حصان طروادة.. بسقف رقابي مرتفع...دعوة صادقة للحوار.. ورصد للمتغيرات السياسية

وائل العدس – الوطن السورية

يندرج مسلسل «حصان طروادة» تحت بند الأعمال الشبابية، لكونه يتطلع إلى أحلام الشباب السوري في ظل الأزمة التي تتعرض لها سورية، وكيفية تعاطي الشباب معها.

العمل من تأليف مجموعة من الشباب وإخراج أسامة الحمد وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، ومشاركة عدد من الفنانين السوريين منهم أدهم مرشد، إسماعيل مداح، عاصم حواط، أيمن عبد السلام، مصطفى سعد الدين، جمال شقير، معن كوسا وعدد من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.

سقف مرتفع

وكان مدير المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني فراس دهني قد أكد في وقت سابق لعدة وسائل إعلامية أن المؤسسة لن تُواجه أي مشاكل رقابية بالنسبة لمسلسل «حصان طروادة»، والذي يتناول الأحداث السياسية في سورية إيماناً منه بأن موضوع الرقابة تطوّر كثيراً في سورية في الفترة الأخيرة، فقد أصبح هناك انفتاح كبير جداً في وسائل الإعلام نحو التعبير الدرامي التلفزيوني بما يوازي الأحداث الجارية في الشارع.

دعوة للحوار

العمل عبارة عن سلسلة مكونة من 60 حلقة، مدة كل منها تتراوح بين (2-4) دقائق، تلقي الضوء على المواقف السياسية من الأحداث الجارية، ويتم فيها رصد المتغيرات السياسية وفق رؤيا فنية جديدة.

ويعتبر «حصان طروادة» دعوة صادقة للحوار السوري بين جميع الأطراف، لأن الحوار هو السبيل الوحيد للاقتراب من بعضنا ودونه سنبقى بعيدين عن بعضنا بسبب الأسوار التي وضعناها حول أنفسنا، وعندما نزيل هذه الأسوار ننجح في مخاطبة بعضنا البعض.

كما يتناول العمل مواقف الناس من الأزمة دون الخوض في تحليلات الوضع السياسي، كما أنه يتناول الأزمة بشكل موضوعي دون الانحياز للموالاة أو المعارضة، ويترك المجال متروكاً للمشاهد ليفكّر ويحلل ويستنتج.

الأسطورة الشهيرة

العمل مشروع شبابي، يهدف إلى معرفة طريقة تعامل الشباب مع الأزمة، واستمد اسم المسلسل من فكرة الأسطورة الشهيرة، حيث إنه عندما تصل الجيوش إلى مدينة طروادة لاحتلالها يتراجع الأمير الذي خُطفت زوجته عن الحرب ويقول لشقيقه أن أعد لي زوجتي ولا أريد غير ذلك، لكن شقيقه يفاجئه بالقول إنه يريد احتلال المدينة، وإن هذا هو هدف الحرب الأساسي.

ويناقش العمل أفكاراً تتعلق باختلاف الآراء الذي لا يصل إلى حد الخلاف عبر آفاق جديدة وخلق وجهة نظر ثالثة.

وكانت مدينة طروادة القديمة تقع بالقرب من مضيق الدردنيل، وفي الخمسينيات من القرن الماضي تم بناء متحف يضم ضمن مقتنياته آثاراً للمدينة مع حصان خشبي في حديقة المتحف يمثل حصان طروادة الأسطوري.

ومن هذه الأسطورة استـُنبط مصطلح (حصان طروادة) للدلالة على ما هو ظاهره نافع مفيد وباطنه ضرر أكيد.