2013/06/25
محمد الأزن-- (CNN)
يعود المخرج مؤمن الملا في موسم 2013 إلى خارطة العروض الرمضانية السورية، عبر مسلسل "حمّام شامي" من تأليف كمال مرّة، وتدور أحداث العمل المفترضة خلال خمسينيات القرن الماضي، ضمن إطار كوميدي طريف، ويتعاون فيه مجدداً مع النجم السوري مصطفى الخاني، وتشكل شخصية "خرطوش" التي يؤديها بالمسلسل المحور الرئيسي للأحداث.
وتبدو هذه العودة لمؤمن الملا مختلفةً في تفاصيلها وظروفها، فالمسلسل الجديد، ورغم إنتمائه إلى ما بات يعرف منذ سنوات بأعمال البيئة الشاميّة، يخرج عن الإطار التقليدي لهذه الأعمال، بوصفه عمل كوميدي، يعد صنّاعه "بعودة الأجواء الكوميدية إلى الحارة بعد غياب خمسين عاماً"، على حد قولهم، أي منذ تاريخ تقديم مسلسل "حمّام الهنا" أحد أشهر كلاسيكيات الكوميديا العربية التي قدمّها الثنائي دريد لحّام، ونهاد قلعي أيام الأبيض والأسود.
ليس ذلك فحسب، بل اختار صنّاع العمل تصويره بإمارة أبو ظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، مما شكلّ تحدياً كبيراً بالنسبة لهم في نقل أجواء دمشق القديمة إلى الخارج، حيث شيدت الشركة المنتجة ديكورات ضخمة لحارة شامية كاملة، داخل استديوهات "twofour54".
وفي تصريحاتٍ خاصّة لموقع CNN بالعربية، قال المخرج: "إن الظروف العامة للعمل، لم تسمح بتصويره في سوريا، نظراً لما تمر به البلاد، وهذا ما جعلنا نخوض هذه المغامرة خارج دمشق."
وأوضح الملا أن هذا الخيار كان مكلفاً جداً على المستوى المادي، ووصل إلى عشرة أضعاف تكاليف تصوير المسلسل داخل بيئته الحقيقية، إضافة "إلى البحث في تفاصيل البيئة الدمشقية، وإعادة خلقها خارجها، وهذا ما تطلب منّا جهداً مضاعفاً."
ولم يكن ذلك التحدي الوحيد بالنسبة لمؤمن الملا في مسلسل "حمّام شامي"، حيث حاول على مستوى المضمون "الابتعاد عمّا يسمى بأعمال البيئة الدمشقية التقليدية، كــ (باب الحارة)، وما شابهها من أعمال تم استنساخها عبر السنوات الماضية، والعودة إلى الجانب الكوميدي منها، وهو الأمر الذي غاب عن أعين المشاهدين منذ أيام دريد لحام ونهاد قلهي، ولكن مع اختلاف العمل الحالي من عدة نواحي..."، مؤكدا أنه يسعى إلى تقديم هذه البيئة: "بطريقة لطيفة، وقريبة للمشاهد."
ولدى سؤال المخرج الملا عما إذا كان يمكن اعتبار تصوير هذا المسلسل في أبو ظبي، مقدمة لتصوير أعمال شامية أخرى فيها، خلال المواسم المقبلة؟ أجاب: "كل شيء ممكن، هناك عدة أفكار لخلق حالة درامية في الامارات بنجوم وفنيين سوريين، ولكن يبقى كل ذلك ضمن الظروف المتاحة..."
وإزاءَ ما يتردد في الصحافة العربية، التي واكبت أخبار المسلسل حول نسجه على منوال "حمّام الهنا"، أكد الكاتب كمال مرّة في تصريح لـ CNN بالعربية أنه "لا يوجد تشابه بين المسلسلين إلا في مكان الأحداث"، مشيراً إلى اعتماده في "حمّام شامي" على "أنماط شعبية محببة للجمهور العربي بالإضافة، إلى الحكايات المتنوعة، وخاصّة النسائية منها، في حين اعتمد (حمام الهنا) بشكل أساسي على ثنائية (غوار الطوشة)، و(حسني البورظان)."
وأحداث قصّة "حمام شامي" تدور حول ما بعد خروج (خرطوش) من السجن، حيث تعهده صديق جدّه المعلم (أبو صخر) بالرعاية بعد وفاة الجد، فعمل لديه أجيراً في الحمّام، ودفعه حبّه لـ (ابتهال) لأن يفعل المستحيل لجمع المال من أجل الزواج بها... وهذا يتضمن الكثير من الحيل، والمكائد، والمآزق التي يذهب ضحيتها أهل الحارة، لكنّه لا يعلم أنه الوريث الوحيد لمبلغٍ ضخمٍ من المال بقي سراّ بعهدة معلمه الذي يحاول إصلاحه، وتربيته، بعيد خروجه من سجنه...."
ويعتبر مصطفى الخاني أن شخصية "خرطوش" التي يؤديها في المسلسل من أًصعب الشخصيات التي اشتغل عليها خلال مسيرته الفنيّة.
وحول طريقة بناء تصوراته لها؛ قال الخاني لـ CNN بالعربية: "بعدما قرأت السيناريو تخيلت الشخصية، وقبل بدء التصوير رسمت شكلها كما تخيلته على الورق، وقدمته لمصممتي الملابس والماكياج اللتان أبدعتا في ترجمته الى الواقع، مضيفتان لمساتهما الفنية المتميزة، لنخرج بهذا الشكل المرح لـ(خرطوش)."
وأضاف:" وحرصت على توفير خصوصية للشخصية، من خلال تشكيل مختلف للصوت، وللمفردات الكلامية، وطريقة الحركة، إضافة إلى العوالم الداخلية التي تنعكس بشكل مباشر على ردود أفعال الشخصية وعلاقتها مع الشخصيات الأخرى المحيطة بها، ويبقى ذلك كله محاولات... أتمنى أن أكون قد وفقت بها."
وحول مدى تأثره بأداء الفنان السوري الكبير دريد لحّام في مسلسل "حمّام شامي " والمقارنات المسبقة بينه وبين "حمام الهنا " وشخصياته, وفكرته, ومضمونه, قال مصطفى الخاني:"قد يكون هناك تشابه بين الصفات الإنسانية لشخصيتي (خرطوش) و(غوّار)، أو بعض المعطيات المتشابهة على الورق في الخطوط العامة للشخصيتين، أو طبيعة المكان حيث تواجدتا فيه.. ولكن بعد حصيلة عملنا كفريق متكامل بإشراف المخرج، لم أر أي تقاطع بينهما من ناحية الأداء."
"وتابع قائلا: "عموماً لا أريد أن استبق العرض، أو آراء المشاهدين، وفي النهاية الأستاذ دريد لحام مدرسة، ونحن جميعا من تلامذته، وأتمنى أن أكون من التلامذة الجيدين فيها، ونقدم شيئاً من الإرث العظيم والخالد، الذي قدموه."
وختم الخاني بالقول: " أحلم برسم الابتسامة على وجه كل شخص عربي، أو سوري يتألم ويعاني خلال هذه الأوقات الصعبة، وإن وفقت في ذلك, فسأعتبر أنني حققت أهم إنجاز قمت به في حياتي."
ويذكر أن "حمّام شامي" هو من بطولة، مصطفى الخاني، ديمة بياعة، أحمد الأحمد، ديمة الجندي، عبد الهادي الصباغ، سليم صبري، زهير رمضان، وفيق الزعيم، رامز أسود، علي كريم، مها المصري، واحة الراهب...، وكثر آخرين.