2012/07/04
ندى مفرج سعيد – الأخبار
بدأ العد العكسي لإطلالة جورج قرداحي الأولى على قناة «الحياة» المصرية. فقد باشر الإعلامي اللبناني المخضرم تصوير برنامج «المليونير» في القاهرة، تحت إدارة المخرجة جنان منضور، تمهيداً لعرضه يوميّاً في رمضان. ما الذي أغراه في عقد «الحياة» رغم العروض الكثيرة التي انهالت عليه منذ إعلان استقالته من mbc؟ يثني قرداحي على المحطة التي «صعدت بسرعة منذ انطلاقتها، لتصبح في طليعة القنوات المصريّة، تملك الإمكانات والعزم والتخطيط لإعادة مصر إلى الدور الاعلامي الذي كان مهمشاً في عصر حسني مبارك».
ويعرب عن تقديره لكل قناة عرضت إليه الظهور عبر شاشتها، «لكن ما شجعني على التوقيع مع «الحياة» لمدة ثلاث سنوات، هو كون المحطة اشترت حقوق «من سيربح المليون»، بعدما تخلت عنه mbc منذ عام». ويضيف «بعد الذي حصل معي في mbc، يدرك الجميع في الوسط الإعلامي أن القرار السعودي في حقي أراد معاقبتي»، لكنّه يرى أنّ القرار كان عقاباً اقتصادياً لـmbc. وحين نسأله عن برنامج «إنت تستاهل» الذي صوّره لمصلحة الشبكة السعوديّة، ووضع في الأدراج ويقدمه اليوم في موسمه الثاني الإعلامي السعودي سعود الدوسري، يفضل عدم التعليق على الأمر، مكتفياً بالقول: «أتمنى التوفيق له وللمحطة».
لن يكون «المليونير» نسخة طبق الأصل عن برنامج «من سيربح المليون» الذي أطلع شهرة قرداحي. يقول إنّه سيشهد بعض التعديلات حيث «سيكون الإيقاع أكثر سرعة، وستحدّد مدة الإجابات بـ15 ثانية، أي أن المشترك لن يأخذ وقته، وهذا يسمح لنا باستضافة أربعة ضيوف في كل حلقة، كما ألغيت سؤال السرعة الذي كان يحدد من هو صاحب الحظ في الاشتراك في المسابقة».
يصوّر قرداحي برنامجه في مرحلة حاسمة من تاريخ المحروسة، وهو يرى ما يجري على الساحة المصريّة «دليل عافية»، معتبراً أن «هذا المخاض لا يدعو إلى القلق، لأن هذا منطق الثورة». ويثني على «مناخ الحرية المطلق هذه الأيّام، فالإعلاميون باتوا يطرحون الأسئلة بكل شجاعة، وهو ما كان غائباً في سنوات العهد البائد». وإذا كان قرداحي سيطّل يوميّاً في رمضان، فإن الشاشات المصريّة تستعين بإعلاميين لبنانيين آخرين أيضاً. نيشان ديرهاروتيونيان، يقدّم برنامجاً على الشاشة نفسها، وطوني خليفة يعطي موعداً للجمهور كعادته على قناة «القاهرة والناس». لا يرى قرداحي هذا الأمر دليلاً على ضعف ما في المشهد الإعلامي المصري «لأنّه يتمتع بكفاءات مميزة، لكنه اعتراف بتألق الإعلاميين اللبنانيين». ويضيف أن «تبادل الوجوه الإعلاميّة بين البلدين ليس جديداً، فمن لا يتذكر الإعلاميّة المصريّة ليلى رستم على شاشة «تلفزيون لبنان»؟». وبعد انتحال مجهول شخصيته على تويتر، وإطلاقه شائعة اعتناقه الإسلام، يعلّق قرداحي بأنّه لم ير في الشائعة إساءة أو مديحاً، بل مزحة أطلقت في الاول من نيسان (أبريل)، خصوصاً أنّ «لا حساب لي على تويتر». ويتابع: «لي الشرف أن أعتنق الديانة الاسلامية لكنني لست بحاجة الى الأمر طالما أن الاله واحد في الديانتين وكل ديانة متأثرة بالأخرى».
أما عن مواقفه السياسيّة التي شغلت الرأي العام العربي، فيؤكّد أنه لم يندم عليها أبداً، وما قاله بالأمس يردده اليوم، معتبراً أنّ «موقف العقل والحكمة وتجنب إراقة الدماء، هو الذي انتظرته من السعودية تجاه الوضع السوري، لأن الملك عبد الله كان ولا يزال صاحب المساعي الحميدة، ولطالما سعى لرأب الصدع العربي. ولا أدري ما الذي تغيّر في السياسة السعودية». ويعرب عن خشيته من أن تنزلق سوريا الى حرب أهليّة، لأن هذا الأمر سيسبب كارثة في المنطقة. ويضيف «من يدفع الثمن اليوم، هو الشعب، ومن انتقدني كان يخال أن النظام سيسقط بعد شهر». لكنّه يستبعد عودة الحرب الأهليّة اللبنانيّة من البوابة السوريّة. يقول: «اذا عدنا إلى الحرب، فهذا دليل على أنّنا لا نستحق هذا الوطن» مقللاً من أهمية «المناوشات في الشمال التي لن تؤدي إلى اشعال الحريق». ويراهن على «حكمة القيادات السياسيّة في هذا البلد». وهل سيكون جزءاً من هذه الطبقة في الانتخابات النيابية المقبلة؟ يجيب: «سنرى على أي قانون سترسو، وأنا مستعد لخدمة بلدي في أي مكان، ولدي رؤية لوطني ومستقبله، وإذا كنت في موقع نيابي، فسأضغط من أجل أن يعود لبنان جوهرة هذا الشرق».
إذاً، يطلّ قرداحي بملايينه من «أم الدنيا»، ليعيد «الحياة» إلى برامج الثقافة التي تسعى برامج المواهب إلى إبادتها. وفي عام 2013، سينتقل الى منزل جديد في منطقة الكسليك جونيه (شمال بيروت) «هو نتاج سنوات من الكد والتعب». ويبقى انتظار إعلان لوائح التحالفات الانتخابية العام المقبل، لمعرفة صحة دخوله المعركة النيابيّة على لائحة رئيس «تكتل الإصلاح والتغيير» النائب ميشال عون.