2012/07/04
طارق الشناوي – روز اليوسف
ما هو حال السينما والغناء والمسرح والتليفزيون فى مصر بعد اعتزام الإخوان المسلمين فى أعقاب الاعتراف الرسمى بشرعية تواجدهم أن يقدموا إنتاجهم الفنى المقدم طبقاً للشريعة الإسلامية بعد أن أنشأوا الشركات ورصدوا المبالغ الطائلة فى هذا المجال؟!
قناعتى الشخصية وطبقاً لما أعرفه عن طبيعة الوسط الفنى فى مصر والعالم العربى هو أن أغلب النجوم سوف يقدمون أعمالاً لهذه الشركات تبعاً لما يريده أصحابها ولن يتذكر أى منهم كل أقواله وتصريحاته السابقة التى كان يتشدق بها فى هجومه على الإخوان ورفضه فى نفس الوقت لفكرة تقديم عمل فنى مصنوع طبقاً لهذه المواصفات التى تمنع تواجد المرأة إلا إذا كانت محجبة وترفض أى مشاهد تجمع بين الرجل والمرأة مهما قدمت بأسلوب فنى خال من الابتذال.. شركات الإنتاج التابعة لفكر الإخوان المسلمين سوف تفرض الآن على صناع الدراما والأغانى أن يلتزموا بتلك المعايير وكالعادة سوف يستسلم أغلبهم لمن يدفع.. إن من يملك يحكم.. هذه هى القاعدة فى دنيا السياسة وأيضاً فى الفن من يدفع يملك ويتحكم ويملى شروطه والتجربة العملية أثبتت لنا أن أغلب الفنانين يغيرون مواقفهم ومبادئهم 180 درجة فى لحظة وسوف أضرب لكم مثلاً بأشهر وأهم موزع للسينما المصرية والذى أصبح الآن هو المنتج السينمائى الأول أقصد «محمد حسن رمزى» كان هو موزع أفلام «نادية الجندى» و«نبيلة عبيد» منذ الثمانينيات وحتى منتصف التسعينيات عندما كانت الأولى تحمل لقب «نجمة الجماهير» والثانية «نجمة مصر الأولى» قبل أن يأتى زمن تبتعد فيه النجمتان مجبرتين عن بؤرة السينما ويتغير توجه الجمهور إلى ما عرف بالسينما النظيفة.. كان «رمزى» يحرص فى أفيشات الأفلام التى يوزعها وتلعب بطولتها «نبيلة» أو «نادية» أن يحتوى الأفيش على أكبر قسط ممكن من أنوثة «نبيلة» و«نادية» من أجل أن يبيع الفيلم فى الداخل والخارج، وهكذا كان الأفيش عبارة عن سيقان وأثداء وقبلات بأسلوب فج من أجل جذب الجمهور إلى السينما بعد ذلك عندما تغير المزاج الجماهيرى وظهر منذ منتصف التسعينيات تعبير السينما النظيفة صار «رمزى» ومعه مجموعة أخرى من المنتجين كانوا هم رواد الأفلام المتحفظة والأكثر نظافة صاروا هم بديل مساحيق الغسيل «رابسو» و«تايد» فى إزالة أى بقعة سينمائية بها إغواء نسائى بل تحول «رمزى» إلى رقيب يحذف من الأفلام ليس فقط القبلات، ولكن الإيحاء بقبلة صار أيضا ممنوعاً كان هو وعدد من المنتجين قد وضعوا فى خطتهم إنتاج هذه الأفلام التى تعبر بالضبط عما يريده التوزيع الداخلى والخارجى للأفلام التى ارتبطت فى جزء كبير منها بنجوم الكوميديا مثل «محمد هنيدى» والراحل «علاء ولى الدين»، كما أن «جانات» السينما الفتيان الأوائل كان أغلبهم حريصا على تقديم أفلامهم منزوعة النساء!
الآن بدأ عدد من شركات الإنتاج المصرية فى توفيق أوضاعها من أجل الاستعداد لتقديم فن بمواصفات إسلامية أشد تحفظاً حتى مما كان يعرف بالسينما النظيفة بعد أن ظهر على الساحة عدد من الكيانات الإنتاجية الضخمة التى أنشئت حديثاً وهى تابعة لتنظيم الإخوان أو على الأقل من المتعاطفين معه.. التجربة أثبتت أن الفنانين وشركات الإنتاج أتحدث بالطبع عن الأغلبية لا يعنيهم سوى أن يحققوا مكاسب مادية سواء تحققت من الإمعان فى التقوى أو الإمعان فى الفجور!
أنتظر فى الأشهر القادمة فناً مصنوعاً على ذوق من يدفع وأتصور أيضاً أن الفنانين الذين يشاركون فى هذه المسلسلات والأفلام والأغنيات لن ينتهى دورهم مع كلمة «استوب» التى تعلن نهاية التصوير، بل سيصبح عليهم واجب أن يدافعوا عن تلك الأعمال، بل لا أستبعد أن يتبرأ بعضهم من كل الذى قدموه فى السابق!
كانوا يبيعون أعمالهم الفنية بالمزيد من القبلات والعرى الآن سوف يبيعونها بالحجاب، مبدأهم الدائم هو مقولة «سعيد صالح» فى مسرحية «هاللو شلبى».. «اللى يتجوز أمى أقوله يا عمى»!