2012/07/04
ميدل ايست أونلاين
يبدو أن سوء الحظ يواجه مسلسلات السير الذاتية رغم تمسك صناع الدراما بإنتاج هذا النوع من الأعمال التي فرضت نفسها خلال السنوات الماضية في شهر رمضان.
وتتعدد الأسباب التي تعيق تصوير أعمال السير الذاتية من خلافات مع الورثة إلى تردد في اختيار الأبطال والاختلاف حول كتابة السيناريو وغيرها.
ومن الأعمال المتعثرة هذا العام مسلسل "أسد الصحراء" الذي يرصد حياة المناضل الليبي عمر المختار، وتوقف العمل عدة مرات بسبب الخلافات بين المؤلف طارق البدوي وشركة "مشوار" الليبية.
ويقول طارق البدوي لصحيفة "روز اليوسف" المصرية "بداية المشكلة كانت منذ أكثر من عامين عندما اتفقت مع شركة 'مشوار' الليبية على انتاج المسلسل بمشاركة الرئيس الليبي معمر القذافي وقد رشحت مجدي كامل للبطولة إلا أن الشركة رفضت أن يكون هو بطل كل الأحداث وقامت بترشيح عمر الشريف لمرحلة الشيخوخة الذي رحب في البداية ثم عاد واعتذر عندما اكتشف أن بطل المسلسل يتحدث طول الأحداث باللغة العربية الفصحي وهذا صعب بالنسبة له نظرًا لوجوده المستمر خارج مصر واكتسابه لكنة أجنبية في نطقه للغة العربية، علاوة على أن صحته لا تتحمل مجهود التصوير في الصحراء لفترات طويلة".
ويؤكد أن الشركة رفضت أسماء المخرجين الذين اقترحهم لإخراج العمل، ويضيف "في هذا التوقيت بدأت الثورات العربية تتحرك بداية بتونس ومصر وليبيا فتوقف المسلسل تماما لانسحاب القذافي الجهة الأساسية الممولة للمسلسل، وتجدد الأمل من جديد عندما عرضت الأمر على المخرج حسني صالح الذي تحمس للعمل وبدأنا من جديد نعقد جلسات مشتركة لمناقشة تفاصيل الأحداث والبحث عن جهة ممولة تشارك شركة 'مشوار' الانتاج كذلك ننتظر ما قد يطرأ على الساحة العربية من تغيير في الفترة القادمة والذي سوف يحسم القرار النهائي إن كان المسلسل سوف يخرج للنور أم لا".
ولم يكن مسلسل "حكاية العمر كله" الذي يتناول السيرة الذاتية للفنان فريد الأطرش أفضل حظًا من سابقه فمع مطلع عام 2010 اتفق المؤلف محمد صفاء عامر مع الأمير فيصل الأطرش ابن شقيق فريد على كتابة مسلسل تلفزيوني مأخوذ عن المذكرات الشخصية له وبمجرد أن علم الممثل أحمد شاكر الذي سبق وجسد شخصية فريد الأطرش في مسلسل "أسمهان" ثار وطلب بأحقيته في أداء الدور.
وفي نفس التوقيت تمسك المطرب السوري مجد القاسم بأداء الشخصية على اعتبار أنه مطرب ويحمل نفس جنسية فريد الأطرش ودعمه في ذلك موافقة عائلة فريد عليه بعد اتصال تليفوني بينهما، إلا أن شركة الإنتاج السورية انسحبت وانسحب بعدها المطرب مجد القاسم وانحصر الترشيح في أحمد شاكر.
ويشير مؤلف العمل محمد صفاء عامر إلى أن المسلسل تم تأجيله للعام المقبل وأنه لن يبدأ في كتابته إلا بعد الاستقرار على شركة انتاج كبيرة خاصة أن العمل يتطلب ميزانية ضخمة حتي يقدم سيرة فريد الأطرش بشكل يليق بتاريخه.
