2013/05/29
حوراء حوماني – الأخبار
لا تهوى ديما قندلفت أدوار العشق والغرام. بل إنّها تحبّ التحدي الذي يكمن في تقديم الأدوار المركّبة، وتتقن اختيار الشخصيّات الجريئة التي تهرب منها الأخريات. ولعل اسم ديما قندلفت بات مرتبطاً في ذهن المخرجين بالأدوار المعقدة التي تتطلب قدرات تمثيليّة جيّدة، تجعلها الخيار الأوّل عند كثيرين منهم. لم تغيّر ديما من عادتها هذا الموسم، إذ تطلّ حاليّاً في أربعة مسلسلات دفعة واحدة، تراوح أدوارها فيها بين العادية والصعبة، أولها «أرواح عارية» للكاتب فادي قوشقجي والمخرج الليث حجّو، و«المفتاح» للكاتب خالد خليفة والمخرج هشام شربتجي، و«الولادة من الخاصرة 2 ــ ساعات الجمر» للكاتب سامر رضوان والمخرجة رشا شربتجي، و«بنات العيلة» للكاتبة رانيا بيطار والمخرجة رشا شربتجي.
ورغم أنّ بطلة «جرن الشاويش» لا تحبذ الخوض في تفاصيل أدوارها «كي لا أفسد عنصر المفاجأة عند الجمهور»، ترى أن دورها في «أرواح عارية» مع قصي خولي وسلافة معمار، هو الأكثر تعقيداً وتركيباً حيث تؤدّي دور عبير، وهي امرأة تعاني من مشاكل نفسيّة تزيد حدتها بسبب الصراعات الدائمة بين زوجها (رافي وهبي) ووالدها (عمر حجّو)، ويتضح أساس معاناتها في المشاهد الأخيرة. تقول: «نكتشف في النهاية أن ما زاد حالها سوءاً هو فقدانها ابنها، وهي تُحمّل نفسها وزوجها المسؤولية»، وتنتقل قندلفت إلى شخصيتها في «المفتاح» مع باسم ياخور وأمل عرفة التي تحاكي حياة الكثير من الفتيات في الوطن العربي. تشرح: «في هذا العمل، تترك لينا حبيبها لتتزوج بآخر مغترب لأسباب مادية. غير أنها تكتشف أنّ عريس الاغتراب الذي تحلم به كثيرات، مثلي الجنس، فتعيش في دوامة وتصمت خوفاً من «الفضيحة»، حتى تكتشف أنها تحولت إلى مجرد حجر في لعبة، ودخلت في مساومات أخلاقية على مبادئها. فتعود إلى وطنها وتبدأ رحلة البحث عن الحب الأول الذي تراه الأصدق». وتضيف بطلة «قاع المدينة»: «تنظر الفتاة العربيّة وذووها إلى العربي المهاجر على أنه مصدر السعادة والمال، فتضحي بكل شيء مقابل أن تمطر عليها الدنيا ألماساً».
وتراهن قندلفت على مسلسل «الولادة من الخاصرة 2» مع عابد فهد وقصي خولي وباسم ياخور، «كونه يحمل مقومات النجاح»، علماً بأنّها تحل بديلة للممثلة الشابة تاج حيدر التي شاركت في الجزء الأول بدور سناء شقيقة جابر (قصي خولي). إلا أنّ قندلفت لم تجد في أداء الدور تحدياً كونها أحبته بكل ما يحمل من إشكاليّات. أما عن «بنات العيلة»، فتعتبر أنّ دورها جريء فيه، حيث تحاول مجابهة المجتمع المذهبي لتكريس منطق يتمثّل في أن «الاختلاف لا يؤدي بالضرورة إلى خلاف». وتضيف إنّ ما جذبها الى الدور هو «أنه يضيء على الزواج المختلط الذي يحاول المجتمع إفشاله، لكن الحب ينتصر في النهاية»، فهي تؤدي شخصيّة ريتا الفتاة المسيحيّة التي تقع في غرام شاب مسلم، وتتزوجه وينجبان طفلاً. كما تشارك قندلفت في لوحات عدة ساخرة في «بقعة ضوء» وترى أنّ «منسوب النقد في الجزء التاسع بات أكبر».
سينمائياً، تخوض قندلفت حرباً أخلاقية في وجه والدها في فيلم «مريم» للمخرج باسل الخطيب. وتصف العمل الذي يروي قصص ثلاث نساء يحملن اسم «مريم» ويعشن في أزمنة مختلفة بأنّه ساحر. توضح «كل مريم من الثلاث تخوض حربها الخاصة»، لافتة إلى «أنّني مريم المعاصرة في الشريط الذي يروي قصة المرأة السورية في إطار محكوم بموروث ضخم من العادات والتقاليد التي تقيّد أدق تفاصيل حياتها». لكن مع ذلك، استطاعت أن تحافظ على إنسانيتها وقوتها وألا تتحول إلى ضحية. ويغطي العمل مئة عام من تاريخ سوريا المعاصر. وعن الأوضاع في سوريا، تقول قندلفت «إن الأيادي التي تعبث بالوطن كثيرة وأنا حزينة لما يحدث، لكنني لا أستسلم ودورة الحياة مستمرة»، خاتمة حديثها «سنبقى واقفين على أقدامنا مهما حدث».