2012/07/04
ماهر منصور - السفير
يمكننا اعتبار مسلسل «دائرة النار» للمخرج هيثم حقي الذي بدأت قناة «سوريا دراما» بعرضه مؤخراً، استعادة حية لمرحلة نهاية المخاض التي مرت بها الدراما السورية، وولادة لمرحلة الدراما بشكلها الحالي. ففي هذا المسلسل الذي يعود الى العام 1988، وشكل أولى تجارب المخرج حقي الإنتاجية، اكتملت فكرة حقي باستخدام اللغة السينمائية في التلفزيون.
وانطلاقاً من هذه التجربة، بدأ حقي مشواره على مدى 25 سنة، كرّس خلالها فكرة «السينما المتلفزة»، وتحول إلى مدرسة إخراجية كبيرة، متخرجوها اليوم هم مخرجون - أساتذة يرسمون معظم ملامح خارطة الدراما السورية.
كان المخرج حقي قد تتدرج في ما اعتبره حينها (خطوة إلى الوراء في مجال السينما من أجل خطوتين إلى الأمام في مجال التلفزيون) على مراحل عدة، بدأها منذ العام 1980 حين قام بتصوير أربع ساعات من المشاهد الخارجية لمسلسل «عز الدين القسام» بالكاميرا المحمولة. بعدها أنجز بطريقة التصوير الخارجي ذاتها، كلا من مسلسليه «حرب السنوات الأربع» (1985) و«غضب الصحراء» (1987)، إلى أن حقق اكتمال لغته السينمائية في التلفزيون بعد عام من خلال «دائرة النار»، عبر تصوير أحداث مسلسله في أماكنها الحقيقية وبطريقة أكثر سينمائية. ويومها قال حقي «قلت إن الكاميرا المحمولة يمكن أن تعمل مثل الفيلم السينمائي، مسلسلاً تلفزيونياًَ لقطة بلقطة».
«دائرة النار» دراما اجتماعية مكونة من 15 حلقة. سيناريو ممدوح عدوان عن نص لهاني السعدي. تتناول حكايات سكان حارة دمشقية على اختلاف مشاربهم وطريقة تفكيرهم، ليشكل عصب الحكاية الرئيسي صراع بين آليات تفكير مجتمعية، تبدو في أوضح صورها من خلال ثلاثة أبناء في إحدى عائلات هذه الحارة. فالأخ الكبير تقليدي والأصغر يمثل الجانب المتعلم الواعي، والأوسط يتأرجح بينهما على إيقاع مصالحه.
العمل الذي تعرضه القناة في السادسة مساء كل يوم، من بطولة: رشيد عساف، طلحت حمدي، عبد الهادي الصباغ، عبد الفتاح المزين، سمر سامي، سامية الجزائري، ومن الوجوه الجديدة آنذاك حاتم علي وأيمن رضا.