أما المخرج مجدي أحمد علي فقد أكد أنه لن يستسلم للعراقيل التي تعرض لها مسلسل "بليغ حمدي" وأدت إلي تعطيل المشروع على مدار خمس سنوات وأوضح مجدي أنه لجأ للنائب العام الذي حول القضية لنيابة 6 أكتوبر، بعد أن فشلت كل الطرق والمحاولات مع مدينة الانتاج الإعلامي الجهة المنتجة للمسلسل ولقد اتخذت النيابة قرارًا باستدعاء أبطال المسلسل وفريق العمل وسيد حملي المسئول عن تدمير المشروع وتوقفه لأكثر من خمس سنوات "خاصة إنني أتهمه بإهدار المال العام في القضية التي رفعتها علىه، حيث أنفقت المدينة أكثر من مليون جنيه على التحضيرات الأولية للمسلسل دون إكماله وأصبح من حقي أخذ السيناريو واللجوء لجهة انتاج أخري".
ويضيف "بهذا تكون المدينة خسرت أكثر من مليون جنيه أما ما يدهش مجدي هو رد فعل سيد حلمي الذي يصر على عدم انتاج المسلسل وهو يعلم أنه تسبب في خسائر للدولة وهذا يدل على اهمال هذا الرجل وعدم تحمله مسئولية الحفاظ على المال المخصص للجهات الانتاجية".
ويشير مجدي إلي أنه لن يتنازل عن حقوقه وسوف يطالب بتعويض كبير عن الأضرار الأدبية والمعنوية بالاضافة إلي أجور فريق العمل خاصة أن مصممة الملابس انتهت بالفعل من عمل التصاميم الخاصة بملابس الشخصيات وكذلك مصمم الموسيقي التصويرية وموسيقي المسلسل بشكل كامل.
مسلسل "محمد فوزي" هو الآخر لقي نفس المصير حيث تعطل مشروع المسلسل لأكثر من عامين بعد أن تحمس الفنان سمير صبري له وقرر أن ينتجه انتاجًا مشتركًا مع صوت القاهرة سمير صبري قال إن شخصية محمد فوزي من الشخصيات الفنية المؤثرة في عالم الفن وعلى الرغم من ذلك لم يحصل على جزء بسيط من حقوقه أو التكريم المناسب لمشواره الفني وأن تعنت شركة صوت القاهرة والتليفزيون حالت دون خروج المسلسل للنور.
وبعد هذه الأزمة الطويلة أخيرًا خرج قرار صوت القاهرة بالتراجع بشكل نهائي عن انتاج المسلسل، مما أصاب المنتج سمير صبري بخيبة أمل واضطر لأن يقوم برفع دعوي قضائية لمطالبة شركة صوت القاهرة بدفع تعويض مادي كبير نظرًا للأضرار المعنوية والأدبية والمادية خاصة أن المخرج عمر عابدين كان قد بدأ بالفعل في تصوير عدد من المشاهد الخاصة بالأشخاص المحيطين بالفنان محمد فوزي لحين البدء في تصوير المشاهد الرئيسية التي كان سيقوم بها الفنان مصطفي قمر الذي كان مرشحًا للدور في فترة الشباب.
ومن الشخصيات التي شهدت صراعًا كبير من النجمات عليها شخصية "شجرة الدر" حيث شهدت الشخصية سباقًا قويا من الفنانات حتى قبل خروج العمل للنور.
حيث تصارع على أدائه كل من إلهام شاهين وغادة عبد الرازق وليلي علوي والسورية سلاف فواخرجي التي تعتبر نفسها صاحبة توكيل الشخصيات التاريخية كما يطلقون عليها في الوسط الفني والتي وجه لها العديد من الانتقادات من جانب الفنانات المصريات ولاسيما إلهام شاهين التي أكدت أن المشروع كان مكتوبًا باسمها منذ أن جلست مع المخرج العالمي يوسف شاهين على هذا المشروع الذي تحمس لها لتقوم بهذا الدور إلا أن الظروف لم تمكنه من تقديم المشروع، فيما تؤكد فواخرجي أن دور شجرة الدر عرض عليها خمس مرات من قبل ولكن هذه المرة لن تتراجع عنه بعد أن تمسك بها قطاع الانتاج.