2012/07/04
دينا الأجهوري – دار الحياة
الفنان خالد الصاوي فنان مختلف يمتلك من الوعي والثقافة ما يؤهله لشغل منصب سياسي، جريء دائما في آرائه
ومعتقداته ولا يخشى أن يدفع ثمن مواقفه حتى قبل قيام “ثورة 25 يناير”، فضلاً عن إظهار موقفه بصراحة ووضوح منذ
بداية الثورة . لم يكتف خالد بإظهار دوره فقط، بل كان له دور بارز في الأحداث منذ يوم 25 يناير/ كانون الثاني وحتى يوم
11 فبراير/ شباط 2011 يوم نجاح الثورة، بعدها ابتعد عن المشهد، كما رفض قبول منصب رئيس البيت الفني للمسرح بعد استقالة رياض الخولي، ليعود إلى دوره كفنان حيث بدأ الاستعداد لعمل تلفزيوني جديد عن الثورة
* بداية . . لماذا رفضت منصب رئيس البيت الفني للمسرح، خلفاً للفنان رياض الخولي؟
- لا أستطيع قبول أي منصب في حكومة أطالب بإسقاطها، ولا في وزارة أطالب بإعادة هيكلتها من الألف إلى الياء،
وترشيحي لهذا المنصب جاء بناء على اختيار من رئيس الوزراء الحالي الفريق أحمد شفيق الذي أكن له كل الاحترام، ولكني أعارض سياسته وما أزال أطالب بتغيير الوزارة ورئيسها
* لماذا قمت بشن حرب على رئيس نقابة المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكي وطالبت بإسقاطه؟
- لأن النقابة كان فيها فساد واضح في الفترة الأخيرة، وحاولت بطلبي إسقاط أشرف زكي أن أحقق إصلاحاً داخل
النقابة والذي لن يأتي إلا برحيل النقيب، وهذا من حقي لأنني عضو في النقابة ويجب على كل شخص منا أن يكون
عضواً فعالاً في مجتمعه ويكون هو نفسه مؤثراً وقائداً للأحداث، ونحن الآن نحاول أن نطهر النقابة، وهذا التطهير لا يعني الانتقام أو التشفي، بل إعادة البناء من القاعدة مرة أخرى حتى الرأس .
* كيف ترى “ثورة 25 يناير” وهل نجحت في تحقيق كل مطالبها؟
- “ثورة 25 يناير” من أعظم الثورات التي سيتحدث عنها التاريخ، وهي ليست شبابية فقط، ولكنها جمعت كل فئات
المجتمع، ولكن شباب مصر كانوا فتيلاً لإشعال هذه الثورة، ومن وجهة نظري الثورة حتى الآن لم تحقق سوى نصف
المطالب، وليس معنى رحيل الرئيس السابق مبارك عن الحكم أن الثورة اكتملت، ولكن يجب أن نتخلص من رموز
الحكم السابق، لأن النظام الحاكم في مصر كان عبارة عن رأس أفعى لديها أكثر من ذيل وقطع الرأس لم يكن كافياً بل
نحتاج إلى القضاء على الأفعى نهائياً بكل ذيولها، كما أنني طالبت وما أزال أطالب بمحاكمة وإعدام كل من حبيب
العادلي وزير الداخلية السابق ووزير الإعلام السابق أنس الفقي الذي ضلل الشعب المصري خلال فترة الثورة
* أنت مع الاعتصامات والإضرابات المستمرة حالياً في الشركات والمؤسسات والتي تتسبب في تعطيل عجلة العمل؟
- بالتأكيد لا . . أنا لم أناد بذلك وأرفض هذه النوعية من الاعتصامات، ولكنني أدعو الشباب وشعب مصر بأكمله إلى أن
يستمر في التظاهر في ميدان التحرير يوم الجمعة من كل أسبوع للتأكيد على مطالب الثورة وللإسراع في تنفيذها
* ما موقفك من بعض زملائك الفنانين الذين كانوا مؤيدين للرئيس السابق، وهل فقدوا نجوميتهم؟
أحب أن أقول لهم: مع السلامة أنتم أيضاً مع من كنتم تؤيدون وجوده . وأضاف ضاحكاً: بصراحة لا أستطيع فهم موقفهم
حتى الآن ولكنهم “ركبوا الموجة” وظنوا أن الموضوع مجرد سحابة وستمر، وأن الرئيس لن يرحل لذلك فضلوا أن يكونوا
مع “المضمون” في ذلك الوقت، ولكن أنا على يقين من أنهم حالياً يبكون ويعضون على أصابع الندم
* ما رأيك في ما يثار حول المخاوف من وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم؟
- أنا يساري لكني لست ضد صعود أي حزب أو جماعة إلى السلطة ما دامت تأتي بانتخابات حرة نزيهة، كما أن الجماعة أعلنت عدم نيتها في الترشح للرئاسة، وأعتقد أن استخدامهم للتخويف أمر مبالغ فيه .
* في رأيك من تراه مناسباً ليكون رئيساً لجمهورية مصر الفترة المقبلة؟
- رئيس مصر القادم يجب أن يكون من الشعب ويشعر بمشاكله واحتياجاته، مهتماً بقضايا الوطن الداخلية ودوره
الخارجي، وكل ما يهم الناس، وفي رأيي أن أهم مشكلة يواجهها أهل هذا البلد هي الفقر الذي يتسبب في كل شيء .
* بماذا تفسر تأييد الشارع المصري لمحمد البرادعي؟
أعتقد أن المصريين كانوا يؤيدون البرادعي رغبة في التغيير وليس حباً في البرادعي أو رغبة فيه، فهم يريدون التغيير مع أي شخص وفي أي وضع، لأن الناس كان قد أصابها ملل شديد وتعبت مما يحدث في البلد .
* معروف عنك في الوسط أنك من أكثر الفنانين المهتمين بالسياسة رغم أن هذا نادر لأن الفن والسياسة وجهان مختلفان، ومن المفترض أن يكون الفنان غير مسيّس؟
- بالعكس في رأيي أن الفنان لابد أن يكون مسيّساً وله علاقة مباشرة بالسياسة لأنه شخصية عامة ويتأثر به العديد من الجمهور، لذلك يجب أن تكون له آراء واضحة وصريحة سياسيا .
* ماذا عن مسلسلك الجديد “خاتم سليمان” هل ستتناول فيه أحداث “ثورة 25 يناير”؟
- أعقد حالياً جلسات عمل داخل فيلا “بركة” للمنتج محمود بركة في “المهندسين”، للوقوف على تفاصيل “خاتم
سليمان”، والذي يشاركني بطولته رانيا فريد شوقي، وفريال يوسف . تأليف محمد الحناوي في أولى تجاربه، وإخراج أحمد عبدالحميد، وأثناء اندلاع “ثورة 25 يناير” قمنا بتصوير لقطات حية من المظاهرات وسنستعين بها في المسلسل
* أخيرا كيف ترى مستقبل مصر خلال الفترة المقبلة؟
- أرى أن المستقبل “منور” بشعب وأبناء مصر، ولكن علينا أولا أن نستعيد أموالنا التي هرب بها رجال الأعمال الفاسدون والوزراء إلى الخارج، وبعد استعادتها نقيم مشاريع تخدم مصر
.