2013/05/29
رانيا أيمن - (وكالة الصحافة العربية)
على الرغم من المقابل المادي الذي يحظى به النجوم عند كتابتهم لمذكراتهم، خاصة تلك التي تقدم بعد ذلك في شكل أعمال فنية أو يتم نشرها لاحتوائها على أسرار مثيرة من شأنها أن تغير الكثير من الأفكار التي يعتقد البعض أنها الحقيقة، إلا أنه في الفترة الأخيرة رفض العديد من النجوم كتابة مذكراتهم على الرغم من العروض المادية المغرية لبعض شركات الإنتاج ودور النشر.
ولعل آخرهم الفنان العالمي "عمر الشريف" الذي رفض أن يكتب مذكراته وأكد أنه لم يفكر في هذا الموضوع من قبل طيلة حياته وأن الأخبار التي تتردد عن عزمه نشر أو كتابة مذكراته ليس لها أساس من الصحة.
وعن أسباب رفضه أوضح "عمر الشريف" أنه رغم تلقيه عرضا بملايين الدولارات مقابل كتابة مذكراته إلا أنه رفض حفاظا على أشخاص آخرين، وخاصة النساء اللاتي عرفهن في حياته وارتبط بهن، كما أنه يقتنع تماما بأن مذكراته ليست فيلما سيكون "عمر" بطله الوحيد بل ستطال أشخاصا آخرين.
وكان الوقت سببا من الأسباب التي رفضت بسببه بعض الفنانات كتابة مذكراتهم ومنهن الفنانة "فاتن حمامة" التي قامت بنفي كتابتها لمذكراتها خلال الفترة الماضية، مؤكدة على أن حياتها الشخصية ملكها وحدها، وأنها مليئة بالأحزان والأفراح مثل كل الناس وترغب في أن تكون ذكرياتها محفوظة بداخلها فقط، كما أنها ترى أن هذا الوقت غير مناسب لكتابة مذكراتها والتي من الممكن أن تفكر في كتابتها لاحقا ولكن في الوقت الذي تراه مناسبا.
وكذلك أكدت الفنانة "لوسي" على أنها لا تزال صغيرة على كتابة مذكراتها، وترى أنها تحتاج لأن يمر الإنسان بأحداث كثيرة وتفاصيل في حياته يكتب من خلالها مذكراته، وكي يجد الفنان داخله هذه التفاصيل لابد أن يكون قد وصل على الأقل إلى سن الستين، ولكن هذا لا يمنع من أنها لا تمانع من كتابة مذكراتها ولكن ليس في الوقت الحالي.
وكانت الرغبة في تقديم برنامج تليفزيوني هي السبب الرئيسي وراء رفض الفنانة "فيفي عبده" كتابة مذكراتها، حيث إنها رأت أن تقديمها لبرنامج تليفزيوني عن مشوارها الفني طريقة أفضل لسرد قصة حياتها خاصة وأنها ترغب أن يسمعها منها الجمهور بطريقة مباشرة.
وأوضحت أنها ستقوم بالتحدث عن تفاصيل حياتها منذ بدايتها وبداية دخولها للوسط الفني مرورا بالأحداث التي أثرت فيها والتي كادت تحطم حياتها، خاصة وأنه لايوجد في حياتها ما تخفيه لأنها لا تخجل من شيء، مؤكدة أن حياتها مليئة بالأحداث والمشاكل والتفاصيل والتي تصلح لأن تقدم في مراجع ليس فقط من خلال برنامج تليفزيوني.
ووافق الفنان "محيى إسماعيل" الفنانة "فيفي عبده" في رأيها، حيث فضل أن يقدم مذكراته من خلال برنامج يقوم بتسجيله حاليا بعنوان "عابر سبيل"ن وانتهى من تسجيل 21 حلقة منه، وسيقوم خلاله بتسجيل تفاصيل حياته وعلاقته بالفنانين وكذلك بالشخصيات الهامة وخاصة الرئيسين القذافي والسادات اللذين كانت تربطه بهما علاقة.
وأوضح "محيي" أنه لن يكتفي بتسجيل البرنامج وإذاعته باللغة العربية بل سيقوم أيضا بترجمته إلى الإنكليزية وذلك ليتمكن من بيعه وعرضه في بعض محطات الدول الأوروبية التي عاش بها.
وعن إمكانية تجسيد قصة حياته من خلال عمل تليفزيوني أوسينمائي، أكد "محيي" أنه لا يرغب في أن يتم تجسيد حياته من خلال عمل فني وهو على قيد الحياة، وسيكتفي حاليا بهذا البرنامج والذي سيسهل فيما بعد عملية كتابة السيناريو إذا لزم الأمر لتقديم عمل فني عن حياته.
ويذكر أن من أشهر الفنانين الذين رفضوا كتابة مذكراتهم الفنان الراحل "أحمد رمزي" والذي عرض عليه كتابة مذكراته قبل وفاته بفترة قصيره، إلا أنه رفض بشده مؤكدا على أن حياته وذكرياته ملك له وحده وأن كتابة مذكراته أو تجسيد شخصيته ليس هو ما سيتذكره جمهوره من خلاله، لأن أعماله الفنية كفيلة بالحفاظ على علاقته بالجمهور حتى بعد وفاته.
وكان الراحل "أحمد رمزي" على يقين بأن أيام شبابه وذكرياته مع نجوم الزمن الجميل لن تعود سواء قام بكتابة مذكراته أو لم يكتبها، ولكنه كان دائما يفضل أن تكون علاقاته بنجوم جيله داخله وحده وأن يحتفظ بها لنفسه وتبقى في ذاكرته وتدفن معه أيضا.