2012/07/04
مجلة الشبكة
لائحة طويلة من الاتهامات تشمل "إشاعة الفاحشة" و"التحايل على الشرع" و"ازدراء الأديان"، ويواجه عدد من الفنانين خطر الملاحقة القضائية، ذلك عقب الحكم القضائي الذي صدر في غير مصلحة الفنان عادل إمام أخيراً، بعد اتهامه بازدراء الأديان.
فقد أكدت مصادر أن عدداً من المحامين المنتمين إلى التيار الديني، يتجهون لتحريك عدة دعاوى قضائية ضد عدد من العاملين في الحقل الفني، أمثال المخرجين محمد فاضل، وخالد يوسف، وإيناس الدغيدي، والممثلات سمية الخشاب، وغادة عبد الرازق، وعلا غانم، بدعوى تقديم مشاهد العري في أعمالهن الفنية، وقيامهن بالسخرية من ممثلي التيارات الدينية. وقال المحامي محمد ياسين، الذي قاضى عادل إمام بتهمة ازدراء الأديان، إنه اتفق مع المحامين بمطالبة رجال القضاء في الدعاوى الجديدة بإنزال أقسى العقوبة بهم، كما ينص قانون العقوبات، مؤكداً أنه سيطالب
بتوقيع حد الرجم على خصومه في القضايا. وكانت دعوى ثانية قد حركها عدد من المحامين في وقت سابق ضد السيناريست وحيد حامد والمخرج شريف عرفة. ومن المنتظر أن يتم بت القضايا هذا الشهر، كما سيتم استئناف الحكم في قضية عادل إمام في 3 نيسان المقبل.
ويدرس أعضاء جبهة الإبداع المصرية إمكان تحديد الإجراء المناسب للرد على تجاوزات بعض أعضاء نقابة المحامين من المنتمين إلى التيار الديني ضد الفنانين المصريين، وخصوصاً أنّ الحكم في قضية عادل إمام بحبسه فتح الباب أمامهم للتناهي، إذ رفع عدد منهم أخيراً، وعلى رأسهم المحامي محمد ياسين صاحب دعوى ازدراء الأديان ضد الفنان عادل إمام، دعاوى قضائية جديدة ضد سمية الخشاب، وغادة عبد الرازق، وعلا غانم، وخالد يوسف وإيناس الدغيدي، ووحيد حامد، وشريف عرفة، ومحمد فاضل بتهمة إشاعة الفاحشة، والتحايل على الشرع، وسخريتهم من الملتحين والملتزمين دينياً. ووصل الأمر إلى حد الدعوة إلى الرجم. وقرّرت الجبهة تحديد آلية واضحة للرد على هؤلاء وعلى أي دعوى مشابهه يتم رفعها في المستقبل. وجدد ياسين ملاحقة الفنانين بضرورة تنفيذ الحكم الذي صدر سابقاً برجم المخرجة إيناس الدغيدي، بعد تصاريحها الأخيرة على إحدى القنوات الفضائية برفضها إغلاق المواقع الجنسية على الانترنت. وأكد المحامي أن حكم الجلد متاح وقابل للتنفيذ وفقاً للمادة الثانية في الدستور، وأنه لن يتراجع عن الدعوى التي أرسلها إلى النائب العام بطلب ترحيل مروى اللبنانية أو محاكمتها بتهمة إشاعة الفسق والفجور، من خلال ظهورها عارية في فيديو انتشر على مواقع الإنترنت أخيراً، ذلك وفقاً للضوابط القانونية المستمدة من الأديان السماوية، سواء الإسلامية أو المسيحية. وتابع أنه لا يطالب برجم مروى، إنما بمحاكمتها وفق القانون، ذلك بعد تصالحها مع نقابة الموسيقيين التي منحتها فرصة جديدة. يذكر أن المحامي محمد شعبان كان قد صرّح أنه اتفق مع عدد من المحامين على مطالبة رجال القضاء بتوقيع أقسى العقوبات بحق الأسماء السابق ذكرها، كما ينصّ قانون العقوبات الذي يصل إلى حد الرجم، وقاموا بجمع التصاريح التي وصفوها بالمستفزة من هؤلاء النجوم في وسائل الإعلام التي يسخرون فيها منهم.
