2013/05/29
لؤي ماجد سلمان – تشرين
بعد أن حاولت بعض رؤوس الأموال امتلاك منبر إعلامي لها وسط غابة البث الفضائي، لأسباب منها اقتصادي ربحي،
أو أسباب نجهلها كمتابعين لتلك القنوات، نجدها قد سقطت في امتحان الإدارة، لافتقادها أبسط قواعد الإعلام المرئي، والمهنية، ربما هي مسؤولية الجهات التي تدير دفة القناة لمصالح غائبة عن عيون المتابعين، الذين يكتشفون بعد حين أن الاسم الذي اختارته الفضائية يختلف عن التوجه والمضمون الذي يبحث عنه المشاهد المسكين «قناة دراما 2» المصرية حاولت أن تدخل بين حيتان البث، وقنوات الدراما العربية، لكنها وعلى ما تقدمه لمتابعيها، نجدها خارج ما يسمى دراما، وتحاول من خلال اسمها أن تكسب المال بوساطة الدعايات الممسوخة التي تحرض المشاهد على الربح والفوز عبر اتصالاته.
فنجدها تدس بين الأعمال الدرامية التي تقدمها برامج لا تتعلق لا بالدراما ولا بالفن عموماً، كبرنامجها «بحر الطب» الذي تستضيف فيه أحد الأطباء ليحدثنا عن فوائد «الحجامة» وضرورتها في حياة كل شخص سواء كان يعاني من أمراض أو لم يمسسه سوء حتى، وأهم ما حاول إثباته الدكتور في خطبته الدرامية أن الحجامة تسهم في تكوين حيوانات منوية سليمة، وتعالج انسداد القنوات التناسلية عند الرجل، إضافةً لفوائدها الكثيرة لمرضى الضغط والسكري وغيرها من الأمراض المستعصية، لكن فات الدكتور والقناة أن المرأة أيضاً إنسان، حين تحدث عن ضرورة الحجامة للجميع من دون ذكر فوائدها للأنثى، حتى مجموعته الطبية التي أطلق عليها مجموعة الإنجاب، ذكر فوائدها للرجال ومعالجة العقم عند الرجل وما يصيب الذكور من أمراض، مؤكداً للمشاهد الكريم أن يتوخى الحذر من المنتجات المقلدة فهو غير مسؤول عن البضاعة التي لا تحمل اسمه.. من ناحية ثانية، تملأ القناة ساعات البث بلقطات لأعمال درامية تتكرر كل عشر دقائق عرض، تتخللها فواصل إعلانية «حقق حلمك واتصل من أي محمول، شارك في الفوز برحلة العمرة المجانية» غير البنر الإعلاني الذي يظهر في أسفل الشاشة ويتحدث عن منتجات الدكتور المذكور، وكأنه نشرة درامية، أو حدث فني يجب أن يشاهده الجميع، أو أنه أحد المساهمين في تلك القناة بشكل أو بآخر، بالطبع كل قناة مستقلة لها الحق في ما تقدمه لمشاهديها، ولكن أين حق المشاهد الذي أراد أن يتابع أعمالاً درامية، لا برامج و نصائح طبية، وتسويقاً لمنتجات سواء كانت عشبية أو كيماوية، تعالج الصلع أو العقم.. على الأقل من مبدأ التخصص والمصداقية واحترام وقت المشاهد وخياراته كان عليها أن تختار اسماً يتناسب مع ما تبثه من برامج، فمن يبحث عن قنوات الدراما ليس هدفه مشاهدة برامج طبية، ولا أحاديث عن فوائد الحجامة، أم أن تلك الفضائيات تحاكي مجتمعات بعينها لا تعرف سوى دراما العقم؟!.