2013/05/29
أحمد جمال الدين – الأخبار
تحضر الملاهي الليلية بقوة في الدراما الرمضانية بعدما أُغلق معظمها مع وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم في مصر. الراقصات اللواتي يعتبر الإسلاميون أنّه «يجب أن يعلنّ توبتهنّ ويرتدين الزيّ الإسلامي» سيكتسحن الشاشة في تموز (يوليو) المقبل من خلال مسلسلات يجري تصويرها حالياً. في أولى تجاربها على الشاشة الفضية والرمضانية تحديداً، تجسّد النجمة اللبنانية هيفا وهبي (1976) شخصية فتاة تجبرها زوجة أبيها على العمل كراقصة في الموالد الشعبية من أجل جني المال. وتؤدي بطلة فيلم «دكان شحاتة» (2009) عدداً من الرقصات خلال الحلقات الأولى من المسلسل الذي تشاركها بطولته الفنانة المصرية فيفي عبده، وتخرجه شيرين عادل.
منى زكي (1976) التي تعود إلى الدراما بعد طول غياب، تجسد هي الأخرى شخصية راقصة في جزء من أحداث «دنيا آسيا» لمحمد بكير. في هذا المسلسل الذي ينتجه زوجها الممثل المصري أحمد حلمي (من خلال شركته «شادوز»)، تجسّد زكي دور فتاة تتعرض لحادث يفقدها ذاكرتها، قبل أن تتجه إلى العمل في الملاهي الليلية. لكن زكي اعتبرت أنّ ظهورها كراقصة لا يستلزم بالضرورة ارتداء بدلة رقص، فهي «تخجل من ارتدائها،» كما أنّها تراعي موعد عرض المسلسل في شهر الصوم على حد تعبيرها. وحول مراعاتها لوجود الإخوان المسلمين في الحكم، أكدت زكي أنّه أمر لا تضعه في حسبانها لأنّ «الإبداع لا يعترف بأي قيود».
أما التونسية درّة فستطل في أحداث مسلسل «مزاج الخير» (تأليف أحمد عبد الفتاح، وإخراج مجدي الهواري) الذي تشارك في بطولته إلى جانب مصطفى شعبان، مجسّدةً دور راقصة تعمل في ملهى ليلي تدعى «رمانة». وتنشأ بين المرأة، التي دفعتها الظروف الصعبة نحو هذه المهنة، وبين «خميس»، الذي يؤدي دوره مصطفى شعبان (1975)، قصة حب مشوّقة. وعلى الرغم من أنّ درة (1980) لا ترى حرجاً في تقديم دور الراقصة، لكنّها تقرّ في الوقت نفسه بترددها بداية إزاء قبول الدور خوفاً من الانتقادات. لكن حرص بطلة مسلسل «الزوجة الرابعة» (2012) على تقديم أدوار متنوعة كان السبب الأساس وراء موافقتها على العمل. وأكدت أنّ سيناريو المسلسل الذي كتبه أحمد عبد الفتاح أسهم في تحمّسها للدور، وخصوصاً أن ملابس الرقص التي سترتديها ستكون «مناسبة للعرض الرمضاني». ولفتت إلى أنّ الرقص لا يمثّل سوى جزء من شخصيتها في العمل المرتقب، موضحةً أنّ هناك العديد من الأحداث المهمّة التي تعيشها «رمانة»، سواء قبل عملها كراقصة أو بعده، فضلاً عن الصعوبات التي تواجه قصة حبها مع «خميس» لجهة طبيعة عملها ونظرة المجتمع إليها.
ووسط التحضير للسباق الرمضاني المقبل، يبدو أنّ دينا (1965) لن تبتعد عن مهنتها الأولى. بعد ظهورها في الدور نفسه في مسلسل «باب الخلق» العام الماضي مع محمود عبد العزيز (1946)، تطل مجدداً بدور راقصة، لكن مع فارق بسيط. أحداث «أهل الهوى» (إخراج عمر عبد العزيز) ستدور خلال الحرب العالمية الأولى، حيث تجسد دور الراقصة «جليلة» ملهمة الشاعر المصري المعروف بيرم التونسي (1893). دينا التي تردد أنّها ارتدت بدلات رقص مثيرة خلال المسلسل، نفت الأمر لـ«الأخبار»، مؤكدةً أنّ ملابس الراقصات خلال تلك الحقبة لم تكن تشبه ما يرتدينه اليوم. وأضافت دينا إنّه يجب التعامل مع شخصية الراقصة كأي شخصية أخرى، من دون كيدية، لافتة إلى أنّ اختيارها مرات عدة لهذا الدور جاء بناءً على ترشيح المخرجين لها، وهو ما ترحّب به «ما دامت القصة مختلفة». أمام «احتشام» الراقصات في رمضان المقبل، يبقى السؤال مطروحاً: هل سيشكّل دور الراقصة المحتشمة الذي قدمته سلوى خطاب في مسلسل «فيرتجيو» عام 2012 النموذج الذي ستسير عليه المسلسلات التي تحوي شخصية الراقصة في رمضان هذا العام؟