وأكدت نقابة المهن التمثيلية ومستشارها القانوني أنها ستطالب ببراءة إمام من جهة، والدفاع عن وحيد حامد، ومحمد فاضل، ونادر جلال، وشريف عرفة، ولينين الرملي من جهة أخرى، في القضايا المرفوعة ضدهم. كما أكد نقيب الممثلين أشرف عبد الغفور أن القضية التي حكم فيها على عادل إمام غيابياً بثلاثة أشهر، هي قضية منفصلة، وأن هنالك قضايا أخرى مرفوعة ضد عدد من المبدعين من أعضاء نقابتي الممثلين والسينمائيين، ولم يتم الحكم فيها حتي الآن. وأشار عبد الغفور إلى أن النقابة موقفها واضح بالدفاع عن حرية الإبداع وخصوصاً إذا كانت هذه القضايا تافهة وهشة، ويقوم بها محامون يبحثون عن الشهرة. وفي النهاية، كلها قضايا بسيطة سيحكم فيها من أول جلسة لمصلحة المبدعين. وأضاف أن هنالك بروتوكول تعاون بين نقابتي الممثلين والسينمائيين للوقوف إلى جانب حرية الإبداع والمبدعين ما داموا لا يقدمون شيئاً بعيداً عن تقاليدنا وثقافاتنا. وهذا الدعم معنوي أكثر منه مادي، ولا يعني الاعتراض على أحكام القضاء، بقدر ما يعني الثقة بأحكامه العادية. ومن جانبه أكد المخرج محمد فاضل أنه لا يعلم شيئاً عن القضية، وأنه ترك الأمر لنقابتي الممثلين والسينمائيين لمتابعتها وخصوصاً أنها قضية مهنية وليست شخصية، وانه يتعجب من توقيتها لأنها أول مرة ترفع ضده قضية بسبب أعماله، إذ إنه، على حد قوله، لا يسيء إلى أحد، وأعماله معروفة لدى الجمهور بأهدافها التي تهم المجتمع المصري. ورفض فاضل في الوقت نفسه الربط بين هذه القضية وبين تصاعد التيار الديني، لأنه لن يعلق حالياً باعتباره متهماً في القضية.
من جانبها أكدت الفنانة هالة صدقي التي أشاعوا ورود ذكرها في إحدى القضايا المرفوعة على الفنانات، أن القضايا المرفوعة ضد الفنانين لن ترهبها أو تجعلها تستلم وتتوقف عن أعمالها الفنية، حتى لو رفع عليها هؤلاء المحامون قضايا مماثلة. وأضافت هالة "أن هذه النوعية من القضايا ليست جديدة على الفن، إذ سبق فحكم على معالي زايد في قضايا مشابهه ونالت البراءة. واعتقد أن الأشخاص أنفسهم الأشخاص الذين رفعوا القضايا على معالي زايد وغيرها هم أنفسهم الذين يتهمون عادل إمام بازدراء الأديان بأعماله، علماً أن إمام أكثر الفنانين الذين قدموا أعمالاً تخدم المجتمع وتحارب التطرف والفساد وتدعو إلى الوحدة الوطنية." وأضافت صدقي أن هذه القضايا هدفها الوحيد هو الشهرة، لأن أصحابها ينتمون إلى تيارات متطرفة واجهت قبل الثورة كبتاً وإحباطاً، وتحاول الآن أن تعبّر عن نفسها وتعلي من صوتها الذي خرّسه النظام السابق. لذلك من الطبيعي أن يقوموا بمثل هذه التصرّفات، وعلى النقابة أن تقوم بدورها تجاه مثل هذه القضايا.
وأكد إبراهيم كيوان المستشار القانوني لحزب النور السلفي، أن القضايا المرفوعة ضد الفنانين ليس للأحزاب الدينية أي علاقة بها، وأنّ من يقومون بذلك يبحثون عن الشهرة ويحاولون بث الفتنه وإشاعة الفوضى في البلاد، وهذا ليس من شأنهم، وعليهم أن يبحثوا عن قضايا غيرها تهم مصلحة البلاد وليس التخريب فيها.
وفي النهاية، القضية لم ولن تنتهي عند هذا الحد، إنما هنالك قضايا وخفايا أخرى نأمل أن تنتهي سريعاً.