2013/05/29
رمضان إبراهيم – الثورة
يُقال إن أصحاب المهنة الواحدة يعرفون نقاط الضعف والقوة في هذه المهنة فيحاولون عندما يلتقون أن يتمسك كل بما يملك من نقاط قوة مبتعداً قدر الإمكان عن نقاط الضعف. قد يصح هذا عندما يلتقي صاحبا مهنة واحدة أحدهما متمكن ومتمرّس في مهنته والآخر عكس ذلك.
أما عندما يلتقي عملاق في الإعلام كالمتميز جورج قرداحي ( والجميع يعرفه وليس بحاجة إلى إطراء مني أو من غيري) مع متميزين آخرين في برنامج sorry بس هما رجا ورودولف فإن للقاء طعماً خاصاً ونكهة مميزة تشد المتابع وتجعله غير قادر على التنقل عبر المحطات الفضائية الأخرى حتى في الفواصل القصيرة التي يفرضها إعلان ما أو دعاية.
جورج قرداحي الذي تميّز كثيراً عبر العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية كان أكثر تميزاً في اللقاء الطويل والصريح والجريء عبر برنامج sorry بس على قناة otv واستطاع بكل حرفية ومهنية أن يتوغل أكثر في قلب المشاهد من خلال تحليه بالعفوية والإنسانية والخجل أحياناً عند الإطراء من مقدمي البرنامج.
جورج قرداحي الخبير في متاهات الإعلام العربي وزواريبه والقادم إلى الوسط الإعلامي العربي عبر بوابة أوروبا منذ زمن يعرف من أين تؤكل العين وكيف يحافظ على شعرة التواصل مع كل القنوات حتى تلك التي كان لها موقف سلبي منه وهذه ميزة تحسب له وترفع من رصيده الأخلاقي على عكس العاملين في تلك المحطات وعلى رأسهاmbc.
في معرض جوابه عن السبب الذي أدى إلى توقف برنامجه عبر تلك المحطة بعد إبداء رأيه بما يحدث في سورية ( أنا شخصياً أتساءل بكثير من الاستغراب عن حرية الرأي لدى العاملين في تلك المحطة والقيمين عليها !!) أكد جورج قرداحي بأن سبب خروجه من مجموعة mbc أصبح معروفا وأصبح من الماضي، وحصل على اثر بعض المواقف التي اتخذها بشأن الوضع السوري، واعتقد – يضيف جورج قرداحي - أن مواقفي أزعجت بعض من كانوا في موقع المسؤولية، وتدخلوا في القناة وطلبوا منها إيقاف برنامجي الذي كنت قد سجلته معها، ووافقت الفضائية وانصاعت لهذه الأوامر.
وعن موقفه مما حدث قال قرداحي : أصدرتُ بيانا آنذاك اعتبرتُ أن فيه إساءة كبيرة لي، لأنها قالت فيه أنها مراعاة لمشاعر الشعب السوري قررت إيقاف برنامجي بعد المواقف التي اتخذتها، مع أن المواقف التي اتخذتها كانت مع الشعب السوري وليست ضده، ولكن بعض الناس فسّرتها على أنها داعمة للنظام ولكن إذا عدت لما قلته قبل سنة ونصف (المخاوف التي أعربت عنها أن يصل الوضع في سورية إلى ما وصل إليه اليوم ). كنت أتمنى أن أكون مخطئا وان يكون من انتقدوني على حق.
جورج قرداحي الخائف على الشعب السوري وعلى وحدة سورية مازال خائفاً عليها لأن ما يجري لا يوحي بالطمأنينة بل قد يؤدي إلى مالا يحمد عقباه !. ويضيف قرداحي : سورية هي العمود الفقري للكرامة العربية، وحين تتفكك إلى دويلات لن يعود لها وزن ولن يعود لها وجود كما نعرفها، وستصبح المنطقة معرضة كلها للتفكك ولقيام الدويلات الصغيرة.
وفيما يتعلق بالوضع الإعلامي العربي تحدث جورج قرداحي عن الهشاشة التي يعاني منها الإعلام العربي موضحاً أن ما يسمونه الربيع العربي فضح الإعلام : هناك إعلام كنا نعتبره ونرى فيه موضوعية وإذ به إعلام يرى الأمور بعين واحدة وملتزم بسياسة واحدة تمليها عليه بعض الجهات الخارجية والإقليمية وكان ذلك واضحا ونراه من خلال بعض المحطات. هذا الربيع العربي وأنا لا أحب هذه التسمية لأنها لا تنطبق عليه سوف يحفز قسما من الإعلام المتنور والموضوعي حتى يؤدي رسالته بكل جدية وحيادية وموضوعية.
وفي معرض ردّه على سؤال حول عدم قيامه بتقديم برامج سياسية كان رأي قرداحي بأن السياسيين ينتقلون بين محطة ومحطة وأنهم لا يأتون بأي جديد بل يكررون أنفسهم ومواقفهم وأصعب ما يواجهه الصحفي أثناء اللقاء مع بعضهم هوالكذب الواضح وتكرار بعض العبارات والمصطلحات لدرجة أن السياسي يبقى يلف ويدور حول السؤال دون أن يعطي الجواب الصحيح.
جورج قرداحي الذي أضاف نجاحاً جديداً لبرنامج sorry بس كان كبيراً ومهنياً كما يعرفه جمهوره إضافة إلى تألق مقدمي البرنامج سواء أكان رجا أو رودولف!