2012/07/04
مجلة الشبكة
تحدث الفنان دريد لحام "للشبكة" إبّان زيارته لبنان أياماً، مشاركاً في تصوير حلقة رمضانية ستعرض على شاشة "المنار"، وفي برنامج Profile وFace على شاشة الـOTV. وقال إنه في تكرار زياراته اللبنانية لا يعتبر ذلك تميزاً لأنها تجيء تلقائية وطبيعية.
ودريد لحام السوري من الوالد واللبناني من الوالدة (مشغرة في البقاع الغربي)، يقول ان السياسة شيء وعلاقة الشعوب بعضها ببعض شيء آخر. وهذا ما قاله لطلاب جامعة سيدة اللويزة حين سألوه مرة عن موعد انسحاب سوريا من لبنان. وهو يعود الى الدراما السورية في مسلسل بدأ تصويره بعنوان "الخربة"، تأليف د. ممدوح حمادة واخراج الليث حجو، ويشارك فيه باسم ياخور، ممدوح الأطرش، ضحى الدبس، جمال العلي ورشيد عساف.
ولماذا اعتزلت في مؤتمر صحافي لك في العام 1993 من الشمال بعد مسرحية "صانع المطر"، وعدت الى المسرح مجدداً؟ ردّ بأن الخيبات مرات تدفعه الى التفكير في الاعتزال. لكن مفتاحه ليس في يده اذا كان العمل المنوي تقديمه يفيد ويضيف إلى رصيده، بل إلى رصيد المسرح عموماً. وفي مسيرته السينمائية التي قدّم فيها 26 عنواناً، كان آخرها "الآباء الصغار"، يرى أن فيلم "الحدود" هو الأفضل. فهو عالج مشكلة الحدود بين اقطار العالم العربي. كما يعترف بأن سوريا التي باتت متقدمة في الدراما التلفزيونية، لا تزال مقصّرة سينمائياً، لأنّ هذا القطاع يجب أن يتحرر من الوظائفية والقطاع العام ويتجه إلى العملية والعصرنة.
وسألناه اذا كان مدعوماً من أحد في السلطة ليسمح له في أدق المراحل واصعب الظروف أن ينتقد ما كان يعبّر عنه في الانتقاد؟ فردّ نافياً وقال إنه في العام 1969 حين وقف على المسرح، وكان يحضر رئيس الجمهورية العربية السورية والوزراء خاف وأوصى بعائلته لقريبين. لكن الرئيس الراحل حافظ الأسد، وكان يومذاك وزيراً، خفف من حجم اصداء الانتقاد، وقال لأهل السياسة إنّ ما قيل على المسرح محقّ ويجب الأخذ به.
وأشار لحام إلى أنه في انتقاده يعتمد النهج الذي يقول فيه ما يريد قوله من دون تجريح، ويضرب مثلاً لهذا الأسلوب: لو اشترت زوجتي فستاناً بشعاً وسألتني رأي، يمكنني ان اقول لها انه جميل لكن الذي لبسته من قبل كان أجمل.
يقول ان اسوأ انواع النقد بالنسبة اليه حين لا ترى الصحافة الا الأسود من الموضوع. وقال ان ابشع نقد طاله حين كتب احدهم أن فيلم "الحدود" تمثيلية تلفزيونية لا تستحق ان تكون فيلماً سينمائياً.
اما اجمل ما كتب عنه وصفه بشارلي شابلن العرب. وقال ان المديح يمتعه وكذلك الشهرة التي قدمت اليه كل ما هو جميل، وقال: شكراً للشهرة، فاليوم الذي امر به في الشارع ولا يكلمني احد اقول: "يا ويلي ما حدا قللي مرحبا".
رحلة كفاح طويلة لدريد لحام، تسعة مسلسلات وست مسرحيات و26 فيلماً، لكنه لا يخشى بعد كل هذه النجومية أن يقول إنه عمل في بداياته خياطاً، بائعاً جوالاً، حداداً و"مكوجي". لكن هذه المهن هي التي قادته الى درب النجاح.
وهل فيلمك "الآباء الصغار" نتيجة ذلك؟ يرد لا بل يقول ان مكان اطفال بيع العلكة ليس الشارع والتسول. كذلك اطفال مسح زجاج السيارات ومسح الاحذية والى ما هنالك من صور موجعة.
يقول انه يحلم بفيلم يحققه اسمه "وطن في السماء" تجري احداثه في السماء. وان ما يمنعه أو يؤخره هو كسله بعد ان مضى ربع قرن وهو يحلم به. وسألناه من هو الممثل أو الممثلة التي ستشاركه؟ رد: بالطبع، اتمنى أن يكون صديقي الفنان اللبناني جورج خباز الذي كلما حضرت له عملاً ازداد اعجابي بتمثيله وحضوره ونجاحه. لا تفرق معي اسم الممثلة. اتمنى أن يكون معي جورج بعد أن تعثر تعاوننا في السابق لسبب (كان المشروع فيلماً) لا علاقة لجورج أو لي به. لكن عدنا والتقينا معاً في فيلم "سيلينا". قلنا له بعض الممثلين والفنانين ندموا على مشاركتهم في فيلم "سيلينا"، فرد: انا لا أندم على شيء اقدم عليه، لكن بالطبع كان يمكنه ان يكون افضل.
قال انه استقال من لقب سفير النوايا الحسنة لليونسيف في سوريا والشرق الاوسط وشمال افريقيا، وان لديه اسبابه، ومعها رسالة شكر من ادارة اليونسيف لجهوده وتطلب منه طي الموضوع، وهو فعل ذلك لأنه لا يريد ان يتساجل ويفضح ما أزعجه وأوجعه في هذا المجال.
لكنه في الوقت نفسه اعتبر أن ما قام به خدم التوعية الصحية ونشر الثقافة الصحية وقال: اتعرف، هنالك جهل صحي عند بعض الأهالي، فثمة من يعتقد ان ولده اذا اصيب بشلل الاطفال سوف يتماثل للشفاء منه حين يكبر لأن اسمه "شلل الأطفال؟
حين يحاول استعادة اغنية "يامو" لا يستطيع الا ذرف دمعة. قال إن هذه الأغنية كما "فطوم فطومي" على الحان أرمنية شائعة وهي من مسرحية "كاسك يا وطن"، ومنذ سنة 1973 لم تمت "لأنني قدمتها بإحساس ولم اتكل على الصوت الجميل، بل على الاداء باحساس فقط. أنا لست صباح فخري ولا عاصي الحلاني انا أمثل وأؤدي فقط". ويقول ان اعادة تقديمها مع الفنان مصطفى الخاني والمطرب عاصي الحلاني أسعده وكانت اللفتة في محلها.