2013/05/29

دموع سوزان..
دموع سوزان..


سامر محمد إسماعيل – السفير

كان لافتاً خروج الفنانة سوزان اسكاف على موديل الفنانات السوريات اللاتي حرصن في أغلبيتهن على الظهور أمام الكاميرا في أبرع هيئة، فبعضهن لا يتنازلن عن الماكياج حتى في مشاهد الاستيقاظ من النوم،

وأخريات يصررن على أن يلعبن أدوار بنات الجامعة أو فتيات في مرحلة الدراسة الثانوية رغم بلوغهن سن اليأس، حتى إن بعض ممثلات الدراما السورية ما زلن يواظبن على عمليات تجميل مستمرة لنيل أدوار الفتاة الصغيرة، أو في أحسن الأحوال هيفاوات في سن الزواج، وما يشهد على هذه الحالة هي الحيرة التي ستصادف أي مخرج تلفزيوني اليوم في إسناده لدور أم أو جدة بأي مشروع يريد تحقيقه، ولاسيما بعد رحيل فنانات الرعيل الأول أو تقدمهن في العمر، من قامة هالة شوكت ونجاح حفيظ، ومنى واصف، وإنطوانيت نجيب، لكن ما فعلته سوزان كان أبعد من ذلك، إنها هنا لا تتنازل عن ماكياجها وحسب، بل تحلق شعرها على الصفر، والجميع يعرف ماذا يعني الشعر بالنسبة للمرأة، هذا السلوك الفني الجريء لم يكن كذلك لولا إيمان اسكاف بأن ما أقدمت على فعله بإرادة واعية ما هو إلا رغبة حقيقية لتجسيد شخصية «إنعام» مريضة السرطان في مسلسل «حائرات» حق تجسيد. طبعاً لم يخلُ هذا الحدث الفني من رغبة أخرى لدى هذه الفنانة من تأكيد حضورها في الوسط الفني، وهذا حقها في نهاية المطاف، فالجرأة هنا ليست في قص الشعر وحسب، بل هي الجرأة الفنية التي انهمرت فيها دموع سوزان مع شعرها المقصوص قائلةً عنه: «بضاعة مخلوفة»؛ مشهد مؤثر ونادر في الدراما السورية، لا أعرف مدى إمكانية توظيفه في مسلسل «حائرات» للفنان سمير حسين، إن كان يسمح سيناريو العمل بذلك، لكن في النهاية نحن أمام امرأة تصرخ بشعرها، بكل جوارحها، امرأة عانت إهمال المخرجين وسطوة نجمات الصف الأول على كل الأدوار، لنراهن يتنقلن من مسلسل إلى مسلسل في موسم درامي واحد.

سوزان تليق بها السينما، تليق بها تلك الأدوار التي لم تُكتب بعد في الدراما التلفزيونية، تليق بها تلك الشخصيات النسائية الخاصة التي تخرج على كليشيهات التلفزيون، وغالباً المخرجون لم يظلموا سوزان فلا أدوار تليق بهذه «الممثلة الصلعاء» الرائعة، إذ حان أن نعترف أن أنماط مكرورة تُكتب للمسلسل التلفزيوني وفق وصفة كتابة في مجملها كان سطحياً وسهلاً، ولذلك تحتاج سوزان لنص مختلف ومغاير، نص يقدم لها شخصية مختلفة عما شاهدناه في مسلسلات رمضانية تُقدم بين إعلانات الشامبو والمحارم الورقية، وغالباً هذا النص وذاك الدور سيكون أمام كاميرا الفن السابع، ففي السينما ستكون هذه السورية الجميلة منافسة على جوائز الأوسكار، بل ستكون جدائلها المقصوصة احتجاجاً علنياً على تهميش الكثيرات من بنات جيلها كرمى عيون نجمات السيليكون «اليافعات» رغم أنف التجاعيد..