2013/05/29
نديم جرجوره – السفير
بدأ موسم الجوائز السينمائية. مساء أمس الأول الأحد، أعلنت «جمعية الصحافيين السينمائيين الأجانب في هوليوود» نتائج النسخة السبعين لجوائز «غولدن غلوب»، مانحة «آرغو»، الفيلم الروائي الطويل الثالث الذي أخرجه الممثل الأميركي بن آفلك، جائزتي أفضل فيلم درامي وأفضل إخراج، علماً أن آفلك نفسه لم يُرشّح لجوائز «أوسكار» في نسختها الجديدة لعام 2013 في فئة أفضل إخراج. فيمله هذا استعاد مرحلة خطف أميركيين واحتجازهم في السفارة الأميركية في طهران في العام 1979 بالتزامن مع بداية الثورة الإسلامية في إيران، وبالتداخل مع عالمي السينما والاستخبارات الأميركية. في المقابل، مُنح الفيلم الموسيقيّ «البؤساء» لتوم هوبر جائزة أفضل فيلم كوميدي موسيقي، في خطوة لافتة للانتباه، كونها كرّمت فيلماً مقتبساً عن رواية بالعنوان نفسه للفرنسي فيكتور هوغو، عُرفت بقسوة مآسيها الإنسانية، علماً أن لغة الموسيقى حلّت في جزء أساسي من البناء الحكائي للنص السينمائي. الفيلم نفسه حصل على جائزتين أخريين من جوائز «غولدن غلوب»، إذ نال هيو جاكمان جائزة أفضل ممثل في فيلم كوميدي أو موسيقي عن دوره فيه، إلى جانب زميلته آن هاثاواي، التي حصلت على جائزة أفضل ممثلة مساعدة.
في فئة التمثيل، حصل دانيال داي لويس على جائزة أفضل ممثل في فيلم درامي عن دوره في «لينكولن»، الفيلم الجديد لستيفن سبيلبيرغ، الذي أدّى فيه الممثل الإنكليزي دور الرئيس السادس عشر للولايات المتحدّة الأميركية، في فيلم تناول إحدى أجمل فترات التحرّر من العبودية، بفضل رئيس ناضل من أجل تغيير مجرى التاريخ الأميركي في النصف الأول من القرن التاسع عشر. في حين نالت جيسيكا شاستن جائزة أفضل ممثلة درامية، عن دورها كعميلة استخبارات أميركية في «ثلاثون دقيقة بعد منتصف الليل» لكاثرين بيغولو، الفيلم الذي تناول التصفية الجسدية لأسامة بن لادن، في أجواء مزجت المطاردة العسكرية بالعمل الاستخباراتي والمناخات السياسية المسيطرة على أميركا منذ إعلانها بن لادن «المطلوب رقم واحد» في العالم. في فئة أفضل ممثلة في فيلم كوميدي أو موسيقيّ، فازت جينيفر لورنس عن دورها في «سيلفر لينينغز بلاي بوك» لديفيد او. راسل، الذي تناول مسائل حياتية متنوّعة، كالطلاق والعلاقات الغرامية والزوجية وغيرها، بقالب كوميدي لا يخلو من أسئلة متعلّقة بالحياة والبيئة الاجتماعية والناس. أما كريستوف فالس، الذي مثّل في «دجانغو مكبّل اليدين» لكوانتين تارانتينو، ففاز بجائزة أفضل ممثل مساعد في فيلم درامي، في حين أن الفيلم نفسه فاز بجائزة السيناريو، الذي كتبه تارانتينو، مستعيداً فيه حقبة عبودية أميركية هو الآخر.
إلى ذلك، استمرّ «حبّ» للنمساوي ميكائيل هانيكي في حصد الجوائز، إذ نال «غولدن غلوب» أفضل فيلم أجنبي، هو الذي غاص في تشعّبات علاقة حبّ بين زوجين عجوزين، إثر تعرّض المرأة لحالة مرضية خطرة. بينما وجد «سقوط السماء» لسام مانديز، الحلقة الأخيرة من مغامرات العميل البريطاني جيمس بوند، مكاناً له في لائحة الجوائز، بفوزه بجائزة أفضل أغنية أصلية ذهبت إلى آديل، علماً أن ميكائيل دانّا نال جائزة أفضل موسيقى أصلية عن اشتغاله في «حياة باي» لآنغ لي. بالإضافة إلى هذا كلّه، نالت جودي فوستر تكريماً بنيلها تمثال سيسيل ب. دوميل عن أعمالها السينمائية الكاملة.