2013/05/29
الثورة – فنون
في جعبتها الكثير من الطموحات التي تعمل على تحقيقها بدأب وإصرار ، ترفض الدور الذي ترى فيه تقوقعاً ضمن نمط سبق وقدمته ، تسعى لأخذ فرصتها الحقيقية من خلال الشخصية المركبة التي تفجر ما بداخلها من مخزون وموهبة حقيقية ..
إنها الفنانة جيهان عبد العظيم التي شاركت في الموسم الدرامي الأخير بستة أعمال ، لكنها على الرغم من ذلك تجد أنها لم تلب هواجسها ، وتنتظر أن تؤدي الدور المُشتهى الذي يفجر ما بداخلها من طاقات وإمكانيات فنية وإبداعية حقيقية .. معها كان لنا هذا اللقاء :
إلى أي مدى تشعرين بالرضا عن حجم مشاركاتك في الموسم الدرامي الأخير ؟
العامان الأخيران لم يكونا جيدين بالنسبة إلي ، لكني حاولت فيهما انتقاء أفضل ما قدم لي من أعمال ، أضف إلى ذلك أنه كان هناك سوء تفاهم بيني وبين عدة أشخاص في الوسط الفني وتصالحنا .
في الموسم الأخير شعرت بالسعادة لمشاركتي في المسلسل التاريخي (إمام الفقهاء) خاصة أنه مضى علي زمن لم أشارك فيه بعمل تاريخي ، وهو العمل الوحيد الذي جعلني أشعر أنني حققت شيئاً جيداً هذا العام ، كما قدمت عدة لوحات في (أوراق بنفسجية) أما في الجزء التاسع من (بقعة ضوء) فلم أكن راضية عن حجم مشاركتي فيه وعن طريقة وضع اسمي في الشارة ، كما شاركت في أحد أفلام العمل البوليسي (ما بتخلص حكايتنا) ، وحققت حضوراً لطيفاً في (زنود الست) فهو عمل لذيذ وجميل وانا أحب العمل مع الفنانة وفاء موصللي ، وشاركت بست حلقات منه وكانوا من بطولتي . كما شاركت في (أيام الدراسة) .
تحدثت عن سوء تفاهم ، فمع من وكيف تم حله ؟
كان هناك سوء تفاهم مع المخرجة رشا شربتجي وأنا أحبها وأحترمها كثيراً وهي تحبني ، ولم أكن أريد أن يحدث (زعل) فيما بيننا ، وكان من المفروض أن أكون في مسلسل (بنات العيلة) لكن حدث اختلاف وكان خياري ألا أكون في العمل . وقد قالت المخرجة رشا كلمة جوهرية وهي أن الضغط الذي شعرنا فيه ، خاصة في بداية الأزمة ، خلق نوعاً من التوتر جعلنا لا نفهم بعضنا ونكون انفعاليين ، ولكن قرارنا أن تجمعنا المحبة ، فالحب هو الذي يبقى ، وأنا أؤمن أنه في النهاية الخير هو من ينتصر على الشر . والحمد الله زال سوء التفاهم بيننا .
ما سبب قبولك المشاركة في مسلسل (أيام الدراسة) بجزأيه رغم كل ما أثير حوله من انتقادات حتى من بعض أبطاله ؟
في العام الماضي هاتفني المخرج إياد نحاس وقال لي أن هناك مسلسلاً كله من الشباب والوجوه الجديدة، والوحيد الذي كنت أعرفه من بينهم هو الكاتب والممثل طلال مارديني ، وعند اجتماعي معه ومع الكاتب طلب مني التواجد في العمل خاصة أنهم بحاجة لاسمي فكل من معهم وجوه شابة ، وكان بالعمل هناك اسمي واسم رندة مرعشلي ووائل رمضان ، فوافقت ، ولكني لم أتوقع أن يكون هناك جزء ثانٍ ، وعندما أخبروني بأنهم يكتبون جزءاً جديداً اعتذرت فوراً عن المشاركة فيه ، فتحدث معي الكاتب وقال أنه كتب حتى الحلقة (15) ويريدون أن أكون معهم وكذلك تحدث معي المنتج والفنان يامن الحجلي ، فقلت إنني لست مع فكرة الأجزاء خاصة أن العمل ليس مشروعي وإنما مشروعهم ، وحتى عندما قرأت النص لم أحب المادة المكتوبة التي قدمت لي ، ولم أكن راضية عن تطور شخصيتي ، وشعرت أنني مقحمة بأربعين أو خمسين مشهداً كتواجد فقط ، فصورت مشاهدي الأساسية من المسلسل والباقي لم أصوره واعتذرت عنه ، أي أنني لم أصور المشاهد التي شعرت أن تواجدي فيها ليس فيه فعل ، وإنما هو مجرد حضور للتصفيق أو الضحك أو للتواجد فقط . وكان المخرج والكاتب متفهمين لذلك . وأنا أحترم هذه التجربة خاصة أن العمل كان مُتابعا جماهيرياً، ولكن إن كان هناك جزء ثالث له فلن أتواجد فيه .
ما الاختلاف الذي لمسته بين (أوراق بنفسجية) و (بقعة ضوء) ؟
ليس هناك من فرق ، لكن (بقعة ضوء) إنتاج ضخم ، إلا أنني أحببت لوحات (أوراق بنفسجية) فكان فيها شغل جميل جداً ، والمخرج فيصل بني المرجة مخرج حساس . ولكن بالمقابل أرى أن (بقعة ضوء) تحول إلى يوميات سورية وبات جزء منا لا يمكنك مقارنته بأي عمل آخر ، ومهما قدمت فيه سيتابعه الناس . ففيه الكوميديا السوداء الجميلة المؤثرة التي يحبها المشاهد ويتفاعل معها ، ويختلف عن الأعمال الأخرى ويتطرق إلى مختلف القضايا بما فيها السياسية والاقتصادية فهو أجرأ من غيره ، أما الأعمال الأخرى فعلى أهميتها إلا أنها مختلفة عنه .
أيهما كان الأقرب إليك بينهما على مستوى ما قدمت من شخصيات ؟
بالطبع (أوراق بنفسجية) مع المخرج فيصل بني المرجة فقد أعطاني مساحة للعمل ، وعلى سبيل المثال جسدت ضمن إحدى اللوحات شخصية (عكيد) وكانت مهضومة ، كما قدمت لوحة مع الفنان آندريه سكاف جسدت فيها دور المرأة الحلبية الشعبية ، وفي لوحة أخرى لعبت شخصية طالبة الجامعة , وبشكل عام أحب أن يعطيني المخرج مساحتي في الشغل وألا يحجمني ، أي أن يشعرني أنه مهتم بعملي فأعطي أكثر .