2013/05/29
زكية الديراني – الأخبار
قبل أيام، نشرت بعض وسائل الاعلام خبراً مفاده «جورج قرداحي يعود إلى mbc، فهل تخلّى عن تأييده للاسد؟»، جملة قصيرة لفتت متابعي الاعلامي اللبناني الذين قرأوها أكثر من مرّة من دون تصديقها. لكن السؤال الذي طرح: لو افترضنا عودة الاعلامي إلى أحضان القناة السعودية، فهل حقاً تراجع عن مواقفه المهاجمة لـ«الثورة» السورية، خصوصاً أنّ قرداحي كان قد سبق زملاءه إلى إعلان موقفه السياسي مما يجري قبل أكثر من عام، وقال «الثورة السورية مؤامرة مفضوحة تستهدف أمن البلاد واستقرارها ونهضتها». وكلّفه رأيه يومها قطيعة مع القناة التي سطع نجمه طوال أكثر من عشر سنوات.
للتأكّد من صحة الخبر، كان لا بدّ من الحديث مع بعض القائمين على MBC. الملفت أنّهم رفضوا التعليق على عودة مقدّم «من سيربح المليون» إليها، واصفين الخبر بأنه «أمر سريّ». لكنّ الصورة لا تكتمل من دون الوقوف على رأي قرداحي لمعرفة حقيقة ما يجري. فور الاتصال بالاعلامي، لم يترك لنا مجالاً لنبرّر سبب حديثنا معه. نفى مباشرة كل ما نشر في الاعلام، واصفاً إياه بأنه عار عن الصحة جملة وتفصيلاً. يتحدث قرداحي بكل صراحة عن تلك الاخبار، قائلاً «إن الكلام عن مفاوضات سريّة مع mbc أمر مخز، وأرفض بتاتاً الحديث إلى أيّ شخص له علاقة بتلك القناة، وآخر اجتماع مع المؤسسة السعودية كان قبل أكثر من عام. لكن المؤلم في الشائعة هو الحديث عن تراجعي عن مواقفي التي أطلقتها قبل عام حين أعلنت تأييدي للشعب السوري ووقفت ضد الثورة وما يعرف بالربيع العربي». وطلب الاعلامي من المجموعة السعودية عدم المتاجرة باسمه، معتبراً أن تلك المؤسسة الاعلامية قد «تاجرت بدماء الشعب السوري على ظهره». وبرّر قرداحي رأيه السياسي المناهض للثورات، بأنه لم يكن انتهازياً ولم يطلب مكافأة من أحد لقاءه، بل على العكس، لقد أثبتت الايام أنه «كان على حق تجاه ما يجري في عاصمة الامويين». يذهب قرداحي أبعد من ذلك، ويطلب اعتذاراً من كل مَن أسهم في نشر شائعة عودته إلى القناة لأنّها تهدف إلى الاساءة له شخصياً.
واعتبر أنّ انتشار الشائعة في هذا التوقيت يهدف إلى ضرب شعبيته في قضاء كسروان حيث ينوي الترشّح للانتخابات النيابية، فقد بدأ بحجز مقعد له على لائحة «التيار الوطني الحر». برأيه، أنّ هناك مطبخاً مهمّته تلفيق الأخبار، وحاول مطلقو الشائعة ضرب صدقيته تجاه الناس لكنهم فشلوا. لم تكن تلك الاقاويل التي تحدثت عن عودته إلى mbc عفوية بحسب قرداحي، بل على العكس يجدها مدروسة. يحمل المقدّم «الوسيم» لوماً على الاعلام العربي عموماً، لأنّ الثورات غيّرته، إذ صار ينشر الأخبار من دون التأكد من صحّتها، مطالباً بالثورة على الاعلام لإعادة تأهيله. يبدو أنّ الاعلامي ازداد تمسّكاً برأيه، يوم أعلن موقفه السياسي تجاه الاحداث في سوريا، لم تكن الصورة جليّة. أما اليوم وقد غرقت سوريا في أتون الاقتتال المذهبي... فلن يغيّر رأيه بالتأكيد!