2012/07/04
شيماء محمد – دار الخليج
فيلم “كف القمر” بطولة خالد صالح وصبري فواز ووفاء عامر وحسن الرداد وهيثم زكي وجومانا مراد وحورية فرغلي، ومن إخراج خالد يوسف، الذي يشارك في سباق أفلام عيد الأضحى حالياً لم يشفع له كم النجوم المشاركين به في شباك الإيرادات، حيث لم يحقق المرجو منه، ما دعا العديد من النقاد إلى التأكيد أن الفيلم ظلمه توقيت عرضه جماهيرياً، خصوصاً أن العمل تمتع بمستوى فني جيد أهله للمشاركة في فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، وحصل على جائزة وزارة الإعلام .
ألا ترى أن موعد عرض الفيلم تجارياً قد ظلمه، خصوصاً أن جمهور العيد له أفلامه؟
توقيت عرض الفيلم تحدده شركة الإنتاج مع الشركة الموزعة، وهما المسؤولتان عن ذلك خصوصاً أن الفيلم قد عرض في مهرجان الاسكندرية السينمائي، وكنا متخوفين من حرق الفيلم أو قرصنته، لذلك كان لابد من تأكيد موعد العرض التجاري، ثم إن الفيلم حقق إيرادات مقبولة حتى الآن .
ولكنك كنت متردداً في البداية بشأن عرض الفيلم في فعاليات المهرجان؟
كان سبب هذا هو الخوف على الفيلم من القرصنة، إلا انه بعد مناقشات مع ممدوح الليثي رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما المنظمة للمهرجان ونادر عدلي رئيس المهرجان، وجدت أننا لابد أن نسهم جميعاً في نجاح هذا المهرجان لأنه أول مهرجان سينمائي مصري بعد ثورة 25 يناير .
ألم يضايقك عدم حصول الفيلم على جائزة في المسابقة الرسمية للمهرجان؟
لم يضايقني هذا الأمر نهائياً، والدليل على ذلك أنني ذهبت لحضور حفل الختام، وكل ما كنت أفكر فيه هو مساندة هذا المهرجان، كذلك كانت فرصة لإعلان التضامن مع السينمائي فادي سعيد الذي اعتقل ظلماً في أحداث “السفارة الإسرائيلية” والمطالبة بالإفراج عنه .
هناك العديد من الانتقادات التي وجهت إلى الفيلم وأولها اللغة الشعرية الملأى بالحكمة والفلسفة التي تتحدث بها جميع شخصيات الفيلم على اختلاف مستوياتها؟
هذا الأمر منتشر في الصعيد، فالناس هناك يمتلكون من الحكمة والفلسفة أكثر من المتعلمين، خصوصاً أن الصعيد لديه عمق حضاري كبير ومن يعرف الصعيد جيداً سيتأكد من ذلك، إلا أن المشكلة أن كثيراً ممن شاهدوا الفيلم ليس لهم دراية بالصعيد وعالمه .
شاركت في كتابة السيناريو والحوار مع ناصر عبدالرحمن، كيف كانت هذه المشاركة؟
أنا وناصر عبد الرحمن قريبان جداً في رؤيتنا وطريقتنا في التفكير والتعبير السينمائي، لذلك لا نجد أي صعوبة في المشاركة، فنحن نكمل بعضنا، وإن كانت جميع الجمل الحوارية الشعرية من تأليف ناصر عبدالرحمن، خاصة أنه ابن الصعيد، ولذلك خرجت جملة قريبة جداً من الواقع الذي يعايشه .
وماذا عن ماكياج وفاء عامر الذي لاحظ من شاهدوا الفيلم انه لم يكن مناسباً؟
ماكياج وفاء عامر كان جيداً إلا في بعض المشاهد التي كان يمكن إعادتها، إلا أنني فضلت عدم إعادتها، خاصة أن إعادة “شوت واحد” كان سيتكلف ما يزيد على مئتي ألف جنيه، لأن شركة الإنتاج كانت ستتحمل إقامة فريق العمل كله، وقد فاضلت بين إعادة هذه المشاهد لتكون أكثر جودة وبين تكلفة الإنتاج هذه المبالغ الكبيرة، ففضلت عدم تكلفة الإنتاج على أن أتحمل أنا مسؤولية هذه الأخطاء، خصوصاً أن الفيلم تكلفته كبيرة جداً، حيث قمنا بالتصوير في عشر محافظات من محافظات مصر .
