .. لذا أفضّل دائماً الغوص في هذا المحيط و أظنني لن أخرج منه طالما و في كل مرة أعثر فيه على قضايا جديدة غنية ثمينة ترضيني و تُرضي قلمي ,هذا عداك عن أنني امرأة و لا يقدر على فهم المرأة و معاناتها في هذه الحياة سوى المرأة.
< في الصندوق الأسود دخلت في مجالات البرمجة العصبية اللغوية من أجل كتابة خط من خطوط عملك ؟ في هذا العمل ما الذي سنكون على موعد معه من ناحية المرجعيات والاستفادة من خبرات في اختصاصات معينة ؟
<< في الثلاث سنوات التي تعرفت فيها على علم البرمجة اللغوية العصبية و علوم النفس البشرية وجدت أن هذه العلوم مغرية لتغير كل طرقنا في الحياة و في التفكير لذا فجهدي لم ينصب فقط على عمل الصندوق الأسود بل سينصب على كل أعمالي القادمة بشكل ملحوظ أو غير ملحوظ .. إنها طريقة تفكير جديدة و منهج جديد قد يعكس الكثير من إيجابيات هذا العلم الرائع ..
< في هذا العمل تعودين للعمل مع رشا شربتجي في عمل نسائي بحت ما الذي تستطيع رشا أن تقدمه لهذا العمل عن غيرها من المخرجين الآخرين ليكون إصرارك كما سمعنا عليها شخصياً لتخرج بنات العيلة؟
<< رشا شربتجي مخرجة تحب عملها تمتلك خيالات مبدعة لا حصر لها .. لذا فهي قبل أن تقبل أي عمل يجب أن تحب شخصياته و ترسمها في مخيلتها كما يرسم العاشق معشوقه لذا تبدع في تحويل الورق لصورة .. ربما في عمل أشواك ناعمة تجربتي الأولى معها كنا نكتشف بعضنا لأول مرة ..أحببت طريقتها في قراءة النص و تفاصيلها التي أغنت العمل ,و زادته متانة و جودة لذا ليس غريباً أن أكون سعيدة بمشاركتي معها عمل آخر غني بتفاصيل أحبها و تحبها .
< بنات العيلة بممثليه كم كان لرانيا بيطار دور في اختيارهم ,وهل يرسم الكاتب شخصياته وفي ذهنه فنان بعينه ؟
<< تعاونت مع رشا في اختيار ممثلات عملنا ,و تشاورنا كثيراً ..فعمل البطولة فيه لخمسة عشرة فتاة في عمر متقارب لن يكون الاختيار فيه بالموضوع السهل .. وغالبا ما أرسم شخصية ما و في ذهني فنان بعينه .. لا بل حتى حين أعرف من سيجسد عندي هذه الشخصية و أنا بعد في مرحلة الكتابة أرتاح أكثر لشعوري بمدى مقدرة هذا الفنان على تجسيد الدور و إعطاءه المساحة الكافية ليقدم نفسه كما يستحق ..
< سمعنا عن أن أمل عرفة رفضت انضمامها لأسرة العمل ؟ ما صحة ذلك و أي دور كانت ستجسد؟
<< لم أسمع شخصياً أن نص ( بنات العيلة ) عُرض على الفنانة الكبيرة أمل عرفة لكن إن حدث ذلك فهذا يسعدني .. أما أن ترفض نص بنات العيلة فهو حقها المشروع هذا إن حصل و رفضت .. أمل عرفة فنانة تعرف كيف تختار ,و متى ,و لماذا, و كل عمل تقوم به لا بد أن يقدم لها و لمسيرتها الفنية الزاخرة شيء جديد ..و ربما لم تجد في بنات العيلة ما يغريها و يضيف لها هذا إن كان حقاً عُرض عليها العمل ؟؟
< في العام الماضي اختلفت مع سيف الشيخ نجيب بسبب بعض التعديلات على النص هذا العام هل تلافيت وقوع مثل هذه الخلافات ,وهل هناك تعديلات معينة تمت بالاتفاق مع رشا ؟
<< ما حصل معي في مسلسلي ( الصندوق الأسود ) أرجو أن لا يتكرر معي بأي عمل قادم لأنها تجربة صعبة للغاية مررت بها, و لا أتمنى أن يمر بها أي كاتب آخر يحترم نصه و جهده .. مافعله سيف الشيخ نجيب لم يكن تعديلاً بالمرة بل تشويهاً ,و بتراً دون مبرر ,و دون سابق إنذار فلو عبر لي عن رغبته بتغيير ,و قطع, ووصل بعض مشاهد النص لكنت تعاونت معه لنصل معاً لصيغة ترضيني و ترضيه فهذا عملنا معاً في النهاية ..إن نجح فنجاحه يسعدنا ,وإن فشل ففشله يحزننا .. و رغم أنني و بعد مرور وقت على هذه التجربة المّرة لا يمكنني لن أنساها ما حييت ,و سأعمل أن لا تتكرر فأنا كاتبة مرنة جداً و أعمل مع المخرج على تعديل أدق التفاصيل و كل من تعامل معي منذ بدأت مشواري الكتابي يعترف بذلك ومن ضمنهم سيف الشيخ نجيب شخصياً ..
أنا لست حادة و لا صعبة التفاهم و لا أصر على أي تغيير أي فكرة في حال اقتنعت لذا ان شاء الله لا أخاف أن يتكرر ما حصل في الصندوق الأسود في مسلسل بنات العيلة لأنني تعاملت سابقاً مع المخرجة رشا شربتجي , ورأيت كم تحترم النص و كم تعمل مع الكاتب على تشذيبه ,و إغناءه بملاحظاتها و من ثم تبنيها فيما بعد لكل حرف فيه ... و هذا يجعلني مطمئنة و مرتاحة لأن نصي بين أيدي أمينة إن أضافت أو حذفت من النص فلتجعله أكمل و أجمل
< سمعنا عن مشاركة الفنان نضال سيجري في بنات العيلة هل كان الدور من صلب العمل أم كتب كتحية للفنان سيجري ؟
<< الفنان نضال سيجري فنان محترم معطاء له بصمته الواضحة و الجلية في الدراما السورية و هذا ما جعلنا أنا و رشا شربتجي نتفق أن يكون معنا في بنات العيلة لأن وجوده معنا يرفع من سوية العمل و يضيف عليه الشيء الكثير, لذا كتبت دور( كمال ) له شخصياً و سرني جداً أن يحب الفكرة و طريقة معالجة شخصيته خصوصاً ,و باقي شخصيات العمل عموماً .. قال لي أثناء لقائي معه بالحرف الواحد : " عمل بنات العيلة يشبهنا .. البنات فيه تشبه بناتنا و الخالة ملك كما لو أنها أمي أنا " و هذا الكلام أسعدني جداً من فنان كبير مثله .. نعتز به و نتمنى دائماً أن نرقى بكتاباتنا ليكون النجم الذي يضيء أي عمل يشارك فيه ..
< كثير من التخوف من أزمات التسويق تقلق صناع الدراما هذا العام , هل يقلقك هذا الجانب وأن يعاني بنات العيلة مشكلة في التسويق؟
<< كلنا قلقون و غير مرتاحون لكننا نأمل أن تزول هذه الغمة عن بلدنا الحبيب سورية عموماً و عن الدراما السورية خصوصاً و إن كنت أجد أنه من توفيق الله لي أن يتم اختيار عملي من بين الأعمال التي ستنجز هذا العام رغم الظروف الصعبة التي نمر بها حالياً ..