لماذا أسرفت في استخدام أسلوب “الفلاش باك” في العمل لدرجة أنه صعّب على المشاهدين التفرقة بين مشاهد “الفلاش باك” والمشاهد المعاصرة؟
أختلف معك . . لم يحدث تداخل بين ماضي كل شخصية والأحداث المعاصرة التي مرت بها، فأنا تعمدت استخدام “الفلاش باك” كتكنيك إخراجي في العمل، لأن هذا النوع من الأفلام يحتوي على العديد من الأحداث، ويمكن أن يفقد المشاهد التنبيه ويحدث التداخل بين الماضي والمعاصر فعلياً، لذلك استخدمت ذلك الأسلوب حتى يظل المشاهد على قدر كبير من التركيز للتفرقة بين مشاهد “الفلاش باك” والمشاهد المعاصرة .
لماذا كانت لشخصية الأخ الأكبر “ذكري” التي قدمها خالد صالح تصرفات كثيرة غير مبررة، مثل موافقته على ترك زوجته وابنته عند أسرة زوجته، رغم احتمال إيذائهما، ما يتناقض مع الشهامة التي ظهرت في تصرفات أخرى؟
الشخصيات الإنسانية تحمل كثيراً من التناقض، فأنا ضد الشخصيات التي تحمل الخير المطلق أو الشر المطلق أو الشهامة المطلقة، فكل إنسان يمكن أن يتصرف في بعض المواقف بشكل يتنافى مع تصرفه في موقف آخر، وبما يتماشى مع الطبيعة الإنسانية، ثم علينا ألا ننسى أنه قام بالتضحية بزوجته لإنقاذ العائلة من بحور الدم التي كان من الممكن أن تهدر ما بين عائلته وعائلة زوجته .
هناك أكثر من قراءة للفيلم بعضها رأى انه يرمز للأمة العربية وبعضها رأى أنه يرمز إلى مصر، فأيهما أقرب إلى الفيلم؟
أنا في العادة لا أحب تفسير أفلامي، لأنه ليس من دور صناع العمل أن يشرحوا للمتلقي ماذا يريدون، وما رسائلهم؟ خصوصاً أن للمتلقي الحرية في تفسير الفيلم وقراءته كيفما يشاء، وكلما تعددت القراءات والمستويات كان ذلك أفضل .
هناك من اعتبر أن نهاية الفيلم متفائلة، وهناك من رأى أنها متشائمة، حيث تجمع شمل الأسرة بعد فوات الأوان وكان موت الأم . . فكيف تراها كمخرج للفيلم؟
أرى أنها كانت نهاية متفائلة، حيث تؤكد البعث ولمّ الشمل، لأن حركة التاريخ تؤكد أن النهضة دائماً تبدأ بعد الوصول إلى القاع، وعلينا أن نراجع التاريخ وتحديداً تاريخنا في مصر، ففي أحلك الظروف التي مرت بها مصر انتفض الشعب المصري وأخرج أفضل ما فيه، لذلك حدث لم الشمل بعد موت الأم، ما يعني إعادة الحياة لهذه الأسرة من خلال الأبناء، وهو ما ظهر من خلال عبارة قالها “ذكري” خالد صالح لأشقائه “هو إحنا منتجمعش إلا في الموت؟” .
لماذا تتعمد أن تكون كل أفلامك بطولات جماعية رغم وجود كم من النجوم؟
هذا حقيقي، فجميع أعمالي هي بطولات جماعية، لأنني لا أحب الاعتماد على نجم واحد، خاصة أنني أفضل اختيار النجوم المناسبين لكل شخصية، لذلك كل نجم منهم يتم توظيفه بطريقة جديدة ومختلفة، ويخرج أفضل ما فيه، لأن البطولة الحقيقية هنا للعمل كوحدة متكاملة من سيناريو وإخراج وتمثيل وجميع العناصر .
ماذا عن مشروعك المقبل؟
أعتزم تقديم فيلم عن رواية ليوسف إدريس بعنوان “سره الباتع” كنت قد اشتريتها من ورثة يوسف إدريس منذ ثلاث سنوات، إلا أن ظروف الإنتاج لم تمكني من تنفيذها خلال الفترة الماضية، وحالياً أكتب السيناريو والحوار بالمشاركة مع ناصر عبدالرحمن، كما أنوي تقديم العمل نفسه من خلال مسلسل يكتب له السيناريو والحوار الